الخبير العسكري فايز الدويري أسيرٌ في سجون الأفكار اليزيديّة..!
محمود وجيه الدين ـ اليمن ||
مَن درَسَ أو يدرسُ التخصّص المناسب، والمستوى العلميّ القيِّم، والدورُ الإعلامي في التحليلات الإستراتيجية، المُتعلِّق بالصراعات ومآلاتها العسكرية والجيوسياسية، له حدودٌ لا يتجاوزها في مدارِس التحليل، وهي احداهن؛ عدم مهاجمة أيّ طرف من الصراع مادامَ المُحلّل يدّعي الحياد بين الطرفينِ ومادامَ يُعتبر لا ينتمي لأحد الأطراف المُتصارعة؛ فلا يربِط الحابِل بالنابِل!
وعلى عكس هذا الحدود المُرتسم، ثمّة أركان زوايا متناقضة، لشخصيةٍ بارزة في الفضائيات والإعلام كالخبير العسكري الأردني فايز الدويري، المشهور بِنفَث السُّموم والنعرات الطائفية المقيتة،لا سيَّما يُعتبر تحليلهُ العسكري جِسرٌ مُعلَّقٌ بين الحق والباطل، يُفيد الباطل أكثر مما يُفيد الحق؛ فيتحدّث عن جسرِ العبور، وهو أساسًا حركتهُ ساكِنةٌ بمعنى صفريّة، ولم يُقم بالعبور.
فمثلًا كما وقعَ، نشرَ تغريدةً في منصةِ اكس مُتهجمًّا على مقولةِ قائد الثورة الإسلاميّة في إيران سماحة السيِّد علي الخامنئي، والتي هي: ” المعركةُ بينَ الجبهةِ الحسينية والجبهةِ اليزيدية مُستمرةٌ؛ لأنّها تواجه جبهة الظلم والجور “. فيفنِد ويردُّ فايز الدويري كلامًا عليه، هو ردٌّ، عبارة عن هراء وغير موضوعيّ أبدًا؛ لربما هو يَستفيد كثيرًا ويواكب تعليقات الحشرات الإلكترونية أكثر مما يستفيد مِن خبرته وتخصّصه، حتى يأتي بكُلِّ إزدراء وحقدٌ، يعتلي المنبر الذي سُبّ وُهوجِمَ فيه عليًّا بن أبي طالب وأبناؤه الأكارم، وبدافع الدفاع عن يزيد بن معاوية!
بينما بالمقابل، مقولة سماحة السيِّد علي الخامنئي وضعت مُفارقةً خالِدة بإيجاز وبلاغةً وعُمق وموضوعيّة يُقِرُّ التاريخ الإسلاميّ بِهذه المفارقة وأجمعَ المسلمون بمختلف الاِنتماءات عنها، واذهب يا أنت وأقرأ تغريدة فائز الدويري المملؤة بالشُحنة الضيّقة والعُقدة النتِنة.
لم يعرِف حدوده جيدًا هذا الأعجف!
إذا كان أهوجًا ورجُلًا، شيءٌ طبيعي بالنسبة له توجّيه الاِساءات والهجوم على من يقِفون جهادًا وتوّحدًا وصبرًا وثباتًا وتضحيةً بوجه أعداء هذه الأُمّة؛ فلماذا لايذهب ويوجّه انتقادات وعبارات وينتقد ما لديه من ملِكَ البندورة وحُكّام الخليج وأمثالهم؟ لا يستطيع أبدًا، لأنهم يُعتبرون سجناء الأفكار اليزيدية المُطبِّعة!
صدق حقًا العلَّامة الحنبلي المرحوم ابن الجوزي لمّا قال :
ويلٌ لمن شفعاؤه خصماؤه
والصورُ في يومُ القيامة يُنفخُ
لا بد أن ترد القيامة فاطمٌ
وقميصها بدمِ الحُسين مُلطّخُ