الأحد - 06 اكتوبر 2024

عن المتقاعدين..أدردم..أسئلة حائرة..هل من جواب يا ذوي الألباب؟

الأحد - 06 اكتوبر 2024

عبد الزهرة البياتي||

في كل مرّة أُقرّر عدم الخوض في بعض القوانين التي أنصفت بعض الشيء شريحة المتقاعدين لكنها ظلت بلا تطبيق فعلي وغاطسة في الطين. لأن تكرار أسئلتي الحائرة بشأنها أصبح أشبه بـ(سالوفة عل السلاطين).. في كل مرة ينتابني إحساس بأن الطرق على ذات الموضوع هو أشبه بالتكرار والإجترار، لكنني أعود الى عقلي الباطن ووعودي التي قطعتها دفاعاً عن (أصحاب الشيبة البيضاء) من المتقاعدين، بأن قلمي لن يتوقف عن الكتابة بهذا الخصوص رغم أن عدد الأعمدة الصحفية التي سبق لي كتابتها بهذا الشأن وصلت الى أكثر من (٢٥٠) عموداً وهي تكفي لإصدار كتاب كامل تحت عنوان ( دفاعي عن المتقاعدين).. وهي الآن موثّقة في الأجزاء الأربعة من كتابي الموسوم (عمود الوجع اليومي).. وهناك المزيد.
في كل مرّة أنتفض وأقول من دون تناول (الطعمية بالفول): لماذا هذا التجاهل المتعمّد مع سبق الإصرار والترصّد بعدم إنصاف المتقاعدين من المواطنين البسطاء العاديين وليس كبار المسؤولين الذين لهم قانونهم الخاص بهم حيث يتقاضون رواتبه بـ(اللهدات) إضافة الى الإمتيازات والخدم والحشم و «الحبشكلات» التي تجعلهم يعيشون ما تبقى من أعمارهم كما الباشوات!!
في كل مرّة أطرح سؤالي (اللي شده بالي وحيّر دلالي): لماذا يستقتل المسؤولون والنواب عندما يتعلّق الأمر بتشريع قوانينهم الخاصة المطوّبة لمنافعهم أو لصالح أحزابهم وهم يتقاعسون عندما يصل الأمر لإنصاف المتقاعدين؟؟
في كل مرة يتظاهر أصحاب الشيبة البيضاء أمام بوابات المنطقة الخضراء بهدف إيصال صوتهم والتعبير عن مطالبهم المشروعة ولكن من يعنيه الأمر يوصد الأبواب وينشغل بتناول أصناف جيدة من التمر ولم يشأ حتى استقبالهم والسؤال عن أوضاعهم وأحوالهم؟؟
اليوم أطرح سؤالي الذي سبق أن طرحته مراراً وتكراراً حتى صار (يخني) وهو: من المسؤول عن عدم تطبيق مضمون المادة(١٤) من قانون التعديل الأول رقم(٢٦) لسنة (٢٠١٩) لقانون التقاعد «اللاموحّد» رقم(٩) لسنة (٢٠١٤) والذي نُشر في جريدة الوقائع العراقية برقم (٤٥٦٦) والتي تنصُّ على:( يُعاد احتساب الرواتب التقاعدية للمحالين على التقاعد قبل نفاذ هذا التعديل أو خلفهم أسوة بأقرانهم المشمولين بأحكام القانون بتاريخ نفاذه على أن لا يترتب أي أثر مالي عن الفترة السابقة).. لكن المادة لم تأخذ طريقها للتطبيق العملي لغاية في نفس يعقوب.. وتبعاً لذلك انقسم المتقاعدون بين (متقاعد قديم) قبل إقرار قانون التقاعد «اللاموحّد» رقم (٩) لسنة (٢٠١٤) وبين (متقاعد جديد) أُحيل ما بعد نفاذ القانون المذكور وما استتبع ذلك من ظلم كبير بحرمان المتقاعدين القدماء من نيل استحقاقهم بالراتب وحصولهم على مكافأة نهاية الخدمة، وانطبق عليهم المثل الشعبي (ايچد أبو كلاش وياكل أبو چزمة).
الخلاصة
————
والخلاصة إنني أريد واحد (قانوچي) حوك وأخو خيته يتبنّى الدفاع عن المتقاعدين أمام المحاكم المختصة ويفرك (خشم) المعاندين.. نعم أريد ( قانونچي) أخو خيته يشمّر عن ساعديه وينتزع حقوقاً مسلوبة، مثلما أُريد نائبا يدّعي الدفاع عن هذه الشريحة المظلومة يطلق صرخته تحت قبة البرلمان ولتتفطر لوقعتها الحيطان..
من يتصدّى للمسؤولية فليرفع يده؟
* رئيس التحرير التنفيذي / عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق