إن تكرر التاريخ تقرر النصر..!
بهاء الخزعلي ||
يقول أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام “إن التاريخ هو مرآة الأزمان وعظة البصائر وموعظة الحكماء”.
وبنظرة تأريخية مبسطة لمعركة الخندق، والتي سميت (بمعركة الأحزاب) كذلك لتحزب يهود بني قريظة بعد نكثهم العهد والتحالف مع المشركين لقتال المسلمين والقضاء على الدعوة الإسلامية في السنة الخامسة للهجرة.
ثم شاء الله سبحانه وتعالى أن يأتي سليمان المحمدي (الفارسي) بخطة لحفر خندق كتحصين دفاعي للمدينة من الغزو، وشاء الله سبحانه وتعالى أن يعبر عَمرو ابن ود الخندق ويعلو صوته طلباً للمبارزة ولم يجد إلا علي عليه السلام يقبل بمبارزته رغم وجود عدد كبير من الصحابة في جيش رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وانتهت المبارزة بمقتل إبن ود، وبعد ذلك شاء الله أن يثبت المؤمنين ويكسر المشركين واليهود ويقهر المنافقين في تلك المعركة.
وكانت أهم نتائج المعركة …
* نجاح المسلمين في تحصين المدينة وصد هجوم المشركين.
* إنكسار شوكة حلف المشركين والمرتدين.
* تعزيز مكانة المسلمين وسمعتهم كقوة عسكرية قادرة على الدفاع عن نفسها.
واليوم هناك تشابه كبير في أحداث غزة مع أحداث معركة الخندق وإليكم بعض نقاط الشبه بفهمي البسيط…
* أن معركة الخندق كانت في السنة الخامسة للهجرة حيث هاجر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى المدينة، ومعركة طوفان الأقصى في عام ٢٠٢٣ اي السنة الخامسة لتنفيذ إدارة ترامب قرارها لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس في مايو 2018 واعتبار القدس عاصمة الكيان الصهيوني.
* في معركة الخندق كانت المدينة محاصرة، وفي معركة طوفان الأقصى غزة أيضاً محاصرة.
* في معركة الخندق تحالف المشركين مع يهود بني قريظة ضد المسلمين، واليوم يتحالف الكيان الصهيوني مع مشركين الاعراب المطبعين مع ذلك الكيان ضد المسلمين في غزة.
* أن خطة حفر الخندق في معركة الخندق كانت خطة سليمان الفارسي، ولا يخفى على الجميع أن خطة الأنفاق والتحصين الدفاعي للمقاومة الفلسطينية كانت بتدبير ورعاية الحاج الشهيد قاسم سليماني رضوان الله عليه.
* في معركة الخندق عندما جعجع عَمرو أبن ود متحدياً المسلمين لم ينهض لمبارزته غير الأمام علي عليه السلام، كذلك اليوم في طوفان الأقصى لا يقف مع الفلسطينيين ويتحدى الكيان الصهيوني ومن خلفه سوى شيعة علي ابن ابي طالب عليه السلام.
ولأن بحثنا البسيط يتحدث عن تكرار الأحداث ما بين الماضي والحاضر ورغبة منا لتوقع المستقبل يجب أن نفهم ماذا ذكر القرآن الكريم عن معركة الخندق ولأن معركة الخندق سمية بمعركة الأحزاب، وهناك سورة في القرآن الكريم في الجزء الثاني والعشرون و تسلسلها ٣٣ أسمها سورة الأحزاب، و لربطها بمعركة طوفان الأقصى التي أنطلقت عام ٢٠٢٣ سنستعرض بعض الآيات الكريمة من سورة الأحزاب أبتداءاً من الآية رقم ٢٣ والتي تقول….
بسم الله الرحمن الرحيم
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا(٢٣)
صدق الله العلي العظيم
في هذه الآية الكريمة يتضح لنا حقيقة هؤلاء المؤمنين الذين يجاهدون في سبيل الله منتظرين الشهادة بفارغ الصبر لكنهم لم يستبدلوا كلمة الله الحق بكلمة الباطل رغم كل القتل والإرهاب الصهيوني والجور الذي يقع عليهم بشكل يومي.
بسم الله الرحمن الرحيم
لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا(٢٤)
صدق الله العلي العظيم
بعد مرور عشرة أشهر وانتقالنا من عام ٢٠٢٣ إلى عام ٢٠٢٤ هناك انقسام عالمي واضح يبين الصادقين من المنافقين الذين كانوا يدعون أنهم مهتمين بالقضية الفلسطينية وأبسط مثال منع مصر دخول المساعدات لشعب غزة، وفتح الطريق البري من الامارات والسعودية والأردن لدعم الكيان الصهيوني بكل احتياجاتهم اللوجستية.
بسم الله الرحمن الرحيم
وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا(٢٥)
صدق الله العلي العظيم
قد يذهب العالم أجمع خوفاً من أنزلاق الأمور إلى حرب عالمية ثالثة إلى تهدئة شاملة، وتكون هذه التهدئة بعد الرد الإيراني على الكيان ومنع الكيان من الرد بتدخل عدة أطراف وقد تتحقق التهدئة بأمرين مهمين الاول أن التهدئة تشمل روسيا وأوكرانيا كذلك، والثاني نتنياهو يُقصى من السلطة.
بسم الله الرحمن الرحيم
وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا(٢٦)
صدق الله العلي العظيم
وقد تعود المعركة عام ٢٠٢٦ للأشتعال من جديد بشكل أو بآخر، حينها قد يحقق أبناء المقاومة نصراً كبيراً بقتل بعض الصهاينة وأسر بعض آخر كما حصل في طوفان الأقصى ٧/أكتوبر وتكون هذه بداية نهاية الكيان الصهيوني الفعلية.
بسم الله الرحمن الرحيم
وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا(٢٧)
صدق الله العلي العظيم
ثم يمن الله على المجاهدين بالنصر والتحرير ويعيد الأراضي الفلسطينية إلى شعبها ليرثوا كل ما فيها من معامل ومصانع ومزارع وبنى تحتية وبنوك ومصارف وأموال وأراضي لم يكن يسبق لهم أن وصل إليها المجاهدين، وينعم أهل الأرض بخيرها وليس ذلك على الله ببعيد.
ختاماً:
وما النصر الا صبر ساعة فكيف أن صبر المرء ٧٢ عام فأي نصراً ينالون، التأريخ يعيد نفسه أحياناً ويجب أن نفهم حاضرنا ومعرفة مستقبلنا من خلال ذلك التاريخ، فاليوم هو يوم تنامي القوة الإسلامية المحمدية الحقيقية، التي لا خوفاً عليها ولا هم يحزنون، فأن كل هذه الفصائل المجاهدة العزيزة المنتشرة في أراضينا الأسلامية العربية، والمقاومة الحقيقية التي تنصر كل مظلوم على الظالم، ما هي إلى أحقاق حقاً من الله سبحانه وتعالى عندما مَنَ علينا بثورة الامام الخميني رضوان الله عليه، وقيادة السيد الخامنئي دام ظله، وحكمة سماحة السيد السيستاني دام ظله، و اخلاص قادة المقاومة في محور الأسلام المحمدي الأصيل، وإنا من المجرمين لمنتقمون.