بالعلم..تزدهر الامم..!
السيد محمد الطالقاني ||
لقد عظَّم الله العلم وشرَّفه فكانت أول كلمة أوحاها الله لنبيِّه (اقرأ) , وفرضه الله على كلِّ مسلم فقال النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم: (طلب العلم فريضة على كلِّ مسلم).
وقارن أمير المؤمنين عليه السلام بين العلم والمال قائلاً لصاحبه كميل بن زياد: (العلم خير من المال, العلم يحرسك وأنت تحرس المال, والعلم حاكم والمال محكوم عليه, والمال تنقصه النَّفقة والعلم يزكو على الإنفاق), كما شرَّف Q العلم بقوله : (كفى بالعلم شرفاً أن يدَّعيه من لا يحسنه، ويفرح به إذا انتسب إليه، وكفى بالجهل ذمّاً أن يبرأ منه من هو فيه).
وللمعلم دوراً كبيراً في تنشئة الأجيال التي تعتمد عليها الاوطان في نهضتها, وهذه الاجيال بفضل المعلم ستكون زاخرة بالقيم الإسلامية والأخلاقية، ومملوءة بشتى أنواع العلوم والمعارف، فلا أحد ينكر أن المعلم يعتبر من الركائز الأساسية التي لا يمكن الإستغناء عنها في بناء الأجيال حيث يبذل الجهد العظيم والعطاء المتواصل اللامحدود؛ في سبيل بناء أجيال واعية تقود البلد إلى برِّ الأمان، فهو كالشمع الذي يحترق من أجل أن يضيء طريق الأجيال.
فالمعلمون… هم صناع العقول وربيع الحياة, ومنهم تستمد الامة الامل , وهم الذين اعطوا واجزلوا بعطائهم, وضحوا بوقتهم وجهدهم حتى يقف التكريم حائرا امام عطائهم, ولا يقتصر دور المعلم على الجانب العلمي فقط، وإنما يقوم المعلم بتربية الطلاب على القيم الإنسانية والأخلاقية السامية، ويكسبهم ثقافة حب الوطن والفداء والتضحية من أجله، ويعلمهم معنى العزّة والكرامة؛ ويغرس في قلوبهم مبادئ الصدق والأمانة والوفاء والإخلاص؛ فالمعلم يبني جيلًا صاعدًا متكاملًا قادرًا على صنع وطن أفضل وأجمل.
واليوم…ونحن في بدء العام الدراسي الجديد نناشد الحكومة العراقية ان تجعل هذا العام عام المعلم والتربوي, وأن تحسن التعامل مع المعلم ، وتحافظ على مكانته, وأن تقدر ما يفعله في مسيرته العلمية والتربوية من تضحية وفداء، ومن جهد وعطاء, من أجل بناء مستقبل أفضل للأجيال والأوطان، فما ارتفع وطن إلا برفعة مكانة معلميه، وما ذلَّ وطنٌ معلميه إلا وأصبح في الأرذلين.