الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

شهيد آل أمّهز، من جبل لبنان إلى البقاع: عنوان التعايش والتضحيات الوطنية

منذ أسبوعين
الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

ناجي أمّهز ||

مبارك لآل أمّهز هذا الفخار هذا الكرم الالهي، انه اختار منا الشهداء، لنكون شهداء على حقبة زمنية اننا شاركنا في الدفاع عن المعذبين في فلسطين، عن لبنان ودوره الرائد في الانسانية وحقوق الانسان.

منذ صغري، وعندما كنت أصعد إلى قرية “نبحا”، كنا نلعب بما توفر من الألعاب في تلك الحقبة قبل عقود. وكان، عندما يتصرف أحدنا “بمكر” في اللعب، نذهب إلى باحة الكنيسة في نبحا لنقسم أن الأمر لم يحدث أو حدث، حيث كنا نظن أن من يكذب في الكنيسة سيحاسبه الله فوراً.

صورة نبحا الممتدة حتى آخر سلسلة جبال لبنان الشرقية، مع هوائها العليل الذي ينعش الروح، وخاصةً عندما تسمع الأذان من مسجد القرية عند الغروب، مشاهد لا تفارق ذاكرتي. ما زلت أذكر تلك الجمعة في ساحة القرية، حيث يجتمع الجميع بزيهم التقليدي، فلا تستطيع التمييز بين أبو علي وأبو إلياس، لا بالشكل ولا باللهجة، وكل واحد يمارس شعائره كما يشاء.

من المعروف أنه حيثما وجد الشيعة، وجد المسيحيون، وخاصةً الموارنة. ولكن ما يميز آل أمّهز أن وجودهم مرتبط دائماً بالمسيحيين؛ حيثما وُجدوا، وُجد آل أمّهز، والعكس صحيح، من جبيل مروراً بالمتن وصولاً إلى نبحا في البقاع.

بالأمس، قدم آل أمّهز ابنهم الشهيد حسين علي أمّهز الذي ارتقى شهيداً أثناء مواجهة العدو الإسرائيلي. وما هي إلا ساعات حتى قدمت العائلة شهيداً آخر، حسين أسعد أمّهز. وكان قد سبق للعائلة أن قدمت كوكبة من الشهداء على محراب الوطن، سواء في محاربة الإرهاب التكفيري أو في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

آل أمّهز، منذ نشوء لبنان الكبير، هم أبناء لبنان الأوفياء، باعتدالهم ووطنيتهم وتعايشهم مع بقية الطوائف، ولم يبخلوا يوماً في الدفاع عن الوطن.

نحن، آل أمّهز، نفتخر بما نقدمه على مذبح الوطن، من أجل لبنان ومن أجل الإنسانية. واننا بايعنا المقاومة وسيدها، وربما نحن العائلة الوحيدة التي لم تسعَ يوما وراء المناصب أو تبيع مواقفها. نفوسنا أبية وعزيزة، نحترم الإجماع الوطني والطائفي.