الاثنين - 14 اكتوبر 2024
منذ 3 أسابيع
الاثنين - 14 اكتوبر 2024

امين السكافي (صيدا-لبنان) ||

الثقة بالله واليقين بنصره هما من أهم العوامل التي تؤدي إلى النصر والاستعداد لدى المجاهدين للشهادة وتقديم الدم والأرواح فداء لنصرة المظلوم والمغتصبة أرضه وحقوقه وحتى حياته التي أضحت ملكًا لعدوه السارق لأرضه وحريته. لكن لم ولن يستطع العدو سلب كرامته وإرادته بحياة حرة عزيزة كريمة.

العدو اليوم يشن حربًا على بعض المناطق اللبنانية ظنًا منه أنه قد يردعنا عن نصرة فلسطين وغزة، ولكن ما هي أهدافه من هذه الحرب؟ اجتياح لبنان؟

حسنًا، وبعدها ماذا سيفعل؟ إن كان يستطيع فعلًا ولديه الجرأة في الدفع بقواته إلى آتون جهنم الذي سيصنعه له حزب الله. أولاً، مسألة الاجتياح تحتاج إلى تفكير؛ فهل الكيان قادر حقًا على دخول لبنان ولو لبضعة أمتار؟ وإن حاول، فما هي التكلفة لذلك؟

كيف تجهز حزب الله لهذا اليوم طوال السنوات الماضية؟ فمن غير المعقول منطقيًا وعقليًا وعسكريًا واستراتيجيًا أن لا يكون الحزب قد وضع في سيناريوهات الحرب هذا الاحتمال، وطبعًا استعد لهذا اليوم كما يجب، ومن خلال خبرته بالإسرائيلي والكم الهائل من المواجهات التي خاضها الحزب ضد الكيان.

هذا على فرض، وهي فرضيات مجازية، أن العدو استطاع التقدم. فكيف ولمتى سيستطيع البقاء في المناطق التي احتلها؟

بالطبع سيكون الجيش الإسرائيلي عرضة لهجمات نوعية من المقاومة التي تنتظره بفارغ الصبر. احتمال آخر للحرب وهو احتمال كبير يقتضي بأن يكون الحزب قد جهز قواته للتوغل إلى داخل الشمال الفلسطيني كله، ولا أحد يعلم متى وكيف وأين تنتهي أنفاق العماد 4.

ماذا سيفعل الكيان إذا وجد قوة الرضوان في بلداته، خاصة أن الأمين العام للحزب لمح لهذا الموضوع أكثر من مرة في خطاباته؟

احتمال آخر هو أن يستمر العدو بقصف الأحراج والوديان والجبال المحيطة ببلدات مناطق الجنوب. وهذا قد يؤدي إلى رفع المنظمات الدولية دعاوى لها علاقة بأذية الحياة البرية والبيئية.

لا أعلم حقًا مقدار الغباء الهائل الذي يتمتع به نتنياهو بشكل خاص ووزرائه بشكل عام. فهم يعلمون علم اليقين أن حزب الله لم يستخدم إلا القليل من قوته، وخصوصًا الصاروخية والمسيرات على أنواعها، ولا زال يتردد في أذني كلام السيد للعدو: “أقعدوا عاقلين”.

ولكنهم بغبائهم هذا لن تصل دولة الكيان للعقد الثامن. لدى حزب الله قوة تدميرية هائلة، وإذا فتح باب مغارة المقاومة فلن يقفل إلا بدمار لم يشهده الكيان قبلاً. ولكن كلمة السر لهذه المغارة هي غزة؛ فكل شيء مرتبط بها من صواريخ ومواجهات ومسيرات وقوة الرضوان أو مثيلاتها.

للأمانة التاريخية، كل بيت في الجنوب وكل طفل وشيخ وامرأة وكل رجل وشجرة وحجر وكل دمعة سكبت لأجل غزة وكل دم أريق لأجل غزة ينتظر كلمة السر من غزة. فمهما فعل وسيفعل العدو، لن يفيده شيء دون إيقاف الحرب في غزة التي لم يستطع أن يحقق فيها ما أراد رغم الألم على شهداء أمة المليارين، الواضعين رؤوسهم في التراب كالنعام ظنًا منهم أنه الوسيلة الأفضل للأمان والاطمئنان.

لقد ولى الزمن الذي كان العدو فيه يدمر ويحرق ويقتل ولا يحاسبه أحد. نحن في زمن حزب الله الغالبون وسيد المقاومة الذي إن قال فعل وإن وعد وفى وهو الصادق الأمين المؤتمن على دماء الشهداء والجرحى ومن قدم أملاكه فداء لسيد المقاومة ولفلسطين وغزة.

أطعن بها طعن أبيك تحمد
لا خير في الحرب إذا لم توقد

للمجاهدين البواسل الأبطال الذين يعبرون مع الموت دروب الحياة وتشق لهم عواصف الحرب ويقتحمون بقلوبهم نار المعارك نقول لهم: أضربوا بأبي أنتم وأمي، أضربوا لا شلت يمناكم، أضربوا دمروا أحرقوا أذيقوا عدو الله والبشر عذابكم.