من الطوفان حتى الآن..!
زمزم العمران ||
“طوفان الأقصى” عملية شنتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على إسرائيل فجر يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللاً للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة.
فكانت نقلة نوعية في المقاومة الفلسطينية وعهدًا جديدًا ، حيث أسفرت العملية خلال ساعاتها الأولى عن مقتل مئات الإسرائيليين بين جنود ومستوطنين، وأسر وفقدان أكثر من 100، بعضهم جنود، وأدت إلى إغلاق المطارات المحلية وسط وجنوب إسرائيل أمام الاستخدام التجاري، وألغيت عشرات الرحلات الجوية إلى تل أبيب بمطار بن غوريون.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن عدد القتلى الإسرائيليين وصل إلى 1538 خلال الشهرين الأوليين من بداية المعركة، في حين تجاوز عدد الجرحى 5 آلاف. وقال أبو عبيدة إن عدد الأسرى لدى كتائب القسام بين 200 إلى 250، وأضاف أن عشرات الأسرى فقدوا حياتهم جراء القصف الإسرائيلي. ويوم 31 يناير/كانون الثاني 2024 ارتفعت حصيلة القتلى من الجنود الإسرائيليين إلى 223 قتيلا حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل ،
وكشفت صحيفة جيروزاليم بوست أن 750 إسرائيليا في عداد المفقودين، كما أكد المفوض العام للشرطة الإسرائيلية فقدان عدد من أفراد الشرطة وانقطاع الاتصال بهم ، كما وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتقاء أكثر من 37 ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 86 ألف فلسطيني في القصف الإسرائيلي، 15694 منهم من الأطفال و10018 من النساء ،
وأشارت إلى وجود أكثر من 8 آلاف في عداد المفقودين تحت الركام وفي الطرقات، حيث تمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي وصول طواقم الإسعاف إليهم ،واستشهد 498 من الكوادر الصحية، و246 من الكوادر التعليمية، و150 صحفيا، وألحقت الغارات الإسرائيلية المتواصلة دمارا واسعا بالمباني السكنية والمرافق الحيوية ودمرت 56 سيارة إسعاف،
كما دمر 56 مؤسسة صحية وأخرج 26 مستشفى و46 مركزا للرعاية الأولية عن العمل، وبلغ عدد النازحين قسرا في القطاع منذ بدء العدوان، نحو 1.9 مليون نازح، بحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، يمثلون أكثر من 80% من تعداد سكان القطاع.
هذه النتائج التي تحققت من هذه العملية والتي لم تستطيع اسرائيل من شل حركة حماس ومحوها ولا القضاء على قوتهم هذا على مستوى الجبهة الشمالية للعدو الصهيوني ،أما على صعيد الجبهة الجنوبية ، التي هي تكون تماس مع الجنوب اللبناني حزب الله ، إلى اليوم لازالت مستوطنات الجليل الاسرائيلية خالية عدا قواتهم العسكرية الي لاتظهر بشكل واضح وصريح أمام أبناء المقاومة اللبنانية خوفاً من استهدافهم ،هذه الاستنتاجات خلال سنة واحدة من انطلاق عملية طوفان الأقصى ولم تحقق اسرائيل اي هدف من أهدافها من اضعاف قوة المقاومين الابطال .
أما على المستوى التكتيكي الاستراتيجي الجيو سياسي، اليمن قطعت عنهم البحر حيث منعت البواخر الإسرائيلية من المرور ، والتي تحاول المرور عنوة تقوم بضربها ، لذا كانت ردة فعل اسرائيل هي القيام بقصف اليمن ظناً منها أن اليمن المقاوم سوف يخضع ويركع ، ويتوقف عن مقاومتهم لكن العكس صحيح استمروا في قصفهم حتى آخر عملية لهم قبل بضعة أيام ، حيث قاموا بضرب صاروخ فرط صوتي مدته 10 أو 11 دقيقة استهدف محطة كهربائية في تل ابيب ،
كل هذه الأحداث تدل على أن محور المقاومة في تقدم ملحوظ مع الصراع الإسرائيلي ، وفي العراق منذ انطلاق عمليات المقاومة إلى اليوم قدم العراق شهداء على طريق القدس، امثال الشهيد القائد ابو تقوى السعيدي وأبو باقر الساعدي (رضوان الله عليهم).
وكما في لبنان يقود المقاومة سيد حسن نصر الله ، وفي اليمن السيد عبد الملك الحوثي ، لدينا أيضاً في العراق الأمين العام لحركة عصائب اهل الحق سماحة الشيخ قيس الخزعلي ، والذي كما كان دوره محوري في 2011/12/31 في انسحاب القوات الأمريكية من العراق عندما كان الشيخ قيس الخزعلي يقود عملية المقاومة بشكل واضح وصريح عند خروجه من السجن، ورغم أنها فترة مفاوضات إلا أنه لم يوقف عمليات المقاومة حتى تم إخراجهم في زمن حكومة السيد نوري المالكي في ولايته الثانية،
اليوم أيضاً يقوم بدوره على المستوى السياسي والمقاومة بالضغط على الحكومة العراقية، بتحديد جدول انسحاب محدد للقوات الأمريكية من العراق وليس مواعيد مفتوحة أنه سوف ننسحب، وانما جدول وموعد محدد يلتزم به أمام الحكومة ، فهو الذي يقود عملية تنفيذ تنسيقية المقاومة مع الحكومة العراقية .