حال شعوب العرب بائس ومقرف…!
نعيم الخفاجي ||
خلال لقائاتنا مع أبناء الجاليات العربية بالدول الغربية، نجد الغالبية الساحقة من أحفاد عدنان وقحطان وأبناء الأمازيغ والأكراد ناس بسطاء ومسالمين، وتقريبا معظمهم ضحايا أنظمتهم القمعية الوحشية، التي اجبرتهم لترك أوطانهم للهجرة أو الهرب إلى دول العالم بشكل عام وإلى دول أوروبا بشكل خاص.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه من الذي اوصل حال شعوب الدول العربية الى هذا الوضع المزري والبائس؟.
العرب عبر تاريخهم محكومين بل ومعتادين التعاون مع الأعداء المستعمرين، بل ولايتحرجون في أن ينكحهم المستعمرين، لننظر إلى مفتي مكة وزعيم العالم العربي والإسلامي السني العميل الخائن شريف حسين، كيف شارك هذا العتل الزنيم في إسقاط دولة الخلافة العثمانية السنية، مقابل وعد شفهي من قائد القوات البريطانية الغازية في تنصيبه ملكا على العرب.
النتيجة أصدر مفتي مكة فتوى بجواز مجاهدة الدولة العثمانية تحت ظل وقيادة عبدالله المؤمن شيخ الإسلام المستر جورج رئيس وزراء بريطانيا بالحرب العالمية الاولى، بفضل فتواه استطاعت بريطانيا تطويع ثلاثة مليون مسلم سني هندي وعربي للقتال في جيوشها، ضد الدولة العثمانية وألمانيا.
القوات البريطانية التي احتلت العراق غالبيتهم جنود هنود مسلمين سنة، وبقي منهم الكثير بالعراق سكنوا في باب الشيخ وبسبب سياسات البعث الطائفية وكونهم سنة، أصبح ابنائهم عرب اقحاح ويكتب الكثير منهم لقب الشيخلي، مع احترامي لمن كان عربي من سكنة باب الشيخ ببغداد، لكن هذه هي الحقيقة المؤلمة.
بفضل فتوى شريف مكة تطوع أكثر من مائتين الف مصري وهندي مسلمين سنة لتحرير فلسطين من القوات العثمانية السنية ههههه النتيجة سلمت فلسطين إلى أيدي امينة، ولازالت الشعوب العربية تدفع التضحيات ليومنا هذا بسبب سفالة وخيانة مفتي مكة شريف حسين زعيم العرب والعالم الإسلامي السني.
وقف الشيعة كالعادة وحدهم ضد القوات البريطانية والفرنسبة المحتلة إلى العراق والجزيرة العربية واليمن وسوريا ولبنان، ووقف قادة وضباط وجنود العرب السنة الذين كانوا بالجيش العثماني مع القوات الفرنسية الغازية إلى سوريا، جميع ضباط وجنود العرب السنة الذين كانوا بالجيش العثماني، بل وغالبية المثقفين والساسة في أعضاء الحركات السياسية العثمانية من العرب، وقفوا مع القوات البريطانية والفرنسية الغازية، تم تجميع الضباط والجنود العرب السُنة الذين تركوا ثكنات الجيش العثماني بالحجاز، وقامت قوات بريطانيا وفرنسا، بتزويدهم بالسلاح ، وتم ارسالهم إلى الاردن وسوريا بقيادة فيصل الاول، استطاع فيصل الاول، دخول سوريا وسلمها للقوات الفرنسية الغازية، التي كانت موجودة في جزء كبير من لبنان، وبذلك وصلت القوات الفرنسية واليريطانية، الى الأناضول قلب العاصمة العثمانية، بفضل خيانة مفتي مكة شريف حسين وابنائه، بينما مراجع الشيعة وابناء القبائل الشيعية العربية وقفوا أمام تقدم القوات البريطانية ثلاث سنوات، وتم هزيمة القوات البريطانية في معركة الكوت جنوب بغداد، ولولا قيام الأتراك بسحب قواتهم من بغداد للدفاع عن الأناضول لما استطاع الجنرال مود دخول بغداد، بفضل مقاومة الشيعة دون غيرهم، من حق الآخرين يسرقون ثورة العشرين بظل مشاركة شكلية منهم، لكن لم يسجل التاريخ وقوف علماء السنة العرب بالقتال إلى جانب القوات العثمانية من عام ١٩١٤ إلى عام ١٩١٧، لذلك أتعجب عندما أرى الكثير من شيعة العراق يتكلمون عن ثورة العشرين ويتركون النقطة الأهم وهي قتال الشيعة من عام ١٩١٤ إلى عام ١٩١٧ فترة الحرب العالمية الاولى إلى جانب القوات التركية العثمانية، وهذه الفترة الزمنية هي الأهم التي تبين من هم المجاهدين وهم الشيعة ومن هم الخونة وهم مفتي مكة وعلماء ومشايخة والضباط والجنود والساسة العرب السنة الذين كانوا موظفين بالدولة العثمانية وتركوا مؤسسات وثكنات جيش دوولة خلافتهم العثمانية السُنية، والتحقوا مع فيصل الاول وتعاونوا مع القوات الفرنسية الغازية في احتلال سوريا والأردن …..إلخ.
