أسوار غزة..!
أمين السكافي (لبنان-صيدا) ||
تُعتبر أسوار غزة رمزاً للمقاومة والصمود، حيث لم يتمكن الكيان الصهيوني من اقتحامها رغم وجوده فيها. هذه الأسوار شاهقة، وهي ليست مجرد بناء مادي، بل تجسد روح المقاومة التي يتمتع بها أبناء غزة. يظن الكيان أنه بدخوله غزة وشوارعها، قد أنهى مهمته، ولكن الحقيقة هي أن المعركة الحقيقية بدأت بعد دخوله.معاني أسوار غزة
أسوار غزة ليست في علو البنيان كما قد يتخيل البعض
، بل هي في مقاوميها الذين يمثلون شموخ الضيف والسنوار وأبو عبيدة وأبو حمزة، هؤلاء الفدائيون هم أسوار غزة الحقيقية. أسوار غزة تتمثل في أولئك الذين يديرون المعركة على كل محاور القتال لحظة بلحظة، وفي من يحمل القذيفة ويتوجه نحو الميركافا وكأنه ذاهب للقاء صديق.
روح المقاومة
أسوار غزة هي في من زرع طرقاتها بالألغام، وفي من يحمل بندقية القنص ويخرج متوكلاً على الله، وفي من فخخ بيوته لتسقط على رؤوس الصهاينة. إن أسوار غزة هي في تلك الجباه العصية على الانحناء إلا لله، وفي السواعد التي تعبت ولكنها لم تتعب. هي أيضاً في دماء النساء والعجائز والأطفال الذين استشهدوا، ولم يموتوا، بل بقيت أرواحهم تحلق في فضاء غزة.
التضحيات والمعاناة
أسوار غزة تتجسد في البطون الخاوية والشفاه المتشققة عطشاً، وفي البيوت التي تحولت إلى ركام. هي في الأسطورة التي حيكت حولها وقرأها الملايين حول العالم، وفي الشوارع التي شهدت المظاهرات من لندن والسويد وأميركا وفرنسا وإسبانيا، حيث يعمل الناس بصمت من أجل القضية الفلسطينية.
المواقف السياسية
تُظهر أسوار غزة أيضاً معبر رفح الذي أغلقه المصريون كرمى لذكرى غولدا مائير وغيرهم من مصاصي دماء الأبرياء. هذه الأسوار تمتد من اليمن إلى العراق، ومن سوريا إلى جبل عامل، وهي تشمل شهداء المحور بأسره. أسوار غزة في طهران وقم ومشهد، وفي شفاه نصر الله ووعده الصادق.
التاريخ والمقاومة
تبدأ أسوار غزة مع دلال المغربي وخليل الوزير و الشرتوني وأحمد قصير وخالد علوان وبلال فحص، وصولاً إلى الياسين والرنتيسي وهنية وعياش. هي كما يقال باللبناني “طويلة على رقبتكن”، وكبيركم أحذية المقاومين. أسوار غزة أصبحت طرق الموت الموصلة إلى باب خيبر وما بعده، حيث يرى المؤمنون أن ما يرونه بعيداً هو قريب.
الشجاعة والثبات
أسوار غزة هي في صدور المؤمنين الشرفاء الأحرار، الذين لا يقع الطعن إلا في نحورهم. هؤلاء الشجعان يتصفون بالإقدام، حيث يتلقون الضرب والطعن بصدورهم ووجوههم، وليس بظهورهم. إنهم يواجهون الموت بقلب خاشع لله وعاشق لتراب فلسطين.
الختام
عندما ينادي المنادي من يبايع على الموت، للدفاع عن غزة يزدحم الناس للتسابق لأخذ دورهم. أسوار غزة هي حكايات البطولة التي سطرت أروع الملاحم، وهي التكرار التاريخي لكربلاء الحسين والعباس وعلي الأكبر والطفل الرضيع. هذه هي أسوار غزة، ومن يجد لديه القدرة فليجرب، وسيعود خائباً بإذن الله الواحد الأحد.