الأحد - 06 اكتوبر 2024

محمد رسول الله والذين معه..!

منذ أسبوعين
الأحد - 06 اكتوبر 2024

جمعة العطواني ||


السبت ٢١/ ٩ /٢٠٢٤

ونحن نعيش مرحلة مصيرية في مقطع زمني هو الاستثنائي بكل المقاييس السياسية والامنية والعقائدية، ونستحضر قوله تعالى( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)، تتجلى لنا هذه الاية الكريمة في اوضح مصاديقها هذا اليوم، في الموقف الاستثنائي الذي يقفه حزب الله وسائر جبهات محور المقاومة مع الشعب الفلسطيني المجاهد المظلوم .

الذين مع رسول الله لا تقصد الاية (معية المكان) فحسب، بل معية الانتماء، فدين رسول الله خالد ويستوعب كل زمان ومكان.

في معركة الجمل عندما تلا أمير المؤمنين عليه السلام قوله تعالى( فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم )قال: ما قوتل أهلها منذ يوم نزلت حتى كان اليوم.

لهذا ونحن نعيش هذا المقطع التاريخيّ في مواجهتنا مع ائمة الكفر، نجد محور المقاومة افضل وأجلى مصداق لمعنى معيّة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم(محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم).

الرحمة والاخوة والشعور بوحدة المصير تتجلى اليوم ظاهرة للعيان عندما يقدم(سيد المقاومة)، سليل سيد الشهداء المئات من أبنائه ورجاله شهداء على(طريق القدس)، ويصر على المواجهة ضد العدوان الصهيوني، ما لم يوقف العدو عدوانه على شعب فلسطين.

فاي معنى ل(رحماء بينهم) اكثر من هذا؟.

اي رحمة ان تقدم خيرة رجالك وقادتك وابناء جلدتك وأبناءك من اجل الدفاع عن اخيك في الدين والعقيدة؟

يمطر رجال حزب الله العدو الصهيوني بآلاف الصواريخ والطائرات المسيرة نصرة لشعب فلسطين ومقدسات المسلمين، فاي مصداق في قوله تعالى(أشداء على الكفار)
اعظم من هذا؟

معركتنا مع العدو معركة استنزاف، ومن يحقق الاهداف في نهايتها فهو المنتصر، معركة ليست فيها ضربة قاضية، بل هي معركة جمع النقاط.
نقارب من العام الكامل في معركة(طوفان الأقصى) ولم يحقق فيها العدو اي هدف من اهدافه .

ما هي اهداف العدو ؟

ان تعود الامور إلى ما قبل طوفان الأقصى وزيارة، ان يعود الاسرى الصهاينة، ويعود المستوطنون إلى غلاف غزة، ويعود مستوطنو الشمال إلى مستوطناتهم، وزيادة على ذلك ان يقضي الكيان الصهيوني على المقاومة في غزة ،

نقارب على العام الكامل ولم يتحقق اي هدف للعدو.

من حساب الاهداف، يمكن لنا ان نحدد هل ان العدو متفوق علينا؟

هذه هي الحسابات الاستراتيجية، دون النظر إلى التفاصيل اليومية، نعم العدو متوفق تقنيا واستخباراتيا(إلى حد ما)، متفوق في قدراته العسكرية، بل انه يخوض حربا بغطاء عالمي(أمريكي – غربي) حتى عربي في بعض تفاصليها،

لكن ماذا حقق بهذا التفوق؟.

العبرة بالتفوق هو تحقيق الاهداف، ولا قيمة للتفوق هذا إذا لم يحقق اهدافه.
مع الفارق العسكري والتقني بقي محور المقاومة صامدا، صابرا، يحقق الانتصارات في اكثر من جبهة، مجرد منع العدو من تحقيق اهدافه يعد ذلك انتصاراً لمحور المقاومة، بمجرد تردد العدو من اجتياح جنوب لبنان والتفكير ببدائل اخرى يعد ذلك انتصاراً لمحور المقاومة.

ما يتعرض له لبنان وغزة لو تعرض له اي نظام سياسي عربي رسمي لن يقاوم اسابيع او ايام، تعرض نظام البعث المقبور في العراق إلى اقل مما تعرض له لبنان وغزة فسقط النظام خلال اسابيع رغم امكانياته العسكرية .

سقطت دول وأبيدت شعوب في حروب لم تستمر اشهر معدودة، لكننا امام حرب كونية تقودها أمريكا لدعم الكيان الغاصب ، ولم تحقق دول الاستكبار شيئا من اهدافها، فاي الفريقين منتصر؟

صمدنا طيلة عقود امام حروب كونية ضدنا وانتصرنا، ونخوض حربا وجودية اليوم ضد الاستكبار ولم يستطع العدو تحقيق اي من اهدافه لماذا؟

لاننا امة (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)

لاننا امة (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).