ثمن الحقيقة في مجتمع الأوهام: رحلة بين الوعي والخداع..!
ناجي الغزي ||
كاتب سياسي
ماهو الثمن الذي يدفعه من يقول الحقيقة في مجتمع يفضل الأوهام ؟ يجيب على ذلك الثائر والفيلسوف نيتشه ناصحاً: لا تقع ضحية المثالية المفرطة وتعتقد أن قول الحقيقة سوف يقربك من الناس ! فالناس تحب وتكافئ من يستطيع تخديرها بالأوهام ، منذ القدم والناس لا تعاقب إلا من يقول الحقيقة .
إن المجتمع كما يرى نيتشه، يكافئ من يبيعه الأوهام ويثني على من يطمس الحقائق القاسية. ومنذ القدم عوقب من قال الحقيقة، لأنه يكشف النقاب عن ضعفنا ويعري زيفنا، فهو المرآة التي تعكس بشاعة قبحنا الداخلي. فالحقيقة صادمة، والواقع مؤلم، لذا يلجأ الإنسان إلى أوهامه وأحلامه، يغرق في بحر من ناجي الغزي التي تبعده عن مواجهة ذاته. وهذا ما يجعلنا نتساءل: لماذا نخشى الحقيقة؟ ولماذا يفضل الناس الأوهام؟
لعل الإجابة تكمن في كلمات الناسك العدمي سوران: حيث يقول “كلما ازداد الوعي لدى الإنسان…ازدادت خياراته، وإذا قلت خياراته قل وعيه ” فالحقيقة تكشف عن الأبعاد المتعددة للواقع، وتفتح أمام الإنسان أبواباً من الخيارات التي لم يكن يعي بوجودها، وهي أبواب مؤلمة لأنها تفرض عليه مسؤولية اتخاذ