الجمعة - 20 سبتمبر 2024
منذ 3 أسابيع
الجمعة - 20 سبتمبر 2024

قاسم الغراوي ||

كاتب وصحفي

لم يكتفي الكيان الصهيوني بقتل ابناء الشعب الفلسطيني ، بل ذهب الى ابعد من ذلك وهو نبش مقابر الشهداء والعبث بجثثهم حيث تم الكشف عن اختفاء 2210 من مقابر الشهداء في مقابر متفرقة حسب الدفاع المدني في غزة . كما تبخرت1760 جثة بفعل استخدام الكيان الصهيوني للاسلحة المحرمة دوليا .

لم تسلم جثث الشهداء من عبث الكيان الصهيوني وحقدهم لذا لجا اهالي غزة الى دفن شهداءهم في اقرب منطفة رملية بعد ان جرف الكيان الغاصب مقابر الشهداء كما اضطر البعض دفن الشهداء بالقرب من منازلهم المدمرة او حتى داخل تلك المنازل متاملين ان تضع الحرب اوزارها ليتم اعادة دفنهم بالطريقة التي تليق بهم وهي محاولة لحفظ هذه الجثامين من السرقة والعبث بها من قبل وحوش الكيان الصهيوني المحتل .

لقد غيرت الحرب والعدوان على الشعب الفلسطيني في غزة تقاليد مراسيم الدفن بفعل التدمير الممنهج بحق الاحياء ولم يسلم حتى الاموات والشهداء من التجريف والتدمير والقتل وبات الدفن بدون تشييع والتعجيل بالدفن تجنباً لممارسات العدو الصهيوني العدوانية تجاه الشهداء ، بل لجا البعض الى دفن افراد عائلتهم في الشوارع وباسرع مايمكن .

واما الخيار الاخير ربما وهو الامن ان يدفن الشهداء في منازلهم رغم كونها مدمرة حفاظاً على الجثث من السرقة والتدمير والجرف
ومع كل هذه الماسات التي يواجهها الشعب الفلسطيني فان عدد المفقودين الذين لا اثر لهم تجاوز عشرة الاف نسمة كما تم العثور على جثامين متحللة في العراء ولازال الكيان الصهيوني مستمرا بنبش قبور المجاهدين متجاوزا القيم والاعراف والاخلاق والقوانين الانسانية والدولية .

ان غزة اليوم ومدن فلسطين تتعرض للابادة بكل صنوفها واشكالها ولم يسلم الزرع والضرع ولا الانسان ولا البنيان ولم يسلم الشهداء الذين يتوسدون مقابرهم في ظل عجز واضح من الحكام والملوك العرب ومن المجتمع الدولي وتواطىء واضح من قبل الادارة الامريكية ودول اوربا التي تحاول القضاء على كل ماله صله بحياة الشعب الفلسطيني وتدمير بناه التحتية بل والتفرج على قتله بدم بارد من قبل النتن ياهو المتعطش للدماء والتشفي بجثث الشهداء .