ميلاد الآية والرواية والولاية..!
زمزم العمران ||
قال تعالى في كتابه الكريم : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ)
الرسول محمد صل الله عليه وآله وسلم، كان الرجل الوحيد في التاريخ ،الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين: الديني والدنيوي، وإن هذا الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معًا يخوله أن يُعتبر: أعظم شخصية أثرت في تاريخ البشرية ،
فكان أشرف الناس نسباً وأعظمهم مكانةً وفضلاً، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ،والده عبد الله بن عبد المطلب من قبيلة قريش، توفي قبل مولد الرسول (صل الله عليه و آله وسلم)، أما أمه فهي آمنة بنت وهب، توفيت و عمره ست سنوات ،أرضعته حليمة السعدية مدة حولين كاملين،
و يروى أنه في فترة رضاعته أصبحت بادية بن سعد مخضرة و أغنامها ممتلئة الضرع، و حلت بها بركة لم تشهدها من قبل،عند وفاة آمنة، تكفل بمحمد جده عبد المطلب ثم بعد وفاته عمه أبو طالب.
إشتغل محمد (صل الله عليه وآله و سلم) كراع للغنم لمساعدة عمه ثم بعد ذلك بالتجارة، و عرف بين أهل قريش بأمانته فكانوا يلقبونه بالأمين،
روي عن الرسول (صل الله عليه واله وسلم) أنه لم يسجد لصنم قط كما أنه لم يكن صاحب لهو و لعب،تزوج خديجة بنت خويلد و سنه خمس وعشرون سنة بينما كانت تبلغ من العمر أربعين سنة، و كانت خديجة رضي الله عنها ذات تجارة و مال، و هي من عرض على محمد الزواج لما رأت منه من أمانة.
بدأت دعوة النبي (صل الله عليه وآله و سلم) إلى الإسلام سرا خوفا من قريش و بطشهم بالمسلمين، و بعد مرور ثلاث سنوات نزل الوحي يأمر بالجهر بالدعوة.
بدأ الإسلام بالإنتشار شيئا فشيئا في مكة، و بدأ مع ذلك النزاع بين قريش والمسلمين،
و اشتدوا عليهم لسنوات مما جعل محمد يخرج بالمسلمين إلى يثرب بعد أربعة عشر عاما من الدعوة، و هكذا جاءت الهجرة النبوية عام 622 من الميلاد، و استقبله مسلمو المدينة بفرح شديد و سموا بالأنصار لنصرتهم للرسول (صلى الله عليه و سلم)، و سميت يثرب بالمدينة (مدينة الرسول) أو المدينة المنورة،و من المدينة تأسست دواعم الدولة الإسلامية و استمر نشر الإسلام و فتحت مكة و أسلمت معظم قبائل العرب،
دامت الدعوة إلى الإسلام حوالي ثلاثة و عشرين عاما،
نزل فيها القرآن الكريم هاديا و مشرعا للمسلمين حتى نزلت آخر آية في حجة الوداع : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِيناً}.
تزامنت ذكرى مولد الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السّلام) مع ذكرى مولد جدّه المصطفى (صلّى الله عليه وآله).. فما أنْ حلّ السابع عشر من شهر ربيع الأوّل من سنة ثلاثٍ وثمانين من الهجرة النبويّة الشريفة حتّى وُلد في المدينة المنوّرة برعمٌ آخر من الشجرة النبويّة المباركة والدوحة الهاشميّة الطاهرة،
ذلك هو جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (صلواتُ الله عليهم)، فأزهَرَ بيت الوحي والرسالة بهذا الوليد الزكيّ، وابتهجت قلوبُ أهل البيت وهي ترى غُرّته تشعّ نوراً وهدى وشرفاً وكرامة.
