الاثنين - 30 ديسمبر 2024
منذ 3 أشهر
الاثنين - 30 ديسمبر 2024

أمين السكافي (لبنان -صيدا) ||

إنها لربما أشهر ضاحية في العالم ،هي منطقة لبنانية تتألف من عدة بلديات وبلدات وتكمن أهميتها الإستراتيجية في وجود مطار رفيق الحريري الدولي بها وتقع ضمن نطاقها وزارةالعمل اللبنانية و الجامعة اللبنانية ويعتبر مدخلها السفلي من جهة الليلكي ومن أهم مناطقها:

الشياح ،الغبيري ،برج البراجنة،حارة حريك، بئر العبد ،حي السلم ،الليلكي ، الأوزاعي، المريجة وتحويطة الغدير . تقع الضاحية بين ساحل بيروت الجنوبي وبداية جبل لبنان شرق بيروت وتتبع إداريا لمحافظة جبل لبنان ،

يبلغ تعداد سكانها حوالي المليون نسمة غالبيتهم من الطائفة الشيعية المسلمة ، هذه الإحصائية لا تشمل الأخوة الفلسطينيين أو الأخوة السوريين . هي خليط من سكان المناطق اللبنانية فعام ٧٥ نزح إليها حوالي الخمسين ألفا من مناطق بيروت الشرقية بعد بدأ الحرب الأهلية وكذلك نزح إليها عدد كبير من الجنوبيين على أثر الإعتداءات الإسرائيلية وهنالك قسم هاجر إليها من البقاع بسبب الحرمان الذي كانت تعاني منه المنطقه ،

سميت في فترة من الفترات حزام البؤس حول العاصمة بيروت لنسبة الفقر المرتفعة بها . لمن لا يعرف فلضاحية تاريخ مع المقاومة نذكر بعضه على سبيل المثال في مخطوطة نادرة للمؤرخ التنوخي حوالي العام١٤٠٠ م.

إمتنع سكان قرية البرج المعروفة اليوم ببرج البراجنة عن دفع الجزية لأحد أمراء الطائفة الدرزية فأرسل إليهم عبدا له مع مجموعة من رجاله لتأديبهم فما كان منهم إلا أن قتلوا العبد ورموه في بئر يعرف اليوم ببئر العبد.

كذلك كانت لهم صولات مع العثمانيين أما مطلع الخمسينيات فقد كانت المواجهة السياسية بين الرئيس شمعون والرئيس عبد الناصر على أشدها وكان خيار الضاحية ناصريا بإمتياز .

أما عند توافد الفدائيين إلى لبنان فقد إنخرط الكثير من شباب الضاحية في صفوف المقاومة الفلسطينية وخاصة حركة فتح معلنين تأييدهم للعمل الفدائي والعداء للكيان الغاصب إلا أن نقطة التحول البارزة كانت مع إمام المقاومة السيد موسى الصدر الذي ولدت على يديه مشروع الحركة الاسلامية الشيعية وقد إتخذ من الشياح مقرا له وأسس حركة أمل التي ستلعب دورا بارزا مستقبلا في الصراع مع العدو والحرب الأهلية في لبنان .

عام ٧٨ غيب الإمام الصدر بعد أن ترك أكبر الأثر في الطائفة الشيعية بإلإضافة إلى بروز الثورة الإسلامية في إيران كحاضن وداعم لقوى المقاومة،المحطة الفاصلة والإنطلاقة كانت عام ٨٢ في خلدة عند التصدي البطولي لتقدم العدو وأيضا التصدي لتقدم الجيش الإسرائيلي من محلة الأوزاعي الليلكي وكانت البداية لإنطلاق المقاومة الإسلامية التي عرفت لاحقا بحزب الله وهو خليط جهادي عسكري حليف لإيران الثورة خرج من رحم أمل وفتح والأحزاب اليسارية على أنواعها وبالطبع فكر الإمام المغيب .

لعبت الضاحية دورا كبيرا في الدفاع عن بيروت من جهة خطوط تماسها وكان لحركة أمل والضاحية الدور الأبرز في إسقاط إتفاقية ١٧ من أيار التي تم توقيعها بين لبنان والكيان بإنتفاضة عرفت بالسادس من شباط أما حزب الله فكان تركيزه على مقاومة العدو حتى إخراجه من لبنان العام ٢٠٠٠ ،

في العام ٢٠٠٦ إندلعت حرب تموز وكانت محاولات للعدو للدخول إلى لبنان عبر جنوبه ولكن التصدي البطولي لأبناء المقاومة أفشل مخططاته فما كان منه إلا أن إستعمل سياسة الأرض المحروقه في جنوب لبنان وفي الضاحية حيث تم تدمير الضاحية . ومع ذلك بقيت البيئة الحاضنة للحزب على موقفها من دعمه وتأييده حتى إنتصاره على العدو بحسب لجنة فينوغراد .

الضاحية أصبحت منذ الثمانينيات معقلا لحركات المقاومةوخاصة حزب الله وأمل وحركتي الجهاد وحماس كما هي معقل للكثير من علماء الطائفة الشيعيه نذكر منهم وعلى رأسهم سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والشيخ نعيم قاسم والسيد هاشم صفي الدين وغيرهم ،

أما الشهداء فحدث ولا حرج من عماد مغنية لمصطفى بدر الدين للسيد عباس الموسوي للسيد فؤاد شكر والكثير من الشخصيات العلمائية الراحلة نذكر منها السيد محمد حسين فضل الله والشيخ عبد الأمير قبلان والشيخ محمد مهدي شمس الدين الضاحية إكتسبت وبجدارة خلال العقود الأربعة السابقة لقب عاصمة المقاومة أولا للبيئة الحاضنة للمقاومة وثانيا لأنها المركز الرئيسي لحركات المقاومة وثالثا لتخريجها العدد الكبير من الشهداء ،

هذا إضافة للعدوان الذي تعرضت له منذ الثامن من أكتوبر وقبله ولغاية اليوم من إغتيالات وتفجيرات إنتحارية من داعش وغيرها وتفجيرات إسرائيلية (للبيجر والأجهزة) ولكن بقيت الضاحية على موقفها الحاضن للمقاومة وحافظت على كبرياء وصمود وشموخ وتعاليم الإمام الخميني والإمام المغيب ولم تهن (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )فكانت على الوعد وصانت العهد وتحملت الكثير لأجل هذا الخط خط وفكر المقاومة وكان الوفاء سؤددها والمجد يزنرها .