الرحيل الأمريكي والوجود الأوروبي البحري..هل تقاسم للأدوار أو بعثرة للأوراق؟!
عبد الجبار الغراب ـ اليمن ||
شكلت النجاحات الكبيرة للعمليات العسكرية اليمنية المساندة للفلسطينيين في البحار والمحيطات ضد كيان الإحتلال ومعاوينهم الأمريكان والغربيين في تشكيلها لعدة منعطفات هامة أبرزت من خلالها مختلف مكامن ونقاط الضعف التي وصلت اليها القوات الأمريكية البحرية وحلف أزدهارها لأجل ردع القوات اليمنية عن إسنادها للمقاومة الفلسطينية، وأيضا في كشفها للكثير من المعلومات العسكرية المتعلقة بالقدرات والإمكانيات الأمريكية التي تبين من خلالها مد وصول هذه القوات الى التهاوي والضعف من أساطيل ومدمرات وحاملات للطائرات وبوارج وغواصات بحرية وعدم قدرتها في حمايتها لسفن الكيان الإسرائيلي وحتى سفنها التجارية والعسكرية التي دخلت مجال الاستهداف اليمني لعدوانهم مع الإنجليز على اليمن واليمنيين.
هروب ومغادرة أمريكية سريعة لحاملات الطائرات آيزنهاور بعد تعرضها لعدة هجمات يمنية، وتقلص تام لكل وجودهم البحري في البحر الأحمر بالذات، واعترافهم بصعوبة المهام في تدميرهم للقدرات اليمنية والتي كان لهم اخراجهم للمفاجأت المتتالية للكثير من الأسلحة البحرية أدت الى بعثرتها لكل أوراقهم العسكرية والسياسية وصعوبتهم الكاملة في الوصول الى تدمير أو حتى تقليل للهجمات البحرية اليمنية للسفن المارة لموانئ الكيان، وصولآ الى إغلاق تام لميناء أم الرشراش حتى لندره تامة وشبة كاملة في مرور السفن الإسرائيلية والأمريكية والإنجليزية من البحر الأحمر ولشركات كبرى عالمية خادمة للكيان.
الإصرار والثبات على الموقف من قبل اليمنيين لمساندة الفلسطينيين رغم كل الإغراءات المقدمة لهم والتهديدات التي تعرضوا لها، الا أنهم نجحوا في رسمهم لخارطة طريق نهائية وتامة للذهاب إلى أبعد أبعد مجال لا يتوقف معها الإسناد إلا بتوقف كامل وشامل للحرب في غزة ورفع الحصار عنها، ليذهب اليمنيين في تصاعد كبير لعملياتهم العسكرية في البحار والمحيطات والوصول الى أقصى مسافات ولمراحل عديدة وجولات عسكرية حددت ملامحها وارتفاع نسقها كلما ذهب العدو الإسرائيلي في إرتكابه للمجازر الوحشية بحق سكان قطاع غزة، فحققت أهدافها في خلقها لتأثيراتها القوية على مختلف الأصعدة والمستويات المختلفة لكيان الإحتلال وحتى للأمريكان لاظهارهم بمواقف محرجة وتقزم واضح وتام وضعف وهشاشة كاملة لقواتهم البحرية ونواح وتعالي للاصوات السياسية وتقديم معظم قادة المدمرات العسكرية للاستقالات وتصريحاتهم الإعلامية والدراسات البحثيه التي قدمتها بعض المعاهد العسكرية الأمريكية باستحالة قدرتهم وبامكانيات الهائلة لمواجهة والتصدي للهمجات اليمنية المتصاعدة والنوعية وأسلحتهم المفاجئه والمتطورة وأنهم لم يوجهوا حربآ بحرية وبمثل هكذا قوة من زمن الحرب العالمية الثانية.
العمليات العسكرية النوعية للقوات البحرية اليمنية كثيرة ومتعددة وما اقتحامهم لسفينة (سونيون) اليونانية واحراقها وبهذا الشكل وإشتعال النيران فيها وعدم قدرة الأمريكان على المنع أو التصدي لليمنيين اظهر المزيد من الضعف، فشكل هذا الاقتحام هوسآ كبيرآ لد الساسه الأمريكان حتى مع إعلانهم لتسرب النفط منها لم يستطيعوا الوصول اليها الا بأخذ الأذن من اليمن وشعبها، وهذا ما أثار العديد من المسائل التي أوضحت معها إعلان الأمريكان إخلائهم العسكري من البحر الأحمر وقيام الأوروبيين بدلآ عنهم بالتمثيل بعد مغادرة سفنهم وفرقاطاتهم سابقآ للبحر الأحمر، وهو ما يفهم من قبل الكثير بمعناها الصحيح هل تقاسم للأدوار بين الأمريكان والغرب لاظهارهم للفشل أم هي بعثرة لمختلف الأوراق التي سقطت وتلاشت وانتهت.
تقاسم الأدوار بين الأمريكان والغرب هي في الأساس موجودة وثابتة وعلى مسارات مختلفة ومتعددة، لكنها فشلت وتهاوت وضعفت تمامآ في مواجهة القوات اليمنية وتبعثرت كل الأوراق والتي ياما أوجدوها لجعلها مسالك وطرق لتحقيق الأهداف والتي تجاوزت الحدود، وبكل ما يملكون من وسائل وأدوات وإمكانيات وبكل ما وضعوا من سيناريوهات للقضاء على قدرات اليمنيين أظهروا عجزهم التام وأوضحوا فشلهم وأعترفوا بتفوق البحرية اليمنية عليهم، فهل للوجود الأوروبي الحالي يمثل طعم وفخ أمريكي لتقاسم الأدوار من أجل أظهارهم للمزيد من العجز الذي تحمل الأمريكين بسب تواجدهم الدائم خسائر كبيرة بلغت مستوياتها القياسية من الناحية المالية والسياسية ناهيك عن خسائرهم العسكرية والتي تجاوزت فوق طاقاتهم وقدراتهم وتعرضهم للإذلال وسقوط لهيبتهم ومكانتهم العالمية، وأن التالي سيكون الغرب بالتأكيد، لننتظر ذلك فالمهام هو سهل عند المؤمنين المجاهدين اليمنيين والميدان هو الحاكم والشاهد على ذلك