تصهينت العرب، ما دخل المنبر بذلك …!
كندي الزهيري ||
هل فعلًا أن العروبة تصهينت!، إذا كان ذلك حقًا كيف حصل؟
… منذ سنوات طويلة عمل الاستعمار عبر دوائر المخابراتية والاستخباراتية، ومراكز التخطيط الإستراتيجي، وضع دراسة واقعية ومهمة، وهي (إذا أردنا أن نبقى متفوقين على المسلمين والعرب، علينا أن نسيطر على المنابر، هي أقوى سلاح وأكثرها فاعلية)، لذا؛ أولى الخطوات نحو السيطرة المطلقة لدول الاستعمار كانت عبر زج خطباء متدربين في دوائر الاستخبارات الاستعمارية، وتمكينهم من المنبر، من هنا تم وضع حكام مهمتهم الحفاظ على المصالح الاستعمار، والقضاء على الخصوم والمعارضين عبر القمع المباشر بمساعدة الخطباء المنابر.
هؤلاء (خطباء المنابر) مهمتهم “تكفير” أي حركة تحاول مقاومة نفوذ الاستعمار، والقضاء كذلك على من يخرج عن حكم العملاء، باعتبارها فتنة توضع في فتاوى دينية منحرفة، إضافة إلى غسل الأدمغة المستمر للشعوب العربية، ليأتي العنصر الثالث والمهم وهو (الإعلام) الذي ساعد العملاء المتسلطون على المنابر، لنشر أفكارهم الاستعمارية، لإخضاع هذه الأمة.
استسلمت الأمة بشكل أو بآخر إلى تلك الدوائر الثلاث (المنبر، الحاكم، الإعلام) فأصبحت العروبة في خبر كان، وأصبح وجود الاستعمار واجبا من واجبات الدين، والخروج على العملاء كفر يوجب القتل، وأصبح في الإعلام العدو هو المسلم الذي يرفض الذل والخضوع، وليس المستعمر.
اليوم عدو العرب المتصهينة هم المقاومون الاستعمار، في حين أن القاتل والمجرم (المستعمر) هو صديق واجب الدفاع عنه ومساعدته ، من الواضح بأن لا خلاص من الاستعمار دون تطهير المنابر، وإعادتها إلى الأمة الإسلامية من جديد، ولا يكون ذلك إلا بقتل الذل والخوف في قلوب الشعوب العربية، -إذا حدث ذلك- عاد المنبر حرا ومسؤولًا وثوريًا حقيقيًا، فإذا كان هذا؛ سقط حكم العملاء من الملوك والرؤساء والأمراء، ووضع من هو أهل لها، وعاد الإعلام إلى مساره الصحيح، يدعم تطلعات الشعوب العربية، وأصبح المحتل والاستكبار هو العدو، والمقاوم يمثل إرادة الشعوب العربية.
ولهذا أن من أوجب الواجبات، هو محاولة إعادة المنبر الإسلامي، إلى الأمة من جديد، والقضاء على الجواسيس المتسلقين على أعواد منبر رسول الله (ص). إننا اليوم نشاهد كيف أن المنبر يدافع عن الكيان الصهيوني وقوى الاستعمار، ويدعون إلى إقامة حلف للتخلص من قِوَى المقاومة، وإن لم يكن ذلك، سيفقد الاستعمار وجوده في المنطقة.
هذا ما يدعون له خطباء الاستعمار الصهيو أمريكي (استعمار الشياطين)، على الأمة العربية أن تحفظ ماء وجهها، بعودتها إلى الإسلام المحمدي الأصيل، وتطهير نفسها من الذل والخضوع، أن المستقبل -بلا شك- مع الأحرار، لا مع الكيان الصهيوني ولا مع المتصهينين مع العرب. إن دول الأستكبار العالمي وأدواته، يقاتلون قتالًا شرسًا على السيطرة المطلقة على المنبر، كون فقده يعني فناؤهم وإلى الأبد.
أنهم يعلمون علم اليقين، بأن الأمة الإسلامية عمومًا، والأمة العربية خصوصًا يقودها المنبر، هو ذاته الذي جعل من هذه الأمة نائمة، قادر على يقاضها، وهذا ما لا ترغب فيه تلك الدول. حرية المنبر، وإنقاذه من المتصهينين العرب، هي حرية الأمة العربية والإسلامية، وعادة البوصلة إلى مكانها الصحيح.