الأحد - 06 اكتوبر 2024
الأحد - 06 اكتوبر 2024

سعد الزبيدي ||


كاتب ومحلل سياسي

ما يجري منذ ما بقار عام من إبادة في غزة من الهجمات التترية وهذا الهجوم الغير مسبوق في لبنان وهذا التصعيد الخطير من استهداف لأعضاء حزب الله مدنيين وعسكريين سيفضي إلى اجتياح لا شك قريب للجنوب في ظل صمت دولي وجبن عربي وكأن الذي يحدث لا يطال أخوة لنا في الدين وفي القومية حتى بات الأمر لا يعيننا لا من قريب ولا من بعيد حتى استفحل الكيان الصهيوني وصار ماردا يغتال كل من تسول له نفسه في نصرة المظلومين ولو بكلمة في فلسطين المحتلة.

ماهي إلا أيام معدودة وتدخل الحرب في غزة عامها الثاني والعرب في سبات نيام في العسل وكل المجازر والانتهاكات التي حدثت والأحداث المروعة ما حركت الضمير العربي ولا أيقظته من غفلته وكأن الدم العربي قد تجمد في عروقه. ونحن لا نريد أن نزعج مسامعنا ونكدر خزاطرنا في رؤية الموت والدمار وننغمس في التفاهة حد الثمالة فرونالدو والدوريات الإنگليزية والاسبانية ونتائج المباريات هو شغلنا الشاغل ومتابعة تافهي التكتك غاية أهتمانا ولسان حالنا يقول

:- كلا لفلسطين كلا للبنان.

سيباد الجنوب كما أبيدت غزة وما لنا إلا أن نتفرج عبر الشاشات على أمة تنتهك ويقتل شعبها من الوريد إلى الوريد بمباركة أمريكية وغربية وهي غائة الوعي بشتى انواع الأيفون والمخدرات الحقيقية الفكرية .

كيف لنا أن نواجه هذه الترسانة المتطورة التي وقعت بيد العدو الصهيوني فرغم كثرتنا ونحن كزبد البحر وقلتهم وهم لا يتعدون عشر عديدنا في مشارق الأرض ومغاربها إلا أننا نقف عاجزين.

ماذا لو قطع الأعراب النفط عن السوق العالمية في أول من معركة طوفان الأقصى حتى يصل سعر البرميل من النفط إلى خمس مائة دولار؟!

ساعتها سيقف العالم أجمع ضد الحرب ويوفقها.

ماذا لو امتنع العرب والمسلمون عن استيراد منتجات أبل ومايكروسفت وكل انواع السيارات الأمريكية ماذا لو قاطعنا الصادرات الأمريكية وكل المنتجات الغربية التي تدعم الكيان الصهيوني؟!

لن تمر أيام على أعلاننا عن نية المقاطعة حتى تضع الحرب أوزارها لكنه الخوف والجبن الذي أبتلى الله به حكام العرب والمسلمين إلا ما رحم ربي.

الكون مبني على علاقات اقتصادية واستغلال هذه العلاقات في مصلحة القضية الفلسطينية هو الحل الأمثل لدينا تجربة سابقة حينما قطع الدول العربية النفط في حرب تشرين 1973 ارتفعت الأسعار بشكل مهول وتوقف المصانع في أمريكا وهاجت الشعوب وخرجت عن بكرة أبيها داعية لوقف الحرب. لكن أين هم قادة الأمة؟!

أنهم مثقلون بهموم لا أول ولا آخر حيث الفساد ينخر جسد هذه الأمة والبيروقراطية وبطالة مقنعة وفقر وجهل وجيوش العاطلين وانتشار للمخدرات والفساد الأخلاقي ودول لا تعي من إدارة الدولة في شيء فكل قراراتنا ارتجالية وغير مدروسة ولا نمتلك خطط حقيقية لإدارة الثروات والطاقات وخطط استراتيجية للمستقبل ومع توفر كل الثروات الطبيعية والبشرية التي لا نحسن استغلالها ونكون سببا في تبذيرها والتفريط فيها نصبح بيئة طاردة لكل المواهب والخبرات.

ومع كل هذا الفوضى تبرز التفاهات وينحسر دور المثقف الواعي ويهمش حتى يجد نفسه غريبا عن المجتمع.

حل المواجهة بأيدينا يا سادة فنحن لسنا بحاجة للسلاح قدر حاجتنا نتعلم ماهية السلاح وكيف يعمل وآلية عمله تصنيعه نحن بحاجة إلى رفع مستوى الوعي والثقافة في شعوبنا لنستطيع مواجهة أي خطر يحدق بنا نحن بحاجة إلى نضع الرجل المناسب في المكان المناسب نحن بحاجة لثورة فكرية وإدارية في المناهج وفي المدارس والجامعات لنصبح أمة تأكل مما تزرع وتستهلك ما تصنع وتدافع عن أرضها وسماءها بسلاح تصنعه من ألالف للياء بيدها لا تستورده ولا تقلده.

كم لدينا من طاقات جبارة ومواهب مدفونة بحاجة لرهايتها !

كم مخترع يلعن الساعة التي ولد فيها بين أحضان تلك الأمة التي تغتال مواهبها !
إذا لم ندرك حجم ما يحيط بنا من مكائد ومصائب ومخططات نندم ولات ساعة مندم.
ونردد بحسرة بعد فوات الأوان وبعد أن يجتاح العدو الصهيوني لبنان :- أكلت يوم أكل الثور الأبيض.