جلست مع الشهداء ..
مازن الولائي ||
٢٤ صفر ١٤٤٦هجري
٨ شهريور ١٤٠٣
٢٠٢٤/٨/٢٩م
علمت من بعض الأصدقاء أن استاذي قد حلّ في مكان قريب من بيتي فطفقت إليه شوقا، ففي كل أربعينية أتشرف به وانهل من معين معارفه وروحه العقائدية وتعلّقه بالجهاد ورفقة المجاهدين، وقفت خلفه حيث هو يتكلم مع مجموعة من الشباب يسألونه ولم يرى، وقلت لن أخبره حتى هو يلتفت بشكل عفوي، وبعد فترة من الوقت مال بوجهه الجميل نحوي وفز بروحه واخذني بالأحضان حتى أندهش من حوله من الشباب لما أبداه من حفاوة وعناق طويل، وبعد أن جلسنا وتحدثنا بأمور كثيرة ومهمة كنت بحاجة لها، ثم جاءت كوكبة من الشباب كالاقمار في تمام بدرها بين الثامنة عشر من العمر وأكثر من ذلك بقليل، محدقين بنا ونحن نخوض في مسائل شدّت انتباههم جدا وكثرت مداخلاتهم الرائعة، حتى دنا مني وهمس في أذني انظر إلى هؤلاء جيدا هؤلاء شهداء بعد وقت باذن الله تعالى تعجبت واندهشت حيث ذا المعلم ليس مازحا ويتكلم عن حكمة وقصد، فقلت كيف؟! قال: هؤلاء من دفعوا الرشى على وسام الشهادة، وتزاحموا على الوفود إلى أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وبمثل هؤلاء وصدق عقائدهم المحور اليوم يتنفس الصعداء، نظرتهم وكم حسدتهم على تلك الطمأنينة والروحية التي تعلو جباههم ناصعة النقاء والبياض، فعرفت أي أحجية كان لغزها غائب عني وأنا بروضة الشهداء الأحياء وهم يعدّون الأيام للألتحاق بقوافل سليماني وعماد والصماد ورئيسي وجمال وغيرهم الكثير ..
“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر