في زيارة الاربعين تجتمع الشعوب المختلفة بحب الحسين..!
عدنان جواد ||
بالحقيقة في كل سنة في زيارة الاربعين يضاف درس جديد، فثورة الامام الحسين ثورة عالمية، وقد تأثر بها الكثير من الثائرين في العالم، بوقوفهم ضد قوى الشر والفساد والاستبداد، وهي مواجهة بين الخير والشر وبين الحق والباطل، وفي زيارة الاربعين تتلاقح ثقافات الشعوب.
يتأثر كل شعب بالشعب الاخر وكل شعب يستعرض ثقافته وطريقة عيشه، شاهدنا اعلام الدول واجناس واعراق مختلفة ومن مختلف القارات، الافريقي والغربي والشرقي من دول اسيا الصيني والماليزي والهندي والباكستاني، ومن دول القوقاز والخليجي ، جميع تلك الثقافات والاختلافات فيما بينها يجمعها حب الحسين، فتضيع معها الفوارق الطبقية واللغوية واللونية وغيرها.
خلال مسيرنا من مدينة النجف المقدسة مدينة الامام علي عليه السلام، ابو العدالة والانسانية والمساواة والشجاعة، مزيل الطبقية صاحب الفقراء والمحرومين في طريق الزائرين، وكان اغلب الزوار من الإيرانيين، والذين تميزوا بالنظام والنظافة، فلايمكنك الحصول على الوجبة الغذائية التي تقدمها مواكبهم الا بالانتظام بالطابور(السرى).
ويرمون فضلاتهم في الاماكن المخصصة لها، وهذه التصرفات عكست ثقافة مجتمعية ، تأثر فيها العديد من المواكب العراقية، فقد تميزت هذه السنة بوجود كميات كبيرة من حاويات القمامة المنتشرة على طول الطريق، والتزامهم بالقانون وتوجيهات الجهات الامنية، واحترام مواقيت الصلاة وصلاة الجماعة، وفي كل عام نستفاد من ثقافة مجتمعهم في التنظيم والترتيب والنظافة.
وفي المقابل هم منبهرون من ثقافة المجتمع العراقي في الكرم والبذل والعطاء والخدمة بأسلوب فاق كل التوقعات، وهم يعترفون بانهم لا يستطيعون ان يفعلوا ما يفعله العراقيين لخدمة الزوار، فهم يتوسلون الزائر في الاكل والمنام ووسائل الراحة والاستراحة، ويضيفون ان حكمة اختيار الامام علي عليه السلام لخلافته في العراق ، ومن ثم ابنه الامام الحسين الاستشهاد في العراق هو معرفة معدن ونفسية اهل هذه البلاد، ومن الانطباعات عن الزيارة لهذه السنة ورغم ضخامة الاعداد.
راينا النظام والانسيابية، وتطابق الهموم السياسية حول الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من ذبح وابادة جماعية، ونفاق النظام العالمي والكيل بمكيالين وصمت الانظمة العربية والاسلامية وعدم نصرتهم لإخوانهم في غزة ، وقد رفع الكثير من الزوار لافتات تدعو لنصرة غزة، وصور للشهداء الذين سقطوا في سبيل القدس.
في مقدمتهم الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد ابو مهدي المهندس واسماعيل هنية والشهيد فؤاد شكر، اختفت في هذه السنة المظاهر الحزبية والسياسية والدعايات الانتخابية المبكرة للأحزاب السياسية العراقية، وحتى التوجهات الدينية المختلفة ولم تستطع ان تجد لها محلا في ضوء التلاحم بين زوار الامام الحسين في زيارة الاربعين في وحدة الهدف.
هناك بعض الملاحظات ينبغي للحكومة والقائمين على الامور ان يجدوا لها الحلول، لازالت الكثير من الشوارع ضيقة وبدون تشجير وسوف تقبل علينا زيارة الاربعين القادمة في شهر تموز، لذلك يتطلب الاسراع بتشجيرها بالنباتات الظليه التي تنجح في العراق، هناك الكثير من المخلفات البلاستيكية والورقية التي يتم التخلص منها اما بطمرها او حرقها وفي الحالتين فيهما اضرار بيئية.
كان من الافضل انشاء معامل تدوير النفايات للاستفادة منها مرة اخرى، وايضا هناك تبذير في طبخ الطعام وبالتالي رميه في الطرقات وهذا الامر يحتاج وعي مجتمعي بجهود اعلامية ومن خطباء المنابر الحسينية.
ايضا الاستفادة من الفضلات بان تكون اعلاف للإسماك وغيرها من الحيوانات، حل مشكلة النقل بالإسراع في انشاء سكك الحديد على طريق الزوار، بالاستفادة من الجمهورية الاسلامية الايرانية والصين في هذا المجال، ومراقبة التجاوزات على الطرق الخارجية بنصب الرادارات لتقليل الحوادث المرورية، التمسك بأخلاق ومبادئ ثورة الامام الحسين طوال السنة وليس فقط في محرم الحرام، فنحن امام مسؤولية كبيرة امام العالم ، محاربة الحركات الدخيلة على الشعائر الحسينية والتي تشوه الشعائر الحسينية مثل التطيين والحركات البهلوانية الراقصة واصوات الراب وغيرها.
سلوك القادة السياسيين ينبغي ان يكون منسجما مع فكر الحسين وليس مع فكر يزيد، بان يخدموا شعبهم ويقضوا على الفقر والجهل في مجتمعهم، ويصرفوا جميع الاموال التي حصلوا عليها بطرق غير شرعية لخدمة شعبهم وبلدهم في العدالة الاجتماعية وخاصة في توزيع الثروات على المواطنين ، والتصدي لظاهرة التسول، ونبذ فكر الفرقة والطائفية وذكر الكرامات التي حدثت في المسيرة المليونية، بان نكون زينا لأهل البيت عليهم السلام ولا نكون شينا عليهم.