بذاءة الأكذوبة في تاريخ بذيء..!
علي عنبر السعدي ||
الصحابة العدول – وعدل المائل
نشرتُ على حسابي ،17 حلقة بعنوان ” البذاءات السياسية في التاريخ العربي ” وقد أعددتها لتكون كتاباً مازلت اشتغل عليه ، لكني اصبت ببعض الاحباط كلما توغلت في ذلك التاريخ .
الحقيقة انه ليس تاريخا يعمل وفق منهجيات علمية /موضوعية ، بل مجرد كلام يسير وفق انساق لمنظومات ايديولوجية سميت (مرويات واحاديث السلف الصالح ) .
منهجيات التاريخ ،تعمل على تنقية أحداثه ،لجعلها مقاربة لموضوع الحدث وما احاط به او تفاعلت معه وأدت اليه ،مختلف الظروف والمؤثرات .
لكن ولأن المرويات هي التي تسيدت ،لذا فقدنا التاريخ العلمي المنهجي ، واستباحت أنماط تفكيرنا ، المرويات بعنعناتها وأكاذيبها وضعيفها المؤكد وصحيحها المكذب.
المرويات كتبتْ حسب الاهواء والميول ، وبالتالي حملت الكثير من الأكاذيب التي تتنافى مع بداهات العلم ومتطلبات العقل .
واحدة من أكثر الأكاذيب المنافية لكل قواعد العلوم ،هي مقولة ((الصحابة العدول )) وكل هؤلاء يتبع ذكرهم “رضى الله عنهم و—- أرضاهم “.
الصحابة وكما تخبرنا المرويات ذاتها ،هم بشر حملوا كل ادران الجاهلية ،وأكثرهم استمر بها وواضب عليها ،فتآمروا وكذبوا وهربوا وتخاذلوا ،وارتكبوا كل مايمكن تصوره من الموبقات والمثالب ، في ابرز اسمائهم وما لعبوه من أدوار لايمكن القول انها مما يرضي الله طبقا للمعايير الاسلامية ذاتها .
قد يفهم ان جموع المسلمين ،قد سئموا مما شهدة الاسلام بصراعاته واقتتاله وكميات الأحقاد الذي ألحقه المسلمون الأوائل ومن تبعهم ،في صراعهم الدموي على السلطة والنفوذ والمغريات ، ومقدار ماروجوه من أكوام هائلة من التزييف والأكاذيب ،فأردوا اراحة انفسهم بالقول : كلهم صحابة عدول ، لكن ذلك لم يعد كافياً ،فكلمة عدول يجب اثباته قسراً ،والترضي على اولئك( العدول ) هو الجزء الأهم من مقومات الدين ،فلا اسلام دون صحابة عدول ، وليس مهماً كم يخالف ذلك القول من متطلبات العلم ،الذي يقول ان الجسد الحي ذاته تختلف وظائف الاعضاء فيه بين صنع الصحة وسريان الدم في العروق،ما يمنح الجسم حيوية ونشاطا ،وبين تلك الاعضاء التي تتكفل بما يفرزه الجسم ، وماتحمله من ((روائح ))تعافها النفس .
كارثة مقولات (الصحابة العدول) انها لاتكتفي بتزييف الحقائق وانقلاب الادوار ،فتجعل الأسوأ هو الافضل ،وتغطي على الأفضل لصالح الأسوأ ، بل تقدم ذلك باعتباره ((حقائق )) تصل الى مرتبة اليقين ، وهي تتناسل كالأفاعي وترفد دائماً بالمزيد من الاكاذيب الشرسة ، التي انفلتت حتى من بعض ضوابط المرويات ذاتها ..