لارحمة لأبي لؤلؤة ولا ذنب لبلاد فارس..!
بهاء الخزعلي ||
بحسب المصادر التي تنقل قصة اغتيال عمر بن الخطاب عام ٢٣ هجرياً وبغض النظر عن عملية أغتياله والمكان الذي تم اغتياله به، وبعيداً عن الإنحياز والتضليل لكن بلاد فارس ليس لهم يد بأغتياله، إنما هي لعبة أراد بها الأمويين توريط العلويين ومن يعتقدون بإمامة الإمام علي عليه السلام من الفرس،
*الدوافع من قتل عمر بن الخطاب: يعتقد البعض أن الدافع لقتل عمر كان ثأر للفرس منه لأنه في زمنه كانت أكبر الفتوحات لبلاد فارس، ورغم اختلاف وجهات النظر عن قضية الفتوحات لكن الحقيقة لا توجد أي دوافع لبلاد فارس بذلك الفعل، ويرى البعض أن اغتياله كان بدوافع من قبل العلويين يقيناً منهم بأن الخلافة يستحقها الإمام علي عليه السلام، وهذا الأمر ليس حقيقياً فلو أراد الإمام علي عليه السلام أن يأخذ الخلافة وهي إستحقاقه لفعل ذلك بسيفه ورغم أنف الجميع لكنه كان يأبى أن يحدث شق في الأسلام وذلك إيماناً منه بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أما الحقيقة فأن الدوافع كانت فعلاً لأجل الخلافة لكن ليس للإمام علي عليه السلام إنما للأمويين.
*القاتل والمدبر:
لا يخفى على الجميع أن من اغتال عمر هو أبو لؤلؤة الفارسي، ولكن تم ذلك بمساعدة الأمويين وبوساطة المغيرة أبن شعبة، الذي ولاه عمر على الكوفة في فترة خلافته، لكنه كان أموي الهوى ومن أكثر الأشخاص تفاعلاً مع الأمويين.
*الإستدلال: بحسب ما ينقل الشيخ العلامة العلايلي في كتابه (الحسين) عليه السلام وفي الصفحة رقم ٣١ نجد أن المغيرة أبن شعبة أموي الهوى، و أن أبو لؤلؤة الفارسي كان عبداً للمغيرة أبن شعبة، ويذكر الطبري مستنداً على رواية عبد الله ابن عمر أن المغيرة كان يحرض على عمر وكان له دوافع سياسية تدل على عدم رضاه بخلافة عمر، لكن بالمنطق والإستدلال سنلخص بعض الأحداث التي تثبت ذلك الإستدلال…
أولاً: كان المغيرة بن شعبة والياً على الكوفة فكيف شهد حادثة أغتيال عمر بن الخطاب في المدينة المنورة، ويذكر الطبري أن المغيرة حين أغتيل عمر كان في المدينة المنورة.
ثانياً: كان عمر بن الخطاب قد أصدر قرار بمنع أي فارسي بدخول المدينة المنورة، فلماذا تجاهل المغيرة ذلك الأمر وسهل دخول ألو لؤلؤة الفارسي إلى المدينة.
ثالثاً: لو أن للعلويين يداً بإغتيال عمر أو للفرس يداً بذلك لدعموا موقف امير المؤمنين علي عليه السلام للحصول على الخلافة، لكن الخلافة ذهبت لعثمان بن عفان والذي كان من المقربين لديه هو المغيرة بن شعبة، ولمعرفة موقف عثمان بن عفان من عمر وأبو بكر يكفي أن نذكر حادثة الأرث عندما طالبتا عائشة وحفصة بإرثهما من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأجاب عثمان ألم تقولن أن رسول الله قال نحن معاشر الأنبياء لا نورث فلا إرث لكن منه.
رابعاً: دعم المغيرة لمعاوية بعد مقتل عثمان بن عفان حيث قال أن الأحق بأخذ ثأر عثمان و الأحق بالخلافة كذلك هو معاوية، وحينها كان معاوية والياً على بلاد الشام.
خامساً: مشاركة المغيرة في جيش معاوية في معركة صفين للقتال ضد الإمام علي عليه السلام خير دليل على أنه كان أموي الهوى ويبغض الامام علي عليه السلام، وقد يسأل سائل لماذا أذن قاتل المغيرة مع الأمام علي في واقعة الجمل، الجواب بسيط خاف أن يذهب كل تدبيره سدى وأن ينتصر الزبير وتصبح الخلافة للزبيرين بدل الأمويين.
سادساً: بالتحليل الأمني لأي جريمة عندما ينفذ المجرم جريمة ما يجب أن يجد بديل له كمتهم، وكانت الفرصة سانحة للمغيرة فهو لم ينفذ العملية بيده بل بيد أبو لؤلؤة الفارسي، والعلويين والفرس كانوا غير راضين عن سياسة عمر بن الخطاب، فيسهل توجيه الإتهام لهم.
*ختاماً: لعنة الله على الأمويين وخلفائهم وكتابهم ومن أتبعهم إلى يومنا هذا ويعاني الإسلام من الانشقاق بسببهم، والى يومنا هذا يوجه الاتهام للشيعة وإيران بالتحديد بأي قضية حتى و أن كانت نصرة للإسلام، وبذلك نفهم تغريدة الإمام الخامنئي دام ظله بقضية المعسكرين الحسيني والأموي.
كل من ينصر المظلوم ويوحد الإسلام هو من معسكر الحسين عليه السلام، وكل من يناصر الظالم ويشق عصا الإسلام هو من جيش يزيد سواء كان مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً، وسلاماً على غزة و المستضعفين ومحور المقاومة وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية يوم يمن الله سبحانه وتعالى عليهم ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين.