الخميس - 19 سبتمبر 2024
منذ 3 أسابيع
الخميس - 19 سبتمبر 2024

أمين السكافي (لبنان – صيدا) ||


للبنان ثلاثة حدود رئيسية: الحدود مع سوريا، والحدود مع العدو الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأخيراً الحدود البحرية. هذه الحدود الثلاثة تعرضت لمحاولات عدة للاقتحام أو القرصنة أو السرقة. الأمر المشترك بين هذه الحدود هو حزب الله وشهداؤه الذين كتب عليهم أن يرتقوا إلى بارئهم وهم يدافعون عن لبنان، كل لبنان.
المؤتمر حول القرار 1701

بالأمس، كان هناك مؤتمر بعنوان “1701”، ترأسه السيد سمير جعجع، وشارك فيه العديد من الشخصيات المناهضة للمقاومة، من مذاهب وأطر سياسية متنوعة. المهم أنهم اجتمعوا على هدف واحد وهو نزع سلاح المقاومة بحجة الشرعية، وما يتبعها من هرطقات. هؤلاء المجتمعون، الذين يجمعهم الحقد والكراهية للمقاومة، إما أغبياء أو متواطئون مع العدو، أو من صبية السفارات، أو متخاذلون. يمكنك، عزيزي القارئ، أن تختار ما تشاء، أما بالنسبة لي، فقد اخترت لهم الصفات الأربع، وهذا ليس كرماً مني بل هو ما استحقوه عن جدارة.

شرعية المقاومة
لماذا اخترنا لهم كل هذه الصفات؟ نبدأ أولاً بشكل رسمي، فالمقاومة ذكرت في البيان الوزاري الذي صادق عليه مجلس النواب اللبناني تحت صيغة “جيش شعب مقاومة”. وبالتالي، فإن المقاومة مشرعة قانوناً في هذا البلد ولها حق الدفاع عنه بالتعاون مع الجيش اللبناني. وبدلاً من تكريمها، نسعى لتجريمها.

ثانياً، بينما المقاومة تخوض حرباً شرسة مع العدو، يصدر هؤلاء الأصنام مثل هذا البيان. ولكن، رداً على مقالتهم التي تدعي أن الأمم المتحدة وقراراتها تحمي لبنان، أين كانت الأمم المتحدة من تنفيذ القرار 425 الصادر عام 1978، والذي يقضي بانسحاب الكيان الإسرائيلي من لبنان؟ هذا القرار الذي نفذ بسواعد ودماء مقاومينا في عام 2000. وهناك أيضاً القرار 242، الذي ينص على عودة إسرائيل إلى حدود الرابع من يونيو لعام 1967. فلماذا لا تنفذ الأمم المتحدة هذه القرارات؟

الخروقات والاعتداءات
كل الخروقات، والقصف العشوائي، وتحليق الطيران، واستهداف عصابة لحد في معظم المناطق، وقتل الأبرياء، هي أمور يجب أن نأخذها بعين الاعتبار. وللعلم، فإن سعد حداد، وبعده أنطوان لحد، كانت تدفع رواتبهم مع زبانيهم من أموال الحكومة اللبنانية لفترة طويلة، وهم يتعاملون مع العدو.

إنه حقاً سخرية ما بعدها سخرية، أن ندفع رواتب العملاء بينما نقاضي المقاومين الشرفاء. واليوم، تخوض المقاومة صراعاً شرساً مع العدو دفاعاً عن لبنان ودعماً لغزة. يحق للمقاومة، التي جعلتنا نعيش بأمان طيلة الفترة الماضية، أن تفعل ما تراه مناسباً. نحن واثقون بها، وإن أردتم فليجرَ استفتاء لنرى رأي اللبنانيين.

الحرب ضد التكفيريين
ثالثاً، قام حزب الله بحرب استباقية لدفع التكفيريين من داعش وغيرها عن حدودنا مع الشقيقة سوريا. هؤلاء التكفيريون جاءوا بالحقد على كل الجنس البشري، وقاموا بأعمال منكرة مثل “جهاد النكاح”، الذي هو أبشع من الزنا، حيث كانوا يجبرون المرأة على إقامة علاقات مع أكثر من شخص في اليوم الواحد. كما ارتكبوا جرائم ذبح الأبرياء فقط لإظهار وحشيتهم، بالإضافة إلى حرق الأشخاص كما شهد العالم. وقد أرسلوا انتحاريين إلى معظم المناطق في لبنان، وهم لا يفرقون بين بلدات شيعية أو مسيحية أو سنية.

لولا حزب الله وشهداؤه، لكنا نعيش اليوم تحت حكم البغدادي السيء الذكر. هذا الحزب الذي حمى لبنان من مرتزقة وعصابات كان هدفها الأساسي تشويه صورة الديانة الإسلامية في أذهان الناس.

الحدود البحرية
نأتي الآن إلى الحدود البحرية، حيث لن نتحدث عن البارجات التي كانت تقصف معظم المناطق اللبنانية، واختفائها من مياهنا الإقليمية، خصوصاً بعد ضرب المقاومة للبارجة “ساعر” عام 2006. ضمن الملف البحري، هناك محاولات عديدة تمت بالتعاون مع بعض اللبنانيين من قبل أمريكا خدمة لإسرائيل لسرقة حقول الغاز في كاريش وقانا، والتي تمتد على حوالي 560 كيلومتراً مربعاً. مما اضطر المقاومة للتدخل بمسيراتها أكثر من مرة، مهددة بحرب إن تمت سرقة ثروتنا من الغاز أو النفط، مما دفع الأمريكيين في النهاية إلى القبول بشروط لبنان خوفاً من تهديد المقاومة.

الختام
بعد كل هذا، تأتيك نماذج غريبة من أصحاب الأفكار المستوردة ليكلموك بالدستور والقانون، وغيرها من الكلام الذي لا يؤدي إلى شيء سوى إشاعة الفرقة بين اللبنانيين وبث الفتن. هذه المحاولات لا تنفع لتشويه صورة المقاومة، بينما يجلس بعض الأشخاص، مثل ريفي، بجانب من سفك دم الرئيس رشيد كرامي جزار البريارة وقاتل آل فرنجيه وآل شمعون .أيها الأغبياء، إن القافلة تسير ولتنبح بقدر ما تشاء الكلاب.