من عمق المقاومة، تُنسج السياسة بخيوط الجرأة..!
حسين سالم ||
٢٢ ايلول ٢٠٢٤
عندما تتأسس حركة مثل “الصادقون”، فهي لا تقوم على الصدفة، إنما على إرادة متجذرة في القوة والشجاعة. الحركة التي وُلِدت من عمق المقاومة ليست مجرد حركة سياسية، وإنما نظام فكري وأخلاقي يسعى لتحقيق العدل والسيطرة. إنها التقاء الحكمة والفعل، حيث لا تتوقف القوة عند حد المعركة، بل تمتد إلى ميدان السياسة، حيث تُبنى القرارات وتتشكل التحالفات.
الحديث عن السياسة هنا لا يعني التسويات الضعيفة أو التراجع عن المبادئ. السياسة، في جوهرها، هي فن القيادة والتمكين. إنها الإدارة الفعالة لشؤون البلاد، حيث يتم بناء الهياكل الاجتماعية والسياسية التي تحفظ حقوق الشعوب وتضمن حريتهم. لذا من الضروري أن تكون للحركات المقاومة قدم راسخة في السياسة، كما هي في ميادين القتال. القوة تحتاج إلى فكر، والفكر لا يزدهر إلا تحت مظلة القوة.
إن “حركة الصادقون” تمثل هذا التوازن. فلا يمكن أن تكون الحرب مجرد مواجهة جسدية بلا رؤية سياسية، كما لا يمكن للسياسة أن تكون مجرد كلمات بدون دعم من الواقع الميداني. الحقيقة التي نؤمن بها هي أن كلا الأمرين وجهان لعملة واحدة. إن القدرة على المزج بين القوة الميدانية والفكر السياسي هي ما يُميز الصادقين عن غيرهم.
السياسة ليست عدوًا للقوة، بل هي الامتداد الطبيعي لها. إدارة الدولة وتوجيه القوة يحتاجان إلى ذكاء سياسي، وإلى قدرة على التحليل والتخطيط بعيد المدى. السياسة هنا ليست مجرد إدارة لشؤون البلاد، وإنما قيادة نحو مستقبل أفضل، حيث لا تظل القيم والمبادئ حبيسة الخطابات، بل تتحقق وتُعاش في الواقع.
في كل خطوة تخطوها “حركة الصادقون”، نرى هذا التوجه الاستراتيجي. فالتاريخ يُكتب بأفعال الشجعان، بينما يُبنى المستقبل بحكمة القادة. وما قدمته الصادقون في ميادين القتال يوازيه ما تحققه من مكاسب سياسية، حيث لا انفصال بين الفعل الميداني والرؤية السياسية.
وجود قدم في ميدان السياسة وقدم في ميدان الحرب ليس ترفًا أو اختيارًا، إنما واجب استراتيجي. فالسياسة هي التي تضمن استمرار القوة وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف الكبرى للبلاد. وهنا تكمن عظمة “حركة الصادقون”، التي لا تتوقف عند حدود المعركة، بل تمتد لتكون صوت العقل والفعل في الساحة السياسية.