رامات ديفيد برعاية فادي1 وفادي 2
كندي الزهيري ||
القادم ما ترون لا ما تسمعون ، هكذا وعد قائد المقاومة السيد حسن نصر الله ، ليقوم اليوم أبطال حزب الله بتنفيذ ما وعد به قائد المقاومة ، بقصف مطار رامات ديفيد الواقع في حيفَا، ردًا على ما اقترفُه الكيان من جرائم بحق الشعب اللبناني الصامد خلال الأيام القليلة الماضية. أستخدم حزب الله صواريخ فادي 1 و فادي 2 ،
لدك قاعدة رامات ديفيد ، قبل الخوض بتفاصيل هذين الصاروخين الذين ضمدا جراح الشعب اللبناني ، للتذكير بأن قصف القاعدة اليوم كان نتيجة لعملية الهدهد ، الذي أعلن عنه حزب الله ،
وما حمله من معلومات مهمة لمواقع حساسة داخل الكيان الصهيوني، “ الهدهد” كان يحلّق فوق القاعدة الجوية في رامات ديفيد، والتقط صورًا لمسارات الإقلاع والهبوط ، كما التقط صورًا للمروحيات التي كانت على الأرض، القاعدة التي تم تصويرها في ذلك الوقت، كانت هدفًا لصواريخ حزب الله اليوم ، لكن لما تم قصف حيفَا!، تمثل حيفا عصب الحياة في كيان الاحتلال بالشمال ويقطنها أكثر من 300 ألف، وهذا يمثل تحديا آخر ربما سيؤدي إلى هجرة جماعية نحو الداخل الكيان، وهنا سيزيد الضغط الداخلي على الإرهابي نتنياهو.
فادي 1 وفادي 2 صواريخ التي دكت حيفَا :
-فادي 1: هو صاروخ خيبر M220 عيار 220 ملم، سوري الصنع، يُستخدم لتعزيز قدرات الهجومية.
– فادي 2: هو صاروخ M302 عيار 302 ملم، الذي ظهر سابقًا في منشأة عماد 4، صواريخ M302 عدّ من الأسلحة الفتاكة التي استخدمها حزب الله في الهجوم على الكيان الصهيوني ، علما أن حزب الله يمتلك ترسانة من الصواريخ بعيدة المدى وأخرى قصيرة المدى ، تؤهله لخوض حرب طويلة مع الكيان ،
إذ أضفنا صواريخ محور المقاومة ، من العراق واليمن ، التي أعلنت هي الأخرى على استعدادها ، لخوض حرب طويلة ومستمرة ضد الكيان الإرهابي . بدأ الداخل الكيان الصهيوني يدرك أكثر وأكثر ، أن أي حرب مفتوحة وشاملة، المستوطنون سيكونون عرضة لخسائر بشرية فادحة، لأن القبة الحديدية عندما تفشل، لا تميز بين الصاروخ الصهيوني من الصاروخ محور المقاومة؛ لكون صاروخ القبة لا ينفجر قبل الوصول إلى أرض “غير معادية” …
أخفق مرات عدّة من صد صواريخ محدودة التي أطلقها محور المقاومة، ونحن ما زلنا في مرحلة الضربات المحددة!، فما بالكم إذا تحولنا إلى حرب شاملة!. نتنياهو يبحث عن حرب شاملة وتصعيد كبير في المنطقة، لكن الوحدات البرية مستنزفة بفضل غزة، وضربات المقاومة، ومن هنا على المقاومة زيادة دفعات الصواريخ، كون ذلك يمثل نهاية المجرم نتنياهو وحكومته الإرهابية.
عمليات اليوم هي رسالة من حزب الله للكيان الإرهابي الصهيوني، مضمونها أن الحزب الله، قادر على الرد في أي لحظة وفي أي وقت يشاء، وأنه يمتلك قدرة عالية من القوة والمناورة والسرعة، وإذا قرر الحزب استخدام ما يمتلك، بصورة واسعة، فستكون مؤذية -بشكل غير مسبوق- للكيان الإرهابي المنهك أصلًا من جبهة غزة الثَّبات.
نستنتج من عملية فادي 1 وفادي 2 الآتي :
– الانتقال من مرحلة المتلقي للضربات خلال الأيام الأخيرة الماضية، إلى مرحلة المبادر وبشكل أشد من ذي قبل، وإظهار القدرة والمقدرة على الفعل وتوسيع نطاق العمليات، وأن الحزب لديه قادة يستطيعون إكمال طريق القادة الشهداء.
– شعر نتنياهو في الأيام الماضية أنه أنتصر، لكن حزب الله اليوم رسخ معادلة جديدة بإدخال حيفَا ضمن نطاق معركة الإستنزاف، وبذلك زاد الضغط على نتنياهو المجرم، وتعمقت أزمة النزوح، بدل أن تنتهي داخل الكيان، وهذا يشجع زيادة صلابة موقف المعارضة داخل الكيان، التي ترى بأن نتنياهو يقود الكيان إلى نهايته.
– رسالة حزب الله للداخل والخارج من مؤيدي، وهي رسالة لطمأنة أنصاره بأنه ما زال بخير رغم الضربات التي تعرض لها مؤخرًا، على ما يبدوا بأن الحزب لديه القدرة على صنع قادة بنفس كفاءة السابقين الذين استشهدوا ، وهذا عامل من عوامل القوة، التي يتمتع بها حزب الله .
من هنا يتضح أن حزب الله ذاهب إلى أبعد من ذلك، بحرب طوفان الأقصى، وأن هذا الخِيار، أي خِيار التصعيد ترسمه غزة، ولا خِيار للاحتلال سوى إنهاء عملياته الإرهابية، والإطاحة بنتنياهو المجرم .