الثلاثاء - 15 اكتوبر 2024
منذ 3 أسابيع
الثلاثاء - 15 اكتوبر 2024

امين السكافي -(صيدا-لبنان) ||


للحقيقة، لست أفتش عن عنوان جاذب للإنتباه أو عن مقالة يقال لي بعدها إنني أحسنت. لقد أخذت وقتًا قبل أن أبدأ بالكتابة لحيرتي مع هذا العدو الغبي. ولست بوارد تكرار كلام قلته سابقًا، بل أريد أن أشارككم ما يجول بخاطري، وقد لا يكون موضوعًا متصلًا. للأمانة، هناك الكثير ليقال، وفي نفس الوقت، قبل أن أكتب، هل حقًا أن ما يجري حقيقة؟

لنتفق عزيزي القارئ على أمور بديهية لا يختلف عليها اثنان، ولنبدأ بالحكاية من البداية. أولًا، هذا العدو الغبي ألم يدخل إلى لبنان في عام 1982؟ ووقتها كان لبنان مجزأً إلى عدة كيانات منها مناطق متحالفة معه، والحرب الأهلية على أشدها. ومع ذلك، فقد أجمعت القوى اللبنانية وخصوصًا في مناطق بيروت الغربية على قتاله. وبعد ثمانية عشرة عامًا،

خرج من لبنان بطريقة مذلة تحت وقع ضربات المقاومة. يومها بدأت مسيرة المقاومة مع جمول في بيروت واستكملت مع حزب الله حتى انتهاء العدوان والاحتلال عام 2000. فماذا فعل بدخوله وخروجه غير أنه خسر العدد الكبير من جنوده وآلياته وخسر هيبة جيشه الذي كان يفاخر بها (دعابة الجيش الذي لا يقهر).

بدل منظمة التحرير التي أراد التخلص منها، ولدت مقاومة عقائدية مدربة على أفضل الأساليب القتالية وأخذت تكبر شيئًا فشيئًا حتى أضحت جيشًا متوسط الحجم والعدد تحت مسمى مقاومة. والأكيد أن العدو له جزء من الفضل بولادة هذه المقاومة تحت عنوان فعل ورد الفعل.

هذه المقاومة التي أخرجته مدحورًا قبل أربعة وعشرين عامًا لم تضيع وقتها، فطورت من نفسها ومن أساليبها ومن نوعية وكمية أسلحتها ومن عديدها الذي فاق المئة ألف بكثير. مقاومة الثمانينيات والتسعينيات شيء وما يوجد أمامه اليوم شيء آخر: جيش متكامل الأركان بحلفاء ممتدين من صنعاء إلى بغداد إلى دمشق إلى طهران إلى مهجة الأفئدة غزة.

فإن كان قد انهزم أمام المقاومة قبل الألفين وهي لا تزال غضة وقليلة الخبرة، فكيف سيتصرف الآن مع مقاومة واجهته وطردته وقاتلت في البوسنة وفي سوريا وفي العراق واكتسبت الخبرات وراكمتها وكانت تستعد لليوم الموعود؟

ثانيًا، هؤلاء الأغبياء (الصهاينة) دخلوا غزة بعد أن شوهت سمعتهم في السابع من أكتوبر ووضعوا هدفين (وما أشطرهم بوضع الأهداف). ونحن الآن نقترب من الذكرى السنوية الأولى ولم يستطيعوا أن يحققوا شيئًا بل بالعكس، كل ما استطاعوا فعله هو الإمعان في الإجرام وارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ.

أما الأهداف فهي تحت قدمي هاتين ولا تزال المقاومة تقاتلهم في كل حي وشارع وبيت وتضيق عليهم الخناق رغم كل التفوق العسكري الذي دخلوا به إلى غزة.

ثالثًا، هل حقًا يظن هؤلاء الأغبياء أنهم ببضع غارات سيستسلم لهم حزب الله ويدع غزة لمصيرها وسنقدم لهم فروض الطاعة والولاء؟ إن كانوا يمارسون السياسة فهذا ما يعتقدونه وهو الغباء. أما إن كانوا يمارسون حيلًا سياسية فهو الغباء المركب الذي لا شفاء منه. فكل غارة سيكون مقابلها غارات صاروخية وقذائف ومسيرات وما تشتهي الأنفس.

وبدل إعادة اللصوص المستوطنين إلى مغتصباتهم، أعدهم وأنا ابن المحور بأنهم سيزيدون عدد من تهجر حتى يخلوا الشمال عن بكرة أبيه.

وإن لم يفهموا بعد رسالة الهدهد واحد وإثنين وثلاثة فهذه مصيبة وإن فهموها فالمصيبة أعظم. حزب الله يقول لكم وبالفم الملآن: كل مصانعكم ومرافئكم وشركات الكهرباء والماء والأهداف الحساسة والحيوية هي تحت مرمى نيراننا. وقالها السيد لكم:

“تأدبوا”. وهذا وحزب الله لا يزال لم يستهدف المدنيين بعد بعكسكم يا من لا تملكون شرف المحارب والخصم النزيه ومن أين تأتوا به وأنتم حفنة من قطاع الطرق.
رابعًا، هؤلاء الأغبياء هل يظنون حقًا بأنهم يستطيعون الدخول بريًا إلى جنوب لبنان؟

الأكيد أنهم يتعاطون أشياء ليفكروا بهذه الطريقة. فما أراه أنا وأغلب من سمعت منهم من استراتيجيين عسكريين هو أن دخول حزب الله إلى كل بلدات الشمال الفلسطيني هو المرجح أكثر. فقد تدرب حزب الله على هذا السيناريو منذ عام 2006 وقد حان وقت تطبيقه

فقط للأغبياء سموتريتش وغالانت وبن غفير وعلى رأسهم كبيرهم الذي علمهم السحر نتنياهو نقول: لقد ارتقيتم مرتقى صعبا باللبناني (طويلة على رقبتكن). لن نهدد كما تفعلون؛ فالثقة بالله ثم ثقتنا برجاله تكفينا والكلمة الفصل للميدان