سيتحقق النصر عندما تتوفر شروطه ومقوماته..!
مانع الزاملي ||
النصر يعني الظفر والغلبة على الخصم ، بالفوز على الأعداء في المعارك والحروب
يطلق على الفائز اسم منتصر أما العكس فهو الهزيمة والخاسر مهزوم.وفي معركتنا مع الاعداء دروس واستعدادات ووسائل لابد من توفيرها لكي تفيض علينا السماء النصر والغلبة ،
لاينبغي ان نفكر بطريقة ان الله سينصرنا لأننا اصحاب حق ونقاتل من اجل قضية عادلة ،رغم ان هذا التفكير سليم وايماني ، لكن هناك شروط ومقومات جعلها الله في الكون والخلق والتي اصطلح عليها بنظام العلية ،
اي ان لكل حدث او قضية لابد من وجود سبب حصولها ، وقرنها الله مع كل امر ذكره في القرآن المجيد في مواقع كثيرة ، فالسماء لاتجامل احد بحيث تمنح نصرا مجانيا ، لان خالق النصر خلق مبررات حدوثه ،
نحن نعلم ان النبي صلى الله عليه وآله احب الخلق اليه ، وبعثه لتبليغ الاسلام وكلفه بتكاليف شاقة ولابد ان يقوم بها شخصيا اتلومعي قوله تعالى (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا﴾ الله هنا حدد القتال على النبي شخصيا واشراك المؤمنين يأتي في المرتبة الثانية بمعنى تهيئة مقومات الفوز محصورة بمشاركة المؤمنين في القتال وهذا مصداق واضح انه لابد من توفير الاسباب التي تفضي الى الغلبة ،
نحن من خلال السيرة النبوية ومطالعة حوادث التاريخ ان النصر لم يكن دوما بمعجزة الهية! بل ترك اللهً الجهد البشري والتخطيط لقيادة المعركة من واجبات النبي واركان حربه كما يقال بلغة العصر ،
ووعده بالامداد الالهي ان عجز رغم الاستعداد الممكن من النصر (بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ) فصبروا يوم بدر فاتقوا فأمدهم الله بخمسة آلاف كما وعدهم ،
في بدر كانت اعداد المؤمنين من القلة لاتتناسب مع العدو وعدته ورجاله ووسائل حربه وخيوله ،وبلغ عدد المشركين في غزوة بدر 1000 مقاتل، مقابل 313 مقاتلا من المسلمين، ان رجال العدو كانوا ثلاثة اضعاف قوة المسلمين ، وأمدهم الله بمدد من الملائكة كما جاء في قولة تعالى: “وَلَقَدْ نَصَّرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ) الامداد جاء نتيجة صدق المؤمنين وعجزهم عن توفير كل مقومات النصر لذلك تدخلت السماء !
اما في احد عدد المشركين يوم أحد ما يقارب ثلاثة آلاف مقاتل و200 فارس؟كان عدد المسلمين في هذه الغزوة سبعمئة مقاتل وبخطة محكمة والرسول صلوات الله وسلامه عليه هو قائد المعركة بنفسه وبشائر النصر لاحت وحصلت مقتلة عظيمة بجيش الكفر لكنه حدثت الخسارة لماذا ؟
لان البعض وطمعا في الغنائم خالفوا قول واوامر الرسول وتركوا الجبل مما وفر فرصة للعدو ان يلتف عليهم ويكسب المعركة وفقد جيش المسلمين خيرة قادتهم وعلى رأسهم حمزة عم النبي •
حمزة بن عبد المطلب
• الحارث بن عقبة
• خنيس بن حذافة
• شماس بن عثمان
• عبد الله بن جحش
• مصعب بن عمير
ووهب بن قابوس !
كل هذه الخسارة سببها عدم التمسك بالاوامر التي هي قمة هرم مقومات النصر ! ومعركتنا الحالية مع العدو ال ص ه ي و ن ي ، تجري دون ان يكون اي تكافؤ بين القوتين،
ولهذا السبب نرى المرجفين يبثون الاشاعات والدعايات التي تقلل من عزيمة المقاومين الابطال ! ناسين ان الله جلت قدرته اذا رأى صدق واصرار المقاومين سينزل عليهم النصر ، ولاينبغي ان يقول قائل كيف والعدو يمتلك القوة الالكترونية ويضرب مثلا لما حصل من اعتداء عن طريق تفجير اجهزة اتصال البيجر pager /beeper !
المتلقي البسيط قد يصدق لما يرى (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا ترجون) ناسيا ان ماتعرض له العدو طيلة فترة الطوفان من خسائر مادية ومعنوية واستخبارية لايمكن احصاءها او تحديد مديات ضررها على وضع العدو الامني في كل مكان يعيشها مرتزقته!
نعم السعي للحصول على السلاح ومقابلة العدو بالضد النوعي امر واجب ويقيني ان قادة المقاومة غير غافلين عنه لكن الكشف عن تفاصيله ربما لايخدم سياق وامنية المعركة وربما الايام سترينا ما نجهله !
سنة الله في خلقه تتلخص في نظرية ( ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ) وهذا وعد صدق لكن بشرط الاخلاص والسعي لدرجة ان يصل الحال الى ( ام حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله.
الا ان نصر الله قريب عندها سنسمع البشارة بقوله ( إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب ) والباطل له جولة وللحق دولة ، والنصر للمقاومين الثابتين الصابرين ان شاء الله .