محور المقاومة يعطي درس واضحا (هذه ساحة جهاد لاتقف عالحياد)..!
رسول حسين ||
برز عنوان المقاومة والجهاد في ثورة الأمام الحسين عليه السلام، أن هذه الحركة المباركة علمت الدنيا معنى الوفاء، كيف لا وأبا الفضل العباس عليه السلام نموذج الوفاء لله سبحانه وتعالى و للرسول والرسالة و لأخيه القائد العام الإمام أبا عبد الله الحسين عليه السلام، أنه درس الإيثار والثبات على المبدأ الذي ضرب أروع الأمثال في التضحية والبطولة.
نعم فثورة الإمام الحسين علمت الإنسانية أهمية رسالة الدين الإسلامي، وقيمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخرجت لطلب الاصلاح، إذ كانت الثورة الإصلاحية الحية التي تفجرت لتصحح مسار الانحراف في الأمة، فمبادئ الحسين عليه السلام لم تنتهي مع انتهاء المعركة، وان نداؤه ما يزال موجها لجميع أبناء الإنسانية الذين ينشدون العدل والحرية، ويرفعون شعار الوقوف مع الحق ولو على رقابهم، فهذه الثورة اعطت درس شامل وهو عدم الوقوف على الحياد، اما ان تقف مع الحق أو تكون مع الباطل.
برز عنوان المقاومة والثورة كنظرية شاملة ومتكاملة في العصر الحديث مع انتصار ثورة الأمام الخميني قدس سره الشريف، بالرغم من أنّه كان موجوداً كفكرة أو ممارسات هنا وهناك، إلا أنّ الهيمنة الظاهرية للقوى المستكبرة وسيطرتهم المادّية على العالم وتقسیمهم إياه في ما بينهم لمعسكرين، شرقي وغربي من جهة، وتقاعس الحكام والنخب في العالم الإسلامي وانبطاحهم وعقدة الدونية والهزيمة الذاتية لديهم وعدم قيامهم بواجباتهم ومسؤولياتهم السياسية والفكرية مقابل هذه الهيمنة من جهة أخرى، لم يترك للشعوب خياراً سوى الاستسلام والرّضوخ لمشهد النظام العالمي الظالم كأمر واقع لا بدّ منه وحقيقة مرّة لا يمكن تغييرها، فبرز الأمام الخميني قدس سره ليغير مجرى الأمور لصالح الامة الإسلامية متخذ من ثورة جده الأمام الحسين مثالاً يحتذى به.
في تلك هذه الظروف الحالكة والمظلمة، قاد الإمام الخميني أعظم ثورة شعبية في العالم حتى الانتصار، واعتبر القوى المادية وبريقها لا شيء، ورفع راية النهضة والنضال في وجه الطغاة، وثبّت الأمام مفهوم نصرة الحق والعدل، وعدم الوقوف على الحياد، لأنه يعتبر سكوت عن الحق وهذا نفسه باطل، وأحيا روح الله قدس سره ، روح العزّة والإباء والتحرّر في ضمائر المسلمين والمستضعفين في أنحاء العالم، فأيقظهم من سُباتهم، ورسم أمامهم طريقاً ثالثةً “لا شرقيةً ولا غربية”، وأثبت لهم بشكل عملي كيف تكون الثورة والانتصار، فتلقّفت الشعوبُ درسَه وانطلقت نحو التطبيق بشكلٍ أو بآخر.
بعد رحيل الإمام الخميني قاد الإمام الخامنئي هذه الثورة نحو أهدافها التحررّية العالمية بنفس الزخم والصلابة، فقدّم للشعوب المسلمة والمستضعفة طرحاً نظرياً متماسكاً عقلانياً وفطرياً، ومشروعاً عملياً واسعاً لمقاومة الغطرسة في المنطقة من خلال دعم الحركات المقاومة، فكانت النتيجة باهرة، وظهرت حقيقة جديدة وظاهرة غير مسبوقة نطلق عليها اليوم مصطلح “جبهة المقاومة”.
هذا المقال كتب لنصرة الحق وخاصة القضية الفلسطينية التي انشغل عنها البعض، واتخذ البعض موقف الحياد فيها، فنقول لمن اتخذ موقف الحياد، كفّ عن المحايدة.
و حيّ على المقاومة، زملائي في المهنة، صحفيو الغد، صحفيو المنطق في كل بقاع الأرض، لا ينحصر على المقاومة اتخاذها الشكل المسلح فحسب، إنما نحن نقاوم بالقلم والفكر اذا قررنا ألا نمارس ترف الحياد بغباء في التعامل مع قضية احتلال وشعب محتل، مع قضية موروث جغرافي قابل للسلب لأن العالم السياسي كله يقف في صف الاحتلال بقوة وقذارة، المقاومة تأتي بحنجرة شعبية تقول للاحتلال لا أمام كل سياساته التي تؤصل لفكرة نفي الآخر وإقامة دولة صهيونية على حساب تاريخ وأصلانية فلسطينية عريقة.
حيّ على المقاومة، أمام كل لفظ تلفظه وتنحاز فيه لقضيتك العادلة ولقضية كل المظلومين على الأرض، تكون أنتَ صوتهم الذي يجب أن يُسمع، حيّ على الحق والثبات والمنطق السليم، حيّ على الإيمان بأن أرضك لن يسلبها احتلال ما دُمت تقاوم على قدر استطاعتك، وإن لم تحمل سلاحاً فليكن سلاحك فكرك وعدم انجرارك لكذبة “الحياد”.