الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

بنهاية المطاف الجلوس على طاولة التفاوض..!

منذ أسبوعين
الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

نعيم الخفاجي ||

شن الحروب وسفك دماء البشر الابرياء، ليس شيء جديد، على تاريخ البشرية، فقد اندلعت حروب بين امبراطوريات، ودارت معارك، لكن بالنهاية لابد أن يجلس المتصارعون على طاولة تفاوض لتوقيع اتفاقيات وقف الحرب والتوصل إلى سلام.

في القرن العشرين وقعت حربين عالميتين خلفتا أكثر من مائة مليون انسان قتيل، وضعف ذلك من الجرحى والمعاقين، لكن الأطراف المنتصرة والخاسرة جلسوا على طاولة تفاوض انهت الحرب، محاولة التنكيل بالطرف الخاسر من غير العرب مضر للأمن العالمي، لأن العرب أمة مهزومة ومنكوحة عبر التاريخ، يعشقون الهزائم، ويتعاونون مع المحتلين والمستعمرين بكرم عربي لامثيل له، الأمم من غير العرب، يرفضون القبول بالحلول الغير منصفة، لذلك الحلفاء بالحرب العالمية الأولى ارتكبوا خطأ، عندما حاولوا تشديد العقوبات على الشعب الألماني، هذا التشدد، ولد شعور شعوبي أعطى زخم قوي لسيطرة التيار القومي النازي الألماني للوصول للحكم، النتيجة وصل الأحمق الدكتاتور هتلر لقيادة ألمانيا وتسبب في وقوع الحرب العالمية الثانية، ودمر أوروبا واليابان ودول جنوب شرق آسيا، وتسبب هتلر في احتلال ألمانيا وتقسيم ألمانيا إلى شرقية وغربية، لكن بعد ضعف المعسكر السوفياتي تم توحيد ألمانيا من جديد، وبعدها تهيكل الاتحاد السوفياتي.

بلا شك يفترض التفكير بالسلم بزمن الحرب، أمر ضروري، لإيجاد طرق وتفاهمات تحفظ دماء المدنيين، مايحدث من حرب دامية منذ مايقارب العام، بعد قيام حماس بتنفيذ غزوة السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣، ولو كان حل الدولتين موجود، لما نفذت منظمة حماس غزوتها، ولما شاهدنا كل هذا الخراب والدمار في غزة والضفة وجنوب لبنان وغيرها.

هناك توجه لدى قادة الدول العربية، إنه لايمكن أن يتم التطبيع مع نتنياهو، بدون القضاء على حماس والجهاد، لذلك نتنياهو استمر طيلة هذه الفترة من الحرب، بطلب من ملوك ورؤساء الدول العربية، الملوك والرؤساء العرب، يعتقدون استئصال حماس والجهاد، يعني بزوغ شمس الحرية التي لاتغيب، عن ربوع الشرق الاوسط والعالم.

