التصعيد على لبنان الى أين؟!
✍ماجد الشويلي ||
2024/9/23
من غير المستبعد أن (النتن ياهو ) يهدف من وراء هذا التصعيد على لبنان الى نقل ملف الحرب إلى مجلس الأمن أو على الأقل ملف الحرب على لبنان لإستحصال قرار أممي متفق عليه و ملزم بإيقاف الحرب وإيكال مهمة صياغة الشكل النهائي لتعليمات هذا القرار إلى اللجان الأممية المختصة.
عندها سيتدخل الفاعل الدولي الأمريكي للعمل على تفعيل القرار 1701 مع بعض التعديلات واللمسات لإعادة حزب الله إلى ما وراء الليطاني .
هذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على أن (النتن ياهو ) أسقط ما في أيديه . وهو يدرك جيدا أن ترسانة حزب الله وحدها قادرة على قلب المعادلة في الداخل الإسرائيلي، كيف إذا انضمت لها الجبهات الخمس الأخرى ( إيران ،والعراق ،وسوريا ،واليمن، وغزة)
كما أنه يدرك جيداً أن هذا المسعى لن يثني حزب الله عن اسناد غزة ولن يفك ارتابطه بالمقاومة الفلسطينية مهما حصل الا أنه طوق نجاته الأخير .
أما بقية الخيارات الأخرى فكلها محكومة بالفشل والخسارة ، بل هي رهينة المصير المجهول الذي سوف يذهب إليه ليس وحده فحسب وإنما كيانه الغاصب معه.
المهم في هذه اللحظات الحساسة أننا بكل الأحوال وبأي شكل من الاشكال سوف تنتهي عليه هذه الحرب ، سنكون أمام استحقاق دولي استثنائي يفرض على الجميع إعادة تموضعاته السياسية والأمنية والعسكرية خاصة في منطقتنا هذه .
هذه التموضعات ستشكل خارطة (غرب آسيا