الاثنين - 09 سبتمبر 2024
منذ أسبوع واحد
الاثنين - 09 سبتمبر 2024

امين السكافي (لبنان-صيدا) ||


تعتبر فلسطين، عبر التاريخ، مهد الأنبياء ومسرحاً للألم والشقاء. لقد كانت هذه الأرض، وما زالت، مهبط الوحي للأنبياء، ولكنها أيضاً شهدت الكثير من الدماء والمعاناة. فقد تكرر في القرآن الكريم ذكر قتل بني إسرائيل لأنبيائهم، حيث قال الله تعالى: “أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون” {البقرة:87}. هذه الآيات تشير إلى تاريخ طويل من العنف تجاه الأنبياء، مما يبرز طبيعة العلاقة بين بني إسرائيل والأنبياء الذين أرسلهم الله.

تاريخ العنف
تاريخ فلسطين مليء بالدماء، حيث تم قتل الأنبياء مثل شعياء وزكريا ويحيى، كما تم صلب من اعتقدوا أنه المسيح. إن هذا العنف التاريخي يطرح تساؤلات حول قدرة هؤلاء على التورع عن سفك دماء الأبرياء اليوم. كيف يمكن لمن يتجرأ على قتل الأنبياء أن يتردد في قتل الأبرياء، سواء كانوا أطفالاً أو نساءً أو مسنين؟

اليهود والصهاينة
أوجه الخطاب هنا مباشرة لليهود، مع الاعتراف بأن الكثير منهم يميزون بين أنفسهم والصهاينة. ومع ذلك، فإن القرآن يصف اليهود بأنهم “أشد الناس عداوة للذين آمنوا”، مما يعكس نظرة سلبية تجاههم في بعض السياقات. بالنسبة لي، كل من يحمل جينات يهودية يعتبر قاتلاً بالفطرة وظالماً وعدواً للبشرية جمعاء.

التناقضات في السلوك
اليهود، كما يظهر تاريخهم، يتميزون بالتناقض في سلوكهم. فهم يقتلون الأبرياء، ولكنهم يمتنعون عن القتال عندما يواجهون رجالاً أشداء، كما حدث مع موسى عندما أمرهم بالذهاب للقتال. فقد قالوا له: “يا موسى إننا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها، فاذهب أنت وربك فقاتلا إننا هاهنا قاعدون”. هذا يظهر خوفهم وجبنهم، بينما يتفاخرون بسفك دماء الأبرياء.

الوضع الحالي
اليوم، يشهد العالم مآسي في غزة، حيث يتعرض الأطفال والنساء والمسنون للقتل والحصار. إن هذا الوضع يثير تساؤلات حول الإنسانية والضمير، خاصة في ظل ما يتعرض له الفلسطينيون من قتل وتجويع. ما هو الرقم الذي يريد أن يصل إليه هؤلاء القتلة؟ إن قتل الأطفال والنساء والعجائز ليس هو الجريمة الوحيدة، بل الحصار الذي يفرض عليهم ليعيشوا في جوع وعطش هو جريمة أكبر.

الخاتمة
يجب أن يتغير الوضع، فالتاريخ ليس ثابتاً، وسيأتي يوم يدفع فيه المعتدون ثمن أفعالهم. إن الأرض ستلفظهم في النهاية، كما حدث مع الغزاة عبر التاريخ، وسيبقى الأمل في أن يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه وأرضه. إن يوم الحساب آت لا محالة، وسيأتي الوقت الذي يدفع فيه هذا الكيان ثمن ما فعلت يداه، وقد إستيقظ من الأمة من يكفيه بإذن الله.