الاثنين - 09 سبتمبر 2024

سيناريو تكرار الفوضى في امريكا..!

منذ أسبوع واحد
الاثنين - 09 سبتمبر 2024

د. احمد المياحي ||


هناك صراع سياسي وازمة سياسية واضحة في الولايات المتحدة ،هذه الأزمة انعكست على المشهد الانتخابي بوضوح خصوصا بعد محاولة اغتيال ترامب في 13 يوليو الماضي وانسحاب بايدن الذي تلاها بحوالي أسبوع في 21 يوليو . مع هذه الأزمة ،ومع هذه التفاصيل .عاد إلى الأذهان بسرعة عام 1968 لماذا ؟ لأن يوجد تشابه كبير بين هذا العام واحداث هذه الأيام .عندما كان الرئيس الديمقراطي جونسون أيضا يعاني من ضغوط لعدم امكانية خوض الانتخابات لولاية ثانية. ويرجع السبب في ذلك لتراجع شعبيته لعدة أسباب منها:
1- تورطه في حرب فيتنام وكذلك وضعه الصحي لم يكن في افضل حالاته كما هو حال بأيدن.
2- كان هناك داخل الحزب الديمقراطي منافسين آخرين يرغبون في أن يحلوا محله ، وعلى رأسهم السيناتور روبرت كيندي كان سياسي مهم و شقيقا للرئيس جون كينيدي الذي اغتيل في سنة 1963 واتخذ جونسون قرار الانسحاب كما هو الحال في قرار بأيدن . ولكن روبرت كينيدي المرشح للحزب الديمقراطي اغتيل في يونيو عام 1968
اغتيال كنيدي جعل الحزب الديمقراطي في حالة ارباك ليستقر في النهاية على ترشيح نائب الرئيس هيوبرت هامفري خلفا لجونسون .لكن هامفري خسر الإنتخابات أمام مرشح الحزب الديمقراطي المثير للجدل ريتشارد نيكسون والذي قادت تصرفاته أمريكا لواحدة من أكبر لحظات انقسامها لاحقا واضطر للاستقالة .
في عام 1974 خاصة بعد فضيحة ووتر جيت الذي حدث لم يكن مختلفا كثيرا عن احداث عام 1968 ،لكنه لايتطابق مع مايحدث اىن ليس فقط لأننا لانعرف نتيجة الانتخابات حتى الآن ،ولكن لأن هناك فرق واضح أهم بين العامين هو التوتر السياسي في أمريكا عام 1968 كان أقل بكثير جدا من التوتر والانقسام الحالي والسبب الاخر الرئيس السابق والمرشح الحالي ترامب يشكك في أي نتيجة انتخابية لاتنتهى بفوزه .وألمح أكثر من مرة إلى حمامات دم يمكن أن تحدث في الشوارع إذا خسر الإنتخابات ،وبايدن يعتبر ترامب خطرا على الديمقراطية وعلى أمريكا لأنه ببساطة مجرم مدان .وهنالك مقولة مشهورة لترامب (أنا كدت أموت دفاعا عن الديمقراطية في إشارة إلى محاولة اغتياله في يولبو الماضي .
أما كمالا هاريس وقيادات الحزب الديمقراطي ،فهم ليسوا إلا قادة انقلاب الذين يزعمون ان انسحاب بايدن من السباق الرئاسي لم يكن بمحض إرادته ولكن نتيجة انقلاب على الرئيس داخل الحزب الديمقراطي ،وبالفعل قد المح الرئيس بايدن إلى هذا الانقلاب الناعم داخل الحزب الديمقراطي .
الأجواء بصفة عامة في الولايات المتحدة ،مهيأة للعنف. لقد رصدت استطلاعات الرأي ارتفاعا حادا في نسبة الأمريكان الذي يعتقدوا أن العنف وسيلة مقبولة لتحقيق الأهداف السياسية ،حيث هناك استطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست في ديسمبر 2021، في ان واحد من كل ثلاثة تم استطلاع رأىهم ،قال ان العنف ضد الحكومة يمكن أن يكون مبررا ضد مبنى الكونغرس ،وكذلك في استطلاع آخر أجري في إبريل الماضي 28% من الجمهوريين و 12% من الديمقراطيين قالوا أنهم يعتقدون أن المواطنين يعنى الأمريكان ممكن يضطروا إلى اللجوء إلى العنف لإعادة البلاد إلى المسار الصحيح .
ونحن هنا لانتحدث على سيناريوهات خيالية ولكنها تحدث بالفعل في آخر انتخابات رئاسية ،كما في 2020 ،الإنتخابات إنتهت بعنف،هجوم عنيف على مبنى الكونغرس من قبل أنصار ترامب الرافضين لنتائج الانتخابات ،وطبعا هذا الهجوم أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة حوالي 140 آخرين .