الاقليم عنصر قوه للعراق..فلا تجعلوه مصدر ضعف..!
حسن درباش العامري ||
كان جدي رحمه الله تعالى ،كثيرا مايردد قول (ان النمله عندما يعطيها الله الاجنحه ليس حبا فيها ،وانما كي تطير ويأكلها العصفور ..ورزقكم في السماء وما تعلمون…)
الحقيقه انا لا ادري لماذا اتذكر هذا الحديث كلما سمعت من يتكلم عن تسليم اقليم كردستان العراق بمدافع بعيدة المدى متطوره يمكن التحكم بها عن طريق اشعة الليزر وصلت من الولايات المتحده الامريكيه منذ زمن حكومة السيد العبادي، لتعزيز ترسانة الاسلحه لدى الاقليم بعد تسلمه لشحنات الاسلحه الالمانيه وغيرها .
كانت قد سلمتها حكومة السيد محمد السوداني للاقليم مؤخرا في حين رفضت جميع الحكومات المتعاقبه تسليمها لهم بسبب المحافظه على توازنات القوه بين المركز والمحافظات والاقاليم و وجود سوابق للتصادم بين الجيش العراقي ومايسمى بحرس الاقليم البيشمركه،وبسبب وجود الروح الانفصاليه المصرح بها في كل مناسبه، لدى قادة الاقليم وفي مقدمتهم قيادات الحزب الحاكم في اربيل ،
كذلك دائما ماتكون هنالك خلافات متجدده بين الاقليم والمركز حول مايسمى بالمناطق المتنازع عليها والتي تطالب حكومة الاقليم بضمها لها، وفي مقدمتها محافظة كركوك وماتعنيه كركوك من كونها منطقة تعايش لجميع الاطياف العراقيه وكونها المنطقه الغنيه بالنفط ويمثل انتاجها رقما صعبا في معادله التصدير النفطي والذي يمثل ركيزه مهمه لاقتصاد البلد وللموازنه السنويه للعراق.
كثيرا ماسمعنا تصريحات من مسؤولين اكراد يؤكدون بأن كركوك هي حجر الزاويه لعمليه انفصال الشمال عن العراق، كما رأينا محاولات لادخال كركوك في الاستفتاء الذي دعت له حكومة الاقليم وكذلك ماحدث في عام ٢٠١٧ ايام حكومة العبادي ٢٠١٤-٢٠١٨
واستهداف قوات البيشمركه للجيش العراقي الذي راح ضحيته عدد من الشهداء من الجيش العراقي.كما ان قوات البيشمركه قوات غير تابعه فعليا لسلطة القائد العام للقوات المسلحه وان اتباعها مجرد اتباعا صوريا ،
وان القياده العسكريه في العراق لاتملك اصدار الاوامر لعناصر البيشمركه وهذا امر معروف. كما ان اسباب الخلاف بين الاقليم والمركز متجدده مع اي مناقشه للموازنه السنويه للعراق و ان قضية تسليم عائدات النفط المصدر من الاقليم هي ايضا محل خلاف دائمي كما ان عمليات التهريب للنفط عن طريق الانابيب او عن طريق الصهاريج باتجاه ايران وتركيا مستمره مع عدم استطاعة الحكومه المركزيه السيطره عليها .مع اعتراض الدول المجاوره للعراق حول وجود قواعد معاديه لها في الاقليم خلافا للرغبه العراقيه كوجود معاقل حزب العمال الكردي المعارض لتركيا ووجود قواعد استخباريه اسرائيليه كما تؤكد ايران ذلك حينما قامت بأستهدافها مؤخرا.
مع استمرار الدفع الصهيوامريكي لابقاء الاقليم مصدر عدم استقرار في العراق.
من هنا نجد ان اسباب الصدام متوفره وقد تحدث في اي وقت اذا ما جاءت حكومه مركزيه قويه تحاول تنظيم البلاد وفق التقيد بالقوانين التنظيميه دون مجاملات او مهادنات تجعل القوات المسلحه في اي بقعه في العراق تحت امرتها ،هنا سيقع الصدام الحتمي بسبب مانعرفه من ميول حكومة الاقليم المعلنه .
وحينها ربما ستكون تلك الاسلحه موجهه لصدور العراقيين دون غيرهم وسيتحمل مسؤوليتها الجهه التي زودتهم بها لاننا نعرف بأن اي صدام خارجي يمكن استخدام تلك الاسلحه فيه سيكون مستحيلا وفي حالة تحققه سيجر العراق الى مأزق خطير،
ويعتبر تسليم البيشمركه اسلحه ثقيله هي بمثابة تشجيع لهم وتقويتهم على حساب قوات المركز وهذا امر خاطئ ترتكبه ،كما ان للحكومه المركزيه حق ادارة العلاقات الخارجيه مع الدول وفي حالة وجود صدام مع اي دولة ما يمكن حينها تقدير الموقف من قبل الحكومه المركزيه وتزويد القوات العراقيه بما فيها قوات البيشمركه بالسلاح وحسب متطلبات ادارة الصراع .
اذا سوف لن يكون هنالك مجال لاستخدام تلك الاسلحه الا من خلال الصراعات الداخليه التي نعمل جميعا لحلها بطرق الحوار والسلميه وهنا لاتدع مجال لان تمتلك اربيل اسلحه بهذا المستوى ….
كاتب ومحلل سياسي
عضو الرابطه الدوليه للكتاب والخبراء السياسيين