إن الإمام الصادق يمثل مدرسة الفقه والعلم في عصره ، لأنه عاش في عصر يعرف بعصر الانتقال مابين سقوط الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية فهذة المرحلة هي مرحلة ضعف الدولة الأولى الأموية وكذلك ضعف الدولة الثانية العباسية وهذا الضعف مكن الامام الصادق عليه السلام من ممارسة دوره الرسالي بشكل أوسع حيث تتلمذ على يديه الكثير من العلماء والمشايخ والمذاهب الأخرى أبرزهم أبو حنيفة النعمان وسفيان الثوري وجابر بن حيان ومالك بن أنس ،
كذلك أن أكثر الروايات التي يعتمد عليها المذهب الشيعي هي روايات عن الامام الصادق عليه السلام لذلك سُمي المذهب بالمذهب الجعفري نسبة إليه ، وكان الإمام الصادق (عليه السلام ) هو الشخصيّة التي يتطلّع إليها الناس ،يوم طلع فجر النهضة العلميّة فحملوا عنه إلى سائر الأقطار، وقصده طلّاب العلم من الأنحاء القاصية،
وفتحت مدرسته في تلك الفترة ،فبعد تأسيس هذه الجامعة على يد الإمام زين العابدين (عليه السلام)، ونهوض الإمام الباقر عليه السلام بها، أكمل الإمام الصادق (عليه السلام) مسيرة أبيه وجدّه عليهما السلام لتبلغ هذه الجامعة ذروة المجد وتزدهر أشدّ الازدهار فتكون الجامعة الأولى في تاريخ الإسلام التي تحتضن بين جنبتيها تلامذة وطلّاباً من جميع أقطار المعمورة، ومن مختلف المذاهب والفرق والاتجاهات، وليشكّل الإمام الصادق ( عليه السلام) محور هذه الجامعة بشخصيّته العلميّة الفذّة التي استقت علومها من منبع الوحي والنبوّة،
كما روي عن صادق العترة عليه السلام أنه قال: حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين عليه السلام، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحديث رسول الله قول الله عزَّ وجلَّ .
أما الولادة الثالثة المتزامنة مع ولادة النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم والإمام جعفر الصادق هي ولادة المرجع الديني السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) ،فقيه وعارف، ومفكّر، ومرجع ديني شيعي. تصدى للمرجعية الدينية بعد وفاة السيد عبد الأعلى السبزواري، وذلك عام 1993م. كان له الكثير من الأنشطة السياسية والاجتماعية، منها: دوره البارز في قيادة الانتفاضة الشعبانية عام 1991م في مواجهة السلطة الحاكمة في العراق، وإقامته لصلاة الجمعة التي ذهب إلى وجوبها التعييني. تعرّض للكثير من الاعتقالات من قبل نظام صدام حسين.
كان السيد الشهيد يؤمن بولاية الفقيه عندما كان يقول أنا ولي أمر المسلمين ، ربما هذه الفقرة لم يتطرق لها أحد بشكل واضح وصريح فهل هناك تعارض بينه وبين ولاية السيد الخامنئي ؟ يتفق مع السيد الخامنئي بنسبة 99% أو أكثر ،
إلا أن هناك بعض الفئات التي تنم عن جهل عن توغل بعض الأفكار البعثية بأنه السيد الشهيد مقاطع لولاية السيد الخامنئي ، الذين يحاولون بأقامة شرخ حتى يقسمون المذهب على أساس قومي هذا السيد ايراني وهذا السيد عراقي ،
الذي يصفه السيد الصدر بأحد أشعاره “خامنئي أمام كل البشر ” وانتم تنادوه بالأعضب ، فعندما يصدر هكذا كلام من مرجع ديني كبير هل ياترى اعتباطاً ؟ ، واليوم هذا الرجل حامل هموم المسلمين وشيعة أهل البيت والتشيع على مستوى العالم، أن هذا الرجل له تاريخه العريق لايؤثر به قزم البشير الذي يظهر بمظهره المضحك لإثبات أن السيد الخامنئي على خطأ ،
وان معممين الصدفة امثال علي الشريفي على حق ببرنامجه التافه ،بالنتيجة النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم لايتخلق بهذه الاخلاق والدليل قوله عليه افضل الصلاه والسلام “سلمان منا أهل البيت” ولا يفرق بين المسلمين كان مفهومه أن المسلمون سواسية كأسنان المشط كبلال الحبشي وسلمان الفارسي فكان يتعامل مع القوميات بمضمون “أن أكرمكم عند الله اتقاكم” .