فيصل الاول تم مكافأته ليكون ملكا على العراق، وبنته عزة تتزوج طباخ يوناني على الديانة المسيحية وفتحت ملهى ليلي في أثينا هههه حفيدة مفتي مكة ههههه الشريف حسين ههههه.
والانكى من ذلك، قامت بريطانيا ورغم أنف شريف مكة، بتقسيم منطقة الشرق الأوسط إلى دول حسب مقاساتها، وسلموه إلى عبدالعزيز ال سعود والوهابية وفي يوم واحد قتل الوهابية ما بين ٧ إلى عشرة آلاف شخص من رجال شريف مكة لدى دخولهم إلى الحجاز، هذا جزاء الخونة والعملاء يتم بيعهم والتخلي عنهم.
بريطانيا وفرنسا رسموا لنا حدود دول عربية، ودعموا العملاء والخونة ليكونوا ملوك ورؤساء وحكام وقادة، لم يشرعوا لنا دساتير حاكمة، لتبقى دولنا دول فاشلة تعاني من صراعات قومية ومذهبية مستدامة، وتحولت الانظمة العربية وعلى رأسهم نظام البعث في العراق إلى مجرد عصابة طائفية، حكمت البلاد بالحديد والنار، وحولت الجيش إلى قوة امنية وعسكرية للبطش في أبناء الشعب العراقي، وبددت أموال الشعب، وادخلته بحروب عبثية، عصابة صدام الجرذ والبعث لاتهمهم سوى مصالحهم الضيقة الخاصة.
معظم الانظمة العربية استخدمت القتل والبطش لأسباب مذهبية وقومية، لذلك لا يمكن تحميل الجماعات والمناطق والعشائر والقبائل التي تطالب بالانفصال، أو تشكيل كيانات خاصة بها، المنطق والعقل، يقول لايمكن تحميل ذلك إلى الذين يطالبون في الانفصال والاستقلال ، بل العقل والمنطق يقول من يتحمل ذلك، الانظمة العربية الظالمة، التي فشلت في صناعة دول وطنية لكل أبنائها، ينعم مواطنيها بالعدالة والمساواة قالت العرب،( اذا كان رب البيت للدف ضارباً فشيمة اهل البيت كلهم الرقص، والهز).
الانظمة العربية الطائفية والشوفينية هي التي أوصلت الشعوب إلى هذا الوضع المزري والبائس.
بسبب البيئات العربية الفاشلة، نفس الشعوب دعمت المستبدين والقتلة، تصوروا انا هربت من العراق ولم أجد شخص واحد قريب مني يوفر لي حماية في بيته خوفا من بطش صدام الجرذ الهالك، بل كنت أخشى حتى من الجيران والأقارب وابناء المنطقة، المتعاونين مع أجهزة صدام الجرذ الأمنية والبعثية الاراذل.
ومن المؤسف عندما تفيق الشعوب العربية من سباتها، تبدأ بتصحيح المسار بأثمان باهظة، وتقدم ملايين الشهداء، وتتخلص من المستبد الأول، لتدخل في نفق مظلم يختلط به الحابل بالنابل، ويعجز الساسة الجدد في ايجاد طريقة جيدة لحكم البلاد، تجمع كل المواطنين ضمن المشتركات الوطنية الجامعة.
الكثير من العرب يفكرون أنهم أعظم وأطهر من شعوب العالم وهم بالحقيقة أغبى شعوب العالم، المجتمعات المتقدمة لم تصل إلى ما هي عليه اليوم إلا من خلال العدالة والمساواة والكف عن الظلم والقتل، وضمان مشاركة كل المكونات بدون إقصاء، دعم العلم، والتعليم، والتكنولوجيا، هناك من العرب ينتقدون دول الغرب والصين، وهم العرب يعتمدون على تقنيات ومنتجات الشركات الغربية والصينية.
الحل ليس في التبعية العمياء للدول الاستعمارية ويصبح العرب لهم ذيول، وإنما في الكف عن الظلم ونشر الوعي والعدالة والمساواة بل وفتح حوار علني، يفترض في القنوات الشيعية العراقية بشكل خاص، العمل على تخصيص ساعات حوارية، لمناقشة كل الكتب التكفيرية التي طبعتها ووزعتها السعودية بكل دول العالم، كتب للأسف هاجمت وكفرت الشيعة بالعلن، ومعظم الانتحاريين والتكفيريين معلوماتهم عن الشيعة محصورة ضمن كتب الوهابي الباكستاني احسان إلهي ظهير صديق صدام جرذ العوحة، يفترض يتم مناقشة هذه الكتب بالعلن، من خلال إحضار علماء سنة وشيعة، يكون الحوار بناء، يوجد آلاف من علماء السنة الغير وهابية، هؤلاء معتدلين ولا يتحرجون في قول الحقيقة أن كل ما نسب للشيعة من قبل الوهابية هو محض كذب لا اصل له، لكي يمكن أن نؤسس إلى العيش المشترك، بين السنة والشيعة اقلها في بلدنا العراق، عندي صديق سني يقيم بالعراق، يوميا يسألني صحيح عندكم كذا وكذا هههههه، لا الومه، هو يسمع وتصله مقاطع فيديو مجزئه، لذلك نحن بحاجة لتشجيع لغة الحوار وفضح الجهلة والتكفيريين هو السبيل الأمثل لإقامة قواعد قوية للعيش المشترك وينقلنا إلى مصاف المجتمعات المتحضرة، نعم لكل حضارة ميزاتها ونواقصها، وبدلاً من السعي لصنع تفوق وهمي على الأمم الأخرى، علينا التركيز على ما نستطيع أن نقدمه ونستفيد به من الآخرين.
المسؤولية تقع على الأنظمة الفاشلة التي تغذي الفساد وَ التمييز، مما يدفع المجتمعات إلى البحث عن حلول بديلة.
عندما تفشل الدولة في تحقيق العدالة وَ المساواة ، يصبح الانفصال خياراً لبعض الأفراد والجماعات.
الانفصال هو نتيجة فشل الأنظمة في تحقيق العدالة والمساواة، الحل يكمن في إصلاح النظام ليخدم الجميع، لا لفئة محددة.
هناك حقيقة، النزعة الانفصالية موجودة أيضا في الدول الأوروبية في إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، بلجيكا وغيرها وأسبابها معروفة، الفرق هو كيفية معالجة المشاكل، الحل يكون بالعدالة وعدم تهميش اي مكون او عرقية او مذهب، وتعزيز العيش المشترك وقوة القانون. العوامل الخارجية في إذكاء هذه النزاعات، موجودة وهي من أهم أهداف الدول الاستعمارية، للاستفادة منها، مايحدث الان من لبنان من قتل واغتيالات بشكل دقيق، نتيجة لوجود صراع مسيحي إسلامي وسني وشيعي ووجود صراعات دولية يتم الاستفادة من الأدوات الطائفية القذرة في إيصال المعلومات إلى الأعداء..
عندما تكون صاحب قضية من حقك ان تدافع عنها بكل الوسائل، ومن حقك ان تحشد كل الجهود وكل الاصوات لدعم قضيتك، لكن ليس من حقك تخوين وتكفير من لا يؤيدك مائة بالمائة، ليس من حقك ان تتهم الاخرين بالعمالة لمجرد انهم قالوا كلمة هنا او هناك او لمجرد أنهم لم يدعمونك بقول رأي، ليس من حقك ان تستعديهم او توجه لهم التهم لأنهم لا يصفقون لك ويؤيدونك، فلكل إنسان ظروفه الخاصة وقضاياه الخاصة ومشاكله الخاصة، ولكل انسان وضعه،ربما يعيش في دول لا تسمح له بقول كل شيء يخطر بالبال، وإن كانت هذه الدول ديمقراطية، هناك قوانين وحدود بالدول الديمقراطية الغربية لا يمكن تجاوزها ابدا، منطقتنا العربية بشكل عام وساحتنا الشيعية تعيش في ظروف تشهد منطقة الشرق الأوسط صراع بين القوى النووية الخمسة لذلك يفترض التفكير بمنطق الربح لا الخسارة، من الذكاء والحكمة تجنب الدخول بصراعات وحروب غير متكافئة، بل المنطق يفرض على الجميع التفكير بالمصلحة العامة للمواطنين، والكف عن جعل الشيعة مشاريع قتل لصالح من هو مكفر للشيعة، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
21/9/2024