لاعمي موش احنا..العرب وعباءة النفط المتبخر..!
علي عنبر السعدي ||
– المجتمعيات الطارئة على التاريخ – المتطفلة على الجغرافيا
– كيانات الكثبان – وبلاد البستان .
في مؤتمر للجامعة العربية عقد في ثمانينات القرن الماضي ،قال مسؤول سعودي مخاطباً قادة العرب : لكل بلد منكم امتدادات تاريخية غير عربية ،البابلية /الفرعونية / الفينيقية /الآرامية – الخ ،أما نحن فلا امتداد لنا سوى العربية .
تلك لم تكن كلمة عابرة قيلت كردة فعل على ماسمع أو مارأى قائلها ، فقد تبين إنها بمثابة عقدة نفسية وعمل قادم يتم إنضاجه والدفع به ،من أجل إيصاله إلى حالة حصرية لتمثيل العرب ، بعد إزاحة أو تدمير الامتدادات الحضارية عند العرب الأكثر عمقاً ( العراق – مصر – سوريا وبلاد الشام عموماً ) وصولاً إلى بلاد المغرب العربي .
الثروات الطارئة ،تخلق كذلك مجتمعات طارئة وكيانات طارئة ، تسلك أحد سبيلين : أما أن تحاول التجذّر بصنع مايؤهلها للبقاء وتحويل المؤقت الى دائم ،وأما أن تهدر ما امتلكته من ثروات لم تساهم في ايجادها ، لكنها تستغل تلك الثروات لممارسة نوع من (الانتقام) ضد المجتمعات التي تمتلك من العراقة والتجذّر – في التاريخ والجغرافيا على السواء – مايؤهلها للبناء .
التاريخ ليس قابلاً للفناء ، فهو مادة حية يتجدد حضورها ،وتراكم نفسي يتجسد سلوكاً وقدرة إذا أحسن استثماره ،إنه (عروق) تمتد عميقاً في أرض ولُد فيها ،وبشر ساهموا به أو توارثوه .
أما مصطلح (العرب) فلم يعد يشمل واقعياً ،تلك البلدان الممتدة من سواحل الأطلسي شمالاً ،حتى المحيط الهندي جنوباً ،حيث الأماكن التي شهدت أولى الحضارات وأعرقها- بلاد البستان – بل أصبح مقتصراً على السعودية ودول الخليج حصراً – كيانات الكثبان – وربما ستظهر سياقات المستقبل ،إن البلدان التي (انسحبت) ضمناً من مفهوم العرب نحو تسمياتها التاريخية ،ومن ثم فكّ ارتباطها بذلك المصطلح حضارياً ،سيعمل لصالح تلك البلدان ، رغم امتداد الفكر الوهابي في مجتمعاتها ،وتأثيرات النفوذ المالي /البترولي .
(نشرت هذا المقال قبل أكثر من عام – حيث لم يكن ارشد الباكستاني قد اطلق صرخته قبل رمي الرمح الذهبي – ولا فيلم (حياة الماعز) الذي كان بمثابة تعرية لجلافة الصحراء ..!