أمة المليار نائم و…عميل..!
إنتصار الماهود ||
بدأ الطوفان في السابع من أكتوبر الماضي ولازال مستمرا، حرب شنتها المقاومة الفلسطينية الرافضة للإحتلال الصهيوني وعازمة على إنهاء وجوده، حرب كان من المفترض أن جميع من يحمل دما في عروقه ويدعي العروبة والإسلام أن يساندهم، ولو بالكلام وهذا أضعف الإيمان.
لم يكن للدول العربية موقف ثابت تجاه القضية الفلسطينية، منذ بدايتها سوى القلق والإعراب عن مخاوفهم من إتساع رقعة الصراع، وكانت الحكومات العربية العميلة تأخذ جانب الحياد بهذه القضية.
لقد عرّت معركة الطوفان زيفهم وكشفت معدنهم، وشاهدنا مواقف تلك الحكومات تجاه الآلاف من الشهداء و الجرحى، فهي لم تكتفي بالسكوت عن المجازر الصهيونية تجاه أهلنا في غزة، بل كان لها مواقف مخزية في عرقلة المساعدات الإنسانيّة لفلسطين عبر أراضيها.
رغم ذلك فلسطين لم تكن وحيدة أبدا رغم خذلان الأعراب، فقد كانت دور محور الممانعة الشيعية مساندا وداعما بكل ما تستطيع تلك الدول، وأعلنت عن موقفها الصريح في دعم العمليات العسكرية للمقاومة، وفتح أكثر من جبهة ضد الكيان في لبنان والعراق واليمن و سوريا دون خوف من أي عواقب مترتبة على ذلك الدعم، والتي ستتعرض له من أمريكا وتوابعها، فوحدة القرار لدى دول محور الممانعة الشيعية أكسبتها قوة لا تقهر، وهي متهيأة لأي رد فعل صادر من الكيان على ضرباتها له.
لقد حققت دول محور الممانعة ضربات موجعة في العمق الصهيوني كبّدته خسائر كبيرة،
وربما الجبهة الأخطر والتي إستشعر الكيان بضرورة تحييدها هي جبهة شمال فلسطين، بسبب الإستهداف المتكرر من قبل مقاتلي حزب الله لهم، مما دفع الكيان الغاصب لشن ضربات إستباقية على أهداف داخل جنوب لبنان تسببت بخسائر بشرية ومادية، وآخرها كان الهجوم السيبراني بأجهزة إتصال البيجير.
وقد كشف هذا الهجوم عن خسة ودناءة العرب المتصهينين وكمية التشفي والحقد والشماتة بلبنان، وما حدث لأهلها وتأييدهم العلني للضربات الصهيونية ضد المقاومة.
لقد نوهتُ في مقال سابق أن الحرب ستتسع بمحور شمال فلسطين كونه الأقرب جغرافيا، والتهديد الأقوى لقواعد الإشتباك في الحرب، لذلك إتبع الكيان سياسة الرد الإستباقي لتحييد القوة العسكرية لحزب الله وإتباع أساليب غير تقليدية لتغيير المعادلة في الحرب، والتي كانت لصالح حزب الله أولاً،
حيث قام بإستهداف منازل المدنيين والتي أوقعت شهداء وجرحى ونازحين من مناطقهم خوفا من القصف الصهيوني، وسط تردد دولي و عنجهية أمريكية و صهيونية.
كارثة إنسانية حلت في لبنان والسبب هو موقفها الداعم للقضية الفلسطينية وعدم التخلي عنها، وهذه هي روح المقاومة التي تربى عليها هذا الشعب وليس فقط شيعة جنوبهم، بل حتى المسيح و السنة هناك نراهم يساندون وبشدة قرارات سيد الجنوب حسن نصر الله، وموقفه من القضية المصيرية للشعب الفلسطيني.
”عكس ربعنا جماعة شعليه، ومعليه، وشيدخل بجيبي وخل نعيش، يمن خمام خمكم وخم عروبتكم وإسلامكم المزيف “.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم).
نحن لن نترك لبنان وسيد العراق موجود، ها قد قال قوله كما فعلها إبن الزهراء عليها السلام ، ذلك المرجع الصامت الذي يسكن في أزقة النجف العتيقة، تماما كما فعلها سابقا في عام 2014 حين أعلن عن فتوى الجهاد الكفائي للدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات، ضد إرهاب داعش ومن يدعمه وخرج الآلاف من الرجال شيبا وشبابا للدفاع عن الوطن، بكلمة منه أفشل أعتى مخطط إرهابي يستهدف وحدة البلاد.
ها نحن نراه اليوم يصدر كلمته من جديد يحث المؤمنين على بذل كل جهد ممكن لوقف العدوان الهمجي المستمر، وحماية الشعب اللبنانى والمساهمة بتخفيف معاناته وتأمين إحتياجاته الإنسانية، ”شخبار، مفتي السعودية ومفتى الأزهر نايمين گاعدين؟!“.
وما هي الإساعات قليلة لترى الواقع والمواقع تضج بتشكيل فرق وحملات تطوعية إنسانية لإغاثة شعب لبنان الأبي، وأولهم جند الفتوى وفرسان المرجعية (أبطال الحشد الشعبي)، والتنسيق بين هذه المجاميع المتطوعة لإغاثة أهلنا في لبنان بكل ما تستطيع الغيرة العراقية أن تجود به.
ليس الكرم والإيثار بغريب على العراقي فهو تربية الحسين والعباس عليهما السلام ويتبع نهجهما، وهذا الموقف ليس غريبا على سماحة المرجع آية الله علي الحسيني السيستاني دام ظله، في نصرة وإغاثة المسلمين في كل بقاع الأرض، رجل واحد بكلمة منه و موقف واحد عادل موقف مليار و نصف مليار ممن يدعون الإسلام والإسلام منهم براء.