الاثنين - 09 سبتمبر 2024
منذ أسبوع واحد
الاثنين - 09 سبتمبر 2024

مازن الولائي ||

٢٧ صفر ١٤٤٦هجري
١١ شهريور ١٤٠٣
٢٠٢٤/٩/١م

ما عرفناه عن شخصية الولي الخامنائي المفدى ودقة اختياره للمفردات والتعابير المرحلية التي تمثل مراحل تطور التفكير في معركة يرى تفاصيلها والنتائج كمن ينظر إلى كتاب مفتوح واضح الفصول، وبخبرته ودقة الاستشراف ينتقل بنا وينقلنا من محطة معرفية إلى أخرى يراها مستحقة وواجبة التعرف عليها، من الحرب الناعمة، إلى الإقتصاد المقاوم، وإلى الحرب الإدراكية، وإلى جهاد التبيين، وغير ذلك الكثير الذي يراه سلاحا تفرضه معادلة الصراع الاستكباري الإسلامي، وعندما ركّز على مواقع التواصل الاجتماعي وسلاح البصيرة وقوة الحجة في الطرح في العالم الافتراضي لم تكن من فراغ ولا هي في الهواء الطلق! إنما اتت من رؤية عميقة أدرك معها الولي الخامنائي المفدى تأثير عالم الإعلام على العقول وسهولة التلاعب فيها وتغييرها نحو بوصلة ما يردونها بوصلة تخدم مصالحهم وتلبي مطالبهم.

حرب قتيلها لا ينتهي ضرره عند دفنه في قبره! بل سيكون قبرا متحركا يدور بروائحه الكريهة معكرا أجواء من يستنشقون الهواء الطيب والعذب، وهذا السلاح لا يستهدف أمة بعينها، ولا أعمار أو شهادات أو مناصب بعينها، إنما كل من ضعفت بصيرته وتراجع وعيه وأن كان من أهل العلم والمعرفة سوف يقع في فخ هذا النوع من السلاح وهو “الإعلام” وكلنا نتذكر أن الإمام روح الله الخُميني العزيز قدس سره الشريف التفت الى أحد العلماء الكبار ومن له مقلدون حين أقترح على السيد الإمام مقترح فالتفت له السيد روح الله الخُميني وقال له “يا فلان انت بحر من العلم ولكن عمقك شبر” وهنا يأتي دور البصيرة التي هي كل العمق بل روح العلم الحصولي حين تكون له ترجمة فعلية..

ومن هنا تجد الاشلاء متناثرة في ميدان الصراع في الساحة العراقية، لتجد شيعي ومتدين يقف بوجه مثل المدونة الشرعية الجعفرية وهو “عمق الشبر” الذي ورد بوصف السيد الإمام قدس سره الشريف، وتجد شيعي يمزق بالمقاومة ويعترض على ضرب أوكار التجسس ويعتبر صواريخ الولي إهانة له ولا يعتبر وجود الموساد وغرف التجسس ضد أبناء الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني لا يعتبره إهانة! أيضا من “عمق الشبر” والشبر وحدة قياس قد تكون كثيرة عليه!

ولله وقتها در الشيخ عباس شمس الدين يوم قال: “لو أن صواريخ الولي ضربت بيتي لقلت أن زوجتي جاسوسة”

“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر ..