الاثنين - 14 اكتوبر 2024
الاثنين - 14 اكتوبر 2024

سعد الزبيدي ||

مكر وخداع وتخطيط محكم وخطط شتى في حرب مفتوحة على كل الجبهات حرب لا تبقي ولا تذر عنوان حرب الكيان الصهيوني الذي كان ردة فعل على طوفان الأقصى تغيرت كل استراتيجيات الحرب لدى الكيان استطاع ان يستمر حرب تقترب من السنة وعلى الجبهات.
من لا يقيم عدوه ويضعه حيث يستحق فهو أحمق بكل ما تعني الكلمة.
أن العمليات التي تستهدف حزب الله تعادل اجتياحا كاملا حيث لم يزج الكيان الصهيوني بجيشه واسلحته في مواجهة عسكرية وجه لوجه تكون فيها خسائر من كلا الطرفين واستخدمت العلم والخرق الأمني والذي أنتهى بخرق سيبراني في معركة محسومة مقدما فالخسائر كبيرة ونوعية ومختارة بدقة وعناية فكل من حمل جهز البجر او جهاز الوكي توكي سيكون هدفا سهلا وفي متناول اليد وهذه التقنية تنم عن تطور واضح وأسبقية كبيرة في مجال العمل المخابراتي والاستخباري لدى الكيان الصهيوني الذي استطاع الولوج إلى شركة تصنع جهاز (البجر) بغية تصنيعه وحصوله على رخصة بذلك من الشركة الأم لشخصية استغلت بذكاء خارق لأمرأة إيطالية تحمل شهادة عليا في الاقتصاد متواجدة في رومانيا فتحت الشركة الأصلية التي تتواجد في تايلند باسمها واستحصلت على رخصة لصناعة الجهاز في معاملها والهفوة تأتي دائما من حسن النية في تعامل حزب الله مع الأمر على أنه عرض وطلب وسعر في متناول اليد خير من سعر غال وعدم التدقيق في CV السيرة الذاتية للشركة وزيارة مصنعها زيارة ميدانية والتأكد من صحة معلومات الشركة في شراء أجهزة اتصالات للحفاظ على سرية العمل والابتعاد عن التتبع والاختراق والتجسس من العدوين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية بعد أن قررت قيادات حزب الله عدم استخدام الأجهزة النقالة الذكية لسهولة أختراقها تتبعها عبر أقمار التجسس والاتصالات الصهيونية والامريكية.
لا استبعد أن اعتبار جهاز البيجر قديم نسبيا وعدم اعتباره جهازا ذكيا يصعب أختراقها وجودة مواصفات الجهاز وانخفاض سعره كانت المصيدة التي وضعت باحكام لاصطياد أعضاء حزب الله المعلومات المتوفرة أن الجهاز مصنوع بطريقة ذكية فالجهاز يعمل على بطارية قابلة للشحن ولكن إضافة لتلك البطارية هناك فخ منصوب في غاية الدقة والذكاء استخدمت فيه مواد متفجرة بدائية تم الاستغناء عنها منذ الحرب العالمية الثانية لايستطيع أي جهاز متفجرات كشفها وبعد أن تم استيرادها والتأكد من توزيعها كلها بعد مضي فترة طويلة قاربت العام على طوفان الأقصى تم تفعيل الانتحار الذاتي للجهاز سرعان ما سيعمل جهاز التفجير والبطارية التي يعتمد الجهاز عليها في تشغيله وتتحول إلى قنبلة تنفجر بعد ثواني من ارسال الرمز أو الشفرة إلى الجهاز المقصود والادهى والأمر ان الشفرة والرسالة مررت إلى كل الأجهزة بوقت واحد مما أدى إلى تفجير الأجهزة وايقاع أكبر عدد من الضحايا في صفوف حزب الله حاملين الأجهزة بشكل مباشر ومن يرافقهم وكان معهم لحظة التفجير.
الرسالة التي يبعثها الكيان الصهيوني أنكم جميعا في قبضتنا وتحت رقباتنا لا تغيبوا عن أعيننا وإن استطعتم في الاستغناء عن الهواتف النقالة فقد صدناكم بالوكي توكي وأجهزة البجر. ولن تستطيعوا تمرير أوامركم ومعلوماتكم بعيدا عنا وأننا نقتل متى وأين ما نشاء.. استغرب جدا عن عدم اجتياح من قبل الكيان الصهيوني بعد هذه العملية وما سببت من فوضى داخلية لدى حزب الله وفوضى عارمة في منظومة السيطرة والاتصالات وهذا العدد الهائل من الضحايا فالكيان لا يفوت فرصة كهذه ولا يستغلها ابشع استغلال.
الغريب بالأمر كيف يتعاقد مسؤول مع شركة فتية لا يتجاوز عمرها السنة ولماذا لا يتم التعاقد مع شركات كورية شمالية أو روسية أو صينية عسكرية معروفة هل الإغراء المادي كان سببا في ازهاق هذه الأرواح وهذا الخرق المخابراتي الذي يكشف عورتنا؟!
لا أريد أن اتبجح ويجب علينا أن نصف الأمر بدقة ونضع الأمور نصابها ويجب أن نقول ونعترف أن الموساد وجه لنا ضربة موجعة ولابد أن نعيد ترتيب اوراقنا ونعيد حساباتنا فيجب أن ننطلق في تعملنا من مبدأ الشك والريية فلو كنا كذلك ذهبنا وتأكدنا من وجود الشركة على أرض الواقع استطعنا أن نكشف اللعبة قبل فوات الأوان.
كان علينا التأكد من بضاعتنا وإجراء فحصوات مختبرية قبل تداول وبحث عن أي احتمالية لخرق في صناعة الجهاز ومقارنته بنفس الجهاز مصنوع في شركة أخرى في مختبرات افتراضية تفحص كل ما يستورد لبلداننا.
ستقيد القضية ضد مجهول الصفقة تمت مابين حزب الله والشركة وكانت الجهة الموردة هي الجمهورية الإسلامية وربما تكون الجهة الموردة شخصية لبنانية وربما تكون المرأة التي أصدرت رخصة لصناعة الجهاز الإيطالية مقتولة أو لا علم لها بما جرى وأنه تم استخدام وثاقئها أو ربما غرر بها وربما تكون هي عنصر فعال في جهاز الموساد وكل شيء وارد حتى تثبت الحقيقية.
أن الرسالة الثانية التي يبعثها الكيان الصهيوني أنه غير قواعد الاشتباك وأن الحرب الجيل الخامس تم استخدامه بصورة كبيرة منذ طوفان الأقصى وهنا يجب أن نعيد النظر في كل ما جرى فهل نعيد التفكير في مقتل رئيسي وفي مقتل هنية وكيف لنا أن نواجه مانتج عن الذكاء الاصطناعي من وسائل تغير قواعد الاشتباك.
أما آن للعرب والمسلمين أن يعتمدوا اعتمادا كليا على استخدام وسائل اتصال مرتبطة بأقمار صناعية عربية واسلامية مصنوعة في بلدانهم أكثر أمنا وأقل اختراقا من قبل الأقمار الصناعية الأجنبية.
لماذا لا تتظافر الجهود الاستخبارية والمخابراتية ولو أننا على يقين من ارتباط معظم الدول العربية والإسلامية ارتباطا وثيقا بأمريكا والكيان الصهيوني. أسئلة كثيرة تبحث عن إجابة وعن حلول بأسرع وقت للوقوف بالتطور لدى الكيان الصهيوني المدعوم من أمريكا والغرب.