العراقيون وتراث السمك..!
علي عنبر السعدي ||
“العراق مثل السمك ،ماكول مذموم”
العبارة على بساطتها ،تلخّص تاريخ العراق منذ سومر وبابل ، التي لم تحصل من تفوقها بما تركته للبشرية من منجزات حضارية ،سوى اللعنة والذم والتشويه بكل وسيلة ،منذ أول سفر في التوراة ،حتى آخر مادة في فضائية أو منشور في موقع للتواصل ،أو فتاوى تكفير تصدر من شيخ على منبر.
السمك كان غذاء العراقيين الرئيس طوال آلاف السنين ، والوجبة المفضلة لديهم ،وربما ساهم ذلك بتفوق السومريين في الذكاء ،بعد أن كشف العلم الحديث ان تناول الأمهات للسمك بانتظام ،يساهم في خلق أطفال اذكياء .
لكن الطبيعة الغذائية للعراقيين ، تغيرت كثيراً ، وتراجع السمك في وجباتهم لأسباب متعددة، ورغم ذلك ،مازال للسمك مكانته عند العراقيين ، فهم يحرصون على تناوله ولو مرة في الأسبوع ،سواء الميسورين منهم أو الفقراء ،فهو زينة المائدة ومحط الحفاوة وإكرام الضيف ، فلا مائدة كريمة دون سمك.
هذا مايستشعره العراقيون وما توارثوه ،وقد تفننوا في ابتكار طرق شيه مثل (المسكوف) الذي لانجده بغير العراق .
(*) بنات أخي ،اشترطن أن أعزمهن على غداء مكون من السمك “فدوة عمي نريد سمج ” وفشلت أمامهن كل عروض الطعام الأخرى.
– من روائع التسميات السومرية :زوري – تطلق على الأسماك الصغيرة – وهي مكونة من مقطعين – زو – صغير – وري – نهر – ( صغير النهر) ويسمى (الحرش ) من تحرّش ، لأن هذا النوع من السمك يعيش غالباً قرب ضفاف الأنهار بين أحراش القصب والبردي لالتقاط غذائه مما يرميه الناس من الطعام – ويتزاحم هناك وكأنه يتحرّش بالناس .
أما أكبر الأسماك العراقية وأطيبها وأصعبها في الصيد ،فهو (الكَطان) و التسمية ربما تكون بمعنى ( كَط – آن – قط السماء – وذلك لمقاومته الشرسة ، وقطّ القلم – براه – وكَط – باللهجة الشعبية بمعنى طارد أو لاحق – والكَطان يصعب اخراجه من الشِبكة ، قبل ضربه على رأسه لتهدأ حركته ،ويكون الضرب في (الجناية) وهي عصا صلبة من الخيزران ،تستخدم كذلك في المشاجرات ، وبالتالي يشير اسمها الى الجريمة (الجناية )كما في القانون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