صبرا أهل غزة..!
أمين السكافي (لبنان-صيدا) ||
صبرا أهل غزة، فإن موعدكم الشهادة والجنة. صبرا على شلال الدم المسفوك منذ السنة، صبرا على فقد الأحبة والأهل والأقارب،
صبرا على الحقد والكراهية. صبرا أهل غزة، فإنما النصر صبر ساعة.
لقد تشتت تركيز الناس ما بينكم وبين جنوب لبنان، ولكنكم أصل القضية وجذورها. فالبداية كانت من غزة والنهاية ستكون في غزة، لأن غزة لديها الكلمة الفصل ونهاية المطاف،
هي المتصلة أبداً بالسماء. غزة اليوم وكل يوم على موعد مع الموت، الموت لا يفارق غزة وكأنه أصبح توأمها، ولا يحلو له تركها بل باقٍ معها حتى يفنيها أو تسترده السماء. غزة كيوم إبراهيم مع نار النمرود، فهي تبحث عن بردها وسلامها.
كل شيء توقعته غزة إلا طعن الأخوة الغادر من مصر والأردن. تركوها جائعة وعطشى وعريانة لا تجد ما تستر به نفسها. لا نقول لكم حاربوا أو قاتلوا أو دافعوا عن غزة،
لكن ونحن على أبواب الشتاء، ألا تستطيعون أن تضغطوا على حليفكم لأجل إدخال ما يشبع بطونهم الخاوية أو يروي ظمأهم أو يستر عوراتهم أو ما قد يدفأهم في ليالي الشتاء الباردة؟ هل حقًا وصل العجز بمصر والأردن والسعودية وقطر وغيرهم أنهم لا يستطيعون أن يدخلوا كيس طحين أو عبوة ماء أو سترة لطفل تقيه برد الشتاء أو بضعة من خيم استعدادًا لهطول الأمطار؟
هل حقًا وصل بنا الحال أن نطلب منكم هذه الأشياء؟ والله أنا أطلبها منكم بكل استحياء: افعلوا شيئًا يحسب لكم أمام الله والبشرية والتاريخ.
من لبنان أكتب وصوت القصف لا يهدأ على محيط عدة بلدات. لم نحصِ الشهداء والجرحى بعد. هذا ثمن كنا نعلم أننا ندفعه لأجل موقفنا من غزة وربط مصيرنا بمصيرها. ولكن إن كان يظن هذا الأحمق أنه بقصفه وصولات وجولات طيرانه سيخيفنا ويجعلنا نتراجع ونترك غزة لمصيرها، فهو واهم حقًا ولم يتعلم من نفسه ومن الآخرين كإيهودا باراك وأولمرت وغيرهم.
الكيان الغاصب حدد هدفين منذ سنة للحرب على غزة وهما كما بات معلومًا: سحق حماس واسترجاع الأسرى. ومع أنه لم يحقق أيًا من الهدفين، أضاف عليهم هدفًا ثالثًا وهو التخلص من خطر حزب الله على الشمال الفلسطيني. وكأنه حسب ما يعتقد إذا استطاع إبعاد المقاومة عن الحدود لقرابة العشرة إلى اثني عشر كيلو،
وكأن حزب الله لا يملك إلا صواريخ كالألعاب النارية لا تستطيع أن تصل إلى مدى أكبر مما يتصور.
أو أن يكثف قصفه البربري الآن على أغلب مناطق بيئة حزب الله لجعلها تتوقف عن إسناد غزة.
وها نحن نقول له: نحن وغزة واحد ولن تستطيع فصلنا أو إرهابنا. بإمكانك أن تقتنع من الآن وتتعلم، وبإمكانك أن تفهم بالطريقة الصعبة التي ستكلفك الكثير من القتل والدمار. فاختر ما شئت فنحن لما تريد جاهزون.