مركز التخطيط الحضري والاقليمي، وحل مشكلة الاختناقات المرورية؟!
د. هيثم الخزعلي ||
عندما استلم السيد عبد المهدي السلطة كتبت الصحف البريطانية ان اكبر مشكلة تواجهه هي (المدن المتهرئة ) بسبب التجاوز على التصميم الأساس وعدم تحديثه، ومع آن لدينا اقدم مؤسسة لتخطيط المدن في المنطقة العربية (مركز التخطيط الحضري والاقليمي ) الذي تأسس عام ١٩٧١، بتوصية من السفارة البريطانية في حينه وكان يزود وزارت (التخطيط والبلديات والاعمار والإسكان بالكوادر ) ولرغبة بعض البعثيين من جماعة – الدولة مو دولتنا ولازم نخربها – وبعض المنتفعيناختز ال التخطيط في كلية الهندسة.
تم تعطيل الدكتوراه في هذا المركز منذ ٢٠١٦، مما يعني إغلاق المركز خلال سنوات بعد تقاعد الكادر التعليمي وعدم البديل.
هذا المركز يضم ٨ تخصصات تدخل في تخطيط المدينة، (هندسة معماري ومدني ومساحة واجتماع واقتصاد وقانون وجغرافيا واحصاء) وهذه اقل العلوم التي تدخل لتخطيط المدينة، علما بأن الكيان الصهيوني استخدم ٤٠٠ تخصص لتخطيط مدنه، ونحن نريد أن نختزل التخطيط بعملية التصميم الهندسي!
مهمة التخطيط ان ياخذ علاقة المبنى بالمكان ويبدأ بحساب السكان بعد ٢٥ عام وعدد الأسر وطلبة المراحل الدراسية المختلفة ضمن معادلات محددة، ثم يحسب احتياجاتهم من الخدمات السكنية والصحية الدراسية الترفيهية والمساحات الخضراء.
فضلا عن مواقع محطات الماء والصرف الصحي والطرق والشوارع، ضمن معايير محددة،، ودقيقة لدرجة (ان ارتفاع الرصيف استندر ان لا يمس باب السيارة عند فتحها، وأن المدرسة الابتدائية تبعد اقل من ٥٠٠م عن آخر بيت في المحلة، بحيث من يدخن علبة سكائر يستطيع إيصال طفله للمدرسة سيرا دون تعب، ومواضيع اكثر دقة من ذلك ) وحساب موقع كل مبنى وحجم التدفق المروري على الطريق..
كل ذلك يتم تعطيله ليأتي مهندس ذكي ويصمم مول او فندق او بنك دون أن ياخذ علاقته بالمكان وما يسببه من ازدحام..
. فلا حل لمشكلة الاختناقات مالم يتم تحديث التصميم الأساس واعادة تفعيل مركز التخطيط الحضري والاقليمي والاستفادة من الكفاءات التي تتخرج منه.
عليه نقترح :-
١-اعادة فتح دراسة الدكتوراه في التخطيط الحضري والاقليمي وعمل توئمة للمركز مع الجامعات العالمية، وتنظيم سفرات للخارج لطلبته للاطلاع على أحدث تصاميم المدن الذكية والصديقة للبيئة، كما كان سابقا
٢- تأسيس مكتب تخطيط مرتبط برئاسة الوزراء لمنح الاجازات لكل مبنى او منشأة جديدة، بعد دراسة اثره البيئي والاقتصادي والاجتماعي على المدينة.
والله ولي التوفيق
٣١-٨-٢٠٢٤