السنة النبوية ومفهوم الطاقة الكونية المعاصرة.!
الباحثة بان كاظم سلمان ||
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله وصحبه الطيبين الطاهرين… ظهرت في هذا العصر موجات من الباطل استبدلت الطرق النبوية واتت بطرق كثيرة اختلط فيها الحق بالباطل واشتملت على صور من الوثنيات والشرقيات والشعوذة العصرية وغزت الفلسفة الشرقية من الصين والهند إلى جميع اقطار المسلمين، انتجت فلسفات هندوسية وطاوية مطلية بالإلحاد الغربي دخلت عبر تطبيقات معاصرة منها ما تعرف (الدورات الاستشفائية -التنمية البشرية -العلاج بالطاقة -العلاج بالأحجار الكريمة أو اليوغا-التخاطر –قراءة بالبطاقات التاروتية- قراءة في الحياة السابقة) ….
انخرط المسلمون فيها دون وعي منهم لما تتمتع به من جاذبية عصرية وفقا لمتطلبات الحياة، فنجد البعض منهم يدخلون أحاديث نبوية، تضمنت دلالات متعددة كحب الحياة والتفاؤل والايجابية التي لابد من توافرها في شخصية المسلم وهي نابعة من عقيدته الثابتة من إيمانه بالله عز وجل وانبيائه وملائكته ورسله.
وليس هذا فقط فمنهم من راح يدعي التواصل مع الملائكة مستشهدا من نصوصا قرآنية تؤكد وجود الملائكة وتسخيرهم لخدمة الإنسان، فقاموا بتسمية الملائكة بأسماء عديدة ونسبوا إليهم وظائف معينة منهم ملائكة الفيريز المعرفون ب (ملائكة الأرض أو الطبيعة) المسؤولون عن الرزق وغيره، فعلى الإنسان التواصل معهم روحيا قبل الخروج من المنزل لطلب الاستعانة وتسهيل الأمور، ومنهم ملائكة الحب والجمال والعلاقات وغيرها..
وهذه من أخطر المراحل التي يتعرض لها مجتمعنا الإسلامي فمن الواجب الوقوف عندها وبيانها بكل تفاصيلها وجذورها وغاياتها…
ولو فرضنا قراءة موجزة عما يحدث في بلاد المسلمين في وقتنا الراهن، ننتقل إلى وطننا الحبيب كنموذج من المجتمعات الإسلامية على سبيل المثال، نجد ظواهر غريبة تبرز عند النساء كونهن أشد اهتماما من الرجل في الأمور التي تتعلق بالترتيب المنزلي، دون وعي منهن بحجة المعايشة السلمية مع الاخرين، كما يحدث في أعياد رئس السنة الميلادية، فقد راح المسلمات أول الأمر الى شراء الزي الأحمر لأولادهن الذي يرتديه صاحب الشخصية الخيالية المعروف (بابا نؤيل أو سانتا كلوز) عند الديانة المسيحية، ثم شراء أشجار الزينة حتى وصل الأمر الى بدعة شراء طائر (البطة) في يوم الميلاد، وذبحها بعد دفن ورقة داخلها يكتبن فيها امنياتهن لتتحقق في السنة القادمة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار هذا الطائر في جميع الأسواق العراقية في الأيام القريبة من ليلة رأس السنة الخاصة بأعياد الميلاد، ثم ظاهرة انتشار اللون الأحمر للجيب الخاص بحفظ المال المعروف (بالجزدان) عند النساء من اجل جلب الرزق وفقا للطاقة الكامنة بهذا اللون، أيضا اهتمامهن بالاتجاهات وقضية اركان المنزل وتفعيلها، منها الركن الخاص بالمال الذي يكون باتجاه معين أول الدخول من باب المنزل حيث يضعن فيه ضفدع بلون أخضر، أو سمكة تعلق في مدخل المنزل، لجلب الوفرة المالية، ثم تفعيل باقي الأركان الخاصة بالسفر والحب والجمال وغيرها ….
أيضا نلاحظ منهن من تضع مادة الملح في اركان معينة من المنزل لما يملكه من شحنات موجبة وسالبة تكون ذات تأثير مباشر على الراحة والهدوء والجو العائلي الخاص بالأسرة …..
هذه قراءة موجزة وهي جزء لما نشاهده اليوم من الاِف الظواهر الغريبة في المجتمع العراقي انتشرت بالتزامن مع التطور التكنلوجي، الذي ساعد كثيرا بعمل صفحات الكترونية تحت مسميات كثيرة منها مدرب ( دولي، عالمي، معتمد ) جلبت لأصحابها وفرة مالية، كان أغلبهم ذات غفلة عمن وراءها مما جعلهم وسيلة لتحقيق غايات كثيرة لمنظمات غير معروفة استهدفت هوية المسلم وعقيدته في البلاد العربية…
وهذه الطاقة الموجودة في كل شيء والتي تستخدم كعلاج مزعوم هي مبدأ فلسفي قائم على اساس النظرة الوحدانية كوحدة الوجود (كل ما ترى في عينك فهو الله عندهم)، فيقولون هذا الله يعطي يسعد يشفي ينفع وهكذا، ومصطلح الطاقة في الأديان يسمى (تشي – كي-بانا –طاو ) وهي فلسفة غربية روحية خارقة للطبيعة غير تجريبية يعتقدون بتغلغلها إلى الجسد الآدمي، تمتلك قوة روحانية ميتافيزيقية تدرك بالتأملات الباطنية، يعبرون عنها بانها مستقطبة من الكون ولا علاقة لها بالعلوم التجريبية تشبه الرياضيات تهدف إلى تحقيق الاشراق والسعادة والفناء وليس الغرض منها تحقيق الصحة والشفاء فقط، ومنها الشاكرات وهي مراكز للطاقة الروحية الكونية للصفات في الجسم تعرف بشبكات الاعصاب والاجسام السبعة، والجسم الاثيري منبعها يتعلق بصحة الإنسان وسعادته الروحية والحياة لا توجد بدونها وهي طاقة الاله الكونية التي يكون بيدها السعادة الكاملة والهدوء النفسي، وهي من الصفات الإلهية الكامنة في الإنسان الذي يمكنه اظهارها والاستفادة منها …..
كل هذه الممارسات لا بد لنا من بيانها والوقوف عندها بالتفصيل، لاسيما أن المشتغلون فيها يلبسونها بنصوص من السنة النبوية المطهرة لإظهارها بلون آخر ……