الاثنين - 09 سبتمبر 2024

ياهدهد سبأ جيب النة اخبار..(عن اه‍ل الجنوب شصار ماصار) ؟!

الاثنين - 09 سبتمبر 2024

رسول حسين ||

 

اكلمكم اليوم عن الجنوب ولعلي اتوفق في كتابة اسطر تصور لكم الجنوب في عزه وتضحياته ومقاومته وقياداته.

جنوب لبنان أو جنوب العز والاباء، كا أحب ان أصفه، منطقة جغرافية تتميز بموقع إستراتيجي بحدودها التي تشكل مثلثا مع الحدود السورية والفلسطينية، وتعد مركز الصراع بين إسرائيل ولبنان منذ عقود،

الجنوب الذي يعتبر نبض لبنان، والذي ينزف من الصميم على أولاده الذين يموتون في الحرب وتدمّر منازلهم، وما زالوا ثابتين على موقفهم، رغم الحروب والموت والدمار، متمسكين بأرضهم وبقوة، فلا قوة في العالم تتغلّب على إيمان الشعب اللبناني بوطنه ودولته.

جنوب لبنان نبض لبنان، هذه الأرض المعبقة بروائح شهدائها، أرض العز والكرامة، وفي هواها يسكن السلام والصمود، وفي بيوتها يغفو الأمل ويصحو كل يوم ليعلن إشراقة شمس الحياة من جديد، وفي تفاصيلها يقطن الجمال الخالد الذي لن يموت.

أهل الجنوب الفئة المنتصرة والثابتة في مقاومتها، ثبتت أجمل المواقف، اتجاه القضية الفلسطينية على طول المسير، في ظل أمة عربية غائبة عن قضية آمنوا بها وجعلوا منها القضية الأساس التي يجب ان يقف كل العالم العربي الى جانبها.

اهالي لبنان وخاصة الجنوب دافعوا عن وطنهم لأنه ترك بتخلي في وقت المحنة، فأصبح الشعب هو المسؤول فتكونت مقاومة تدافع عن الأرض وعن السيادة والحدود هذه المقاومة التي تعلم بعض الوطنية وحماية الأوطان.

شهداء الجنوب ومجاهديه الذين ضحوا بحياتهم في سبيل وطنهم وفي سبيل القضية الفلسطينية تركوا ارث عظيم، يستمد اليوم شباب الجنوب قوتهم من ذلك الارث التصميم، كما ويحافظون على سيادة لبنان اكثر من كثيرين من الساسة، فأهل الجنوب لا يؤمنون لا بمذهبية ولا بطائفية، لا يفكرون بحماية وطنهم ونصرة اخوانهم في فلسطين.

هذه الروح الجهادية والثورية، تعود جذورها إلى السيد المغيب موسى الصدر، فهو أول من وضع مبادئ الجهاد والمقاومة، وزرع في نفوس اهالي الجنوب ولبنان عامة، بذرة حب الوطن، و مقاومة الاستكبار بكل انواعه.

كذلك قام السيد الصدر، بوصل العمل المقاوِم في جنوب لبنان نحو فلسطين، فكانت قضية لبنان الأولى، ولم يحصر هدف المقاومة في دحر الاحتلال عن الجنوب، بل قدّم فكرة وطنية ملهِمة تطلّع فيها “إلى أن يكون المحرومون في أرضهم سنداً للمحرومين من أرضهم”.

أسهم الإمام موسى الصدر في بلورةِ رؤيةٍ معّمقةٍ وشموليةٍ لاستراتيجية إسرائيل في لبنان، كما شدّدَ على ضرورةِ بناءِ مجتمعٍ مقاومٍ يرتكزُ على استراتيجيةٍ وطنيةٍ مضادة للمشروعِ الإسرائيلي.

كذلك يأخذني قلمي لذكر، “سيد الجنوب”، رجل سياسي وديني ومجاهد عظيم، خالص من كل براغماتية الغرب وكذبه، اتكلم عن السيد حسن نصر الله، فهو رجل غني عن المديح ولست بصدد ذلك، رجل كانت خطبه الحماسية وشخصيته القوية وفكره العالي من العوامل التي أكسبته شعبية واسعة، كيف لا وهو وريث السيد عباس الموسوي، المؤسس والاب الروحي للمقاومة.

نعود للحديث عن المقاومة في الجنوب الفاضل، فمنذ نشأة المقاومة اوائل عقد الثمانينات من القرن المنصرم وحتى الوقت الحاضر، كان القضاء على ((إسرائيل)) هدفًا أساسيًا له ويعارض حكومة وسياسات ذلك الكيان المسخ، ويقول اهالي الجنوب أن نضالنا لن ينتهي إلا عندما يتم محو هذا الكيان.

من اﷲ على لبنان واهل الجنوب، بشخـصية مـلأت الـدنيا فكـرﹰا واصلاحا، وشغلت الناس لاستشراف غد مشرق، يتمـاهى مع التاريخ الذي شكل منعطفا وتحولا في مـسار الانـسان الذي كرمه اﷲ.

يستمر اهالي الجنوب، بجهادهم المتنوع في جميع نواحي الحياة، يعيشون حياتهم رغم الظروف المتعبة، لكنهم كلهم أمل في مستقبل مشرق، أن من زار الجنوب سيعرف حديثي، يقال أن من تنفس هواء الجنوب زاد عز وكرامة، تتعزز وتنغرز بروحه العزيمة والقوة والإيمان بأرضه، أن الله حامي الجنوب وأهله، ومن كان “الله” معه فمن عليه؟.