الثلاثاء - 15 اكتوبر 2024

الخيانة من الداخل: كيف تحول قائد في حزب الله إلى جاسوس للموساد؟!

منذ 3 أسابيع
الثلاثاء - 15 اكتوبر 2024

موسى الموسوي ||

 


:2024/09/21

يوم أمس كنت مع صديق لي نتحدث عن الضربات الموجعة التي نالت من قيادات حزب الله ضربة تلو الضربة، وتأخر الرد لحزب الله على العدوان الإسرائيلي وصفته بأنه ” الصمت الاستراتيجي “. ولكن صديقي أصر أن هناك عاملًا آخر وهو ” الخيانة “. وهنا أذكر لكم في هذا المقال قصة خيانة أخطر قيادي في حزب الله، محمد شوربة، الذي تحول بشكل مثير للدهشة إلى عميل للموساد الإسرائيلي.

كيف قدم الموساد “طعم” شوربه للحزب ليرتقي إلى أعلى المناصب: في يوليو 2012، أقدم الموساد على تنفيذ خطوة استراتيجية بالغة الدهاء لتعزيز مكانة محمد شوربة داخل حزب الله. الحادثة التي وقعت في بورغاس، بلغاريا، حيث تم تفجير حافلة مما أدى إلى مقتل خمسة إسرائيليين وسائق بلغاري، كانت مخططة بعلم الموساد الإسرائيلي. هذه العملية، رغم الضرر الذي لحق بإسرائيل، قصد بها إظهار شوربة كفعال وقادر على تنفيذ عمليات معقدة وبعيدة المدى، مما ساعده على تسلق سلم القيادة داخل الحزب.

التفاصيل: تم تجنيد شوربة من قبل الموساد في عام 2007، وقدم لهم معلومات حساسة حتى عام 2014، عندما تم كشفه واعتقاله من قبل حزب الله. شوربة كان عضوًا في الوحدة 910، المسؤولة عن تنفيذ العمليات الخارجية، مما سهّل له الوصول إلى معلومات على درجة عالية من السرية، بما في ذلك خطط وتفاصيل العمليات الخارجية.

أهمية شوربة داخل الحزب: شوربة، بفضل موقعه داخل الوحدة، كان له دور محوري في تنسيق العمليات الخارجية وترتيب لوجستيات الهجمات، مما جعل منه عنصرًا فعالًا ومؤثرًا في تنظيم الحزب. هذا الموقع المتقدم جعله أيضًا هدفًا ثمينًا للموساد.

التأثيرات الاستراتيجية لتجنيد شوربة: خيانة شوربة لم تكن فقط صفعة للأمن الداخلي لحزب الله، بل أيضًا عرضت الحزب للخطر على مستويات عدة. إحباط العمليات وتسريب المعلومات قلب موازين القوى وأثر على تنفيذ مهام حاسمة كانت مخطط لها في الخارج.

الخاتمة: تبقى قصة محمد شوربة محط أنظار ونقاش، كما تُظهر المخاطر التي تواجه الجماعات المسلحة من الخيانة الداخلية. هذه الحادثة مثال حي على كيف يمكن للعملاء المزدوجين تغيير مسار الصراعات الجيوسياسية، وكيف أن الخيانة قد تأتي من أقرب الأماكن غير المتوقعة، مع عواقبها البعيدة المدى.