هناك حقيقة أن ياسر عرفات ذهب إلى أوسلو واختار خيار السلام وفق حل الدولتين، بسبب وقوف الملوك والرؤساء العرب مع نتنياهو للقضاء على القوى المقاومة في غزة، وبشاعة مناظر قتل الأطفال والنساء العرب الفلسطينيين السُنة، لم يجدوا لهم مناصر سوى القوى الشيعية العربية في جنوب لبنان واليمن والعراق، مطالب هذه القوى الشيعية ليس لازالة إسرائيل وإنما للضغط للعودة إلى وقف إطلاق النار، وعودة الفلسطينيين إلى التفاوض مع الحكومة الإسرائيلية.
مانشاهده خلال الايام الماضية، هناك تصعيد بالحرب على لبنان، شنّت إسرائيل هجوماً كبيراً على وسائل الاتصال، في تفجير آلاف من أجهزة اتصالات مدنية يستخدم بعضها لأغراض عسكرية، هناك شركات تنتج أجهزة تتعاون لتفخيخ الأجهزة، وهذا دليل ان هناك دعم دولي إلى نتنياهو، لذلك مسموح له في عمل مايريد.
رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو، الرجل صريح، أعلن إنه لاحل للدولتين، وبشكل رسمي، القرار صوت عليه الكنيست، وقرارات الكنيست ملزمة، مضاف لذلك نتنياهو أعلن إنه سوف يوسع هجوماته تجاه لبنان، الآن أشاهد الاخبار العاجلة للقصف الجوي الاسرائيلي الذي تنقل صوره قناة الجزيرة بشكل مفصل، خلف أكثر من مائة شهيد وأكثر من اربعمائة جريح خلال صباح هذا اليوم فقط، تصريحات المسؤولين بالحكومة الإسرائيلية إبعاد الخطر عن شمال إسرائيل لإعادة سكانه إليه، اليوم القوى المقاومة في لبنان تملك صواريخ وطيران مسير يصل إلى مسافة مئات الكيلومترات، إقامة إسرائيل منطقة عازلة يكون حل غير نافع، يعني تستمر الصواريخ والطيران المسير يضرب مناطق شاسعة من إسرائيل، ربما بسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، إقامة منطقة عازلة بجنوب لبنان، يكون مفيد، أما الان الوضع مختلف تماما، فمن الأفضل إيقاف إطلاق النار بغزة، في اليوم التالي تنتهي مظاهر التصعيد في جنوب لبنان والبحر الأحمر وسوريا، ويعود الوضع إلى سابق عهده قبل تنفيذ حماس غزوة السابع من اكتوبر، من أطلق تسمية أو مصطلح الغزوة حركة حماس وليس انا، لامفر إلا من خلال إيقاف الحرب والعودة للتفاوض وأحياء حلّ الدولتين، الذي بات منتهي، وزير الداخلية الإسرائيلي وبخبر عاجل عبر قناة الجزيرة طالب في زيادة عدد المستوطنات بالضفة الغربية وبسرعة، الذي يقوم في بناء مستطونات جديدة، لايريد حل الدولتين، بل وليست لديه رغبه، بالتكرم على اعطاء، جزء من الضفة الغربية، وجزء صغير من غزة للفلسطينيين لاقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة إلى جانب دولة إسرائيل، انا أجزم لاسلام إلا بحل الدولتين.
الحرب الحالية على غزة هي الرابعة منذ انفصال منظمة حماس بقطاع غزة عام 2007، عن سلطة السيد الرئيس محمود عباس حفظه الله ورعاه من عيون الحسدة والسحرة هههههه جربت إسرائيل ثلاث حروب بغزة وهذه الرابعة، بالاخير العودة للتفاوض ووقف إطلاق النار، في كل الحروب السابقة سقط آلاف الضحايا، لكن بهذه الحرب الحالية الضحايا وصل ارقام الضحايا إلى أرقام قياسية،.
اتفاق أوسلو عام 1993 ساهم بشكل كبير، في إعطاء هدوءٍ لعدة سنوات، لكن شارون ونتنياهو قالوا لاحل الدولتين، بل تم اغتيال رابين بسبب قبوله في حل الدولتين، وبمقتل رابين انتهى حل الدولتين، الجنرال شارون أعطى قسم حال تسلمه رئاسة الحكومة يبطش في ياسر عرفات، وفعلا عندما تسلم شارون منصب رئاسة الوزراء قام بتنفيذ وعده، وقام بمسخ واذلال عرفات وحول قصر عرفات الرئاسي إلى زريبة حيوانات، وبالاخير دس إليه سم من خلال شخصية فلسطينية مقابل وعد شفهي ليصبح رئيس فلسطين بعد عرفات، لكن هذا لم يتم، بل تم تنصيب محمود عباس ابو مازن رئيسا للجمهورية الفلسطينية ههههه، التنكر للحلّ السياسي السلمي، بعد كل هذه السنوات الطوال، من المفاوضاتٍ والتفاهمات، والاستمرار في عمليات الاعتقالات، وقمع المتظاهرين الفلسطينيين، كان ذلك، اساس لنشوب الصراع والحروب المتكررة، وللأسف بسبب عمليات القتل المبرح في أطفال غزة، دفع قوى شيعية عربية في لبنان واليمن والعراق للدخول بالصراع لإيقاف عمليات قتل أطفال ونساء شعب غزة العربي السُني، مشاركة القوى الشيعية بالحرب أدى إلى تصعيد في الوضع السياسي في لبنان وسوريا واليمن، القادة العرب فاشلين بالحرب والسلام، ذهبوا للتطبيع بحجة إقامة دولة فلسطينية، لكن للأسف هذا التطبيع المجاني لم يحفز نتنياهو للقبول بحل الدولتين ويخلصنا من عدم استقرار الأوضاع بالشرق الاوسط، الملوك والرؤساء العرب في اجتماعاتهم قالوا خيار السلام أصبح خيار القادة العرب الأول والاخير، اذا كان الزعماء العرب تبنوا خيار السلام فمتى نتنياهو يعطي للفلسطينيبن ولو جزء قليل من الضفة والقطاع للفلسطينيين لكي يقيموا دولتهم ونخلص من عدم وجود دولة فلسطينية.

لا استقرار في فلسطين والشرق الاوسط إلاّ بالعودة إلى اتفاقية أوسلو وإعطاء الفلسطينيبن دولتهم حتى يارفاقي الاعزاء، لو على أرض صغيرة من الضفة الغربية تلحق في الأردن، وجزء صغير من غزة تلحق في سيناء بمصر، دول الخليج تمول حروب الناتو الباردة والساخنة، يمكنهم اعطاء أموال إلى الأردن ومصر ويكفونا شرهم، ويخلصونا من هذا الصراع، ومن سفاهاتهم وسفالاتهم. الاعلامي الفلسطيني وضاح خنفر والذي شغل منصب مدير قناة الجزيرة سابقا، تحدث في مقطع فيديو، بمنصة توم توك، إنه شاهد والتقى في وفد عراقي عربي سُني في مصر اجتمع مع قادة إسرائيليين، واتفقوا على نقل مليون فلسطيني من الضفة الغربية إلى محافظة الانبار العراقية مقابل دعم العرب البعثيين العراقيين السنة بالحصول على دولة أو إقليم بغرب العراق، هذا كلام إعلامي وسياسي فلسطيني اسمه وضاح خنفر، وقال خنفر أن رئيس الوفد العراقي العربي السني، شخصية عربية عراقية سنية رسمية معروفة.
مع خالص التحية والتقدير

نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي مستقل.
23/9/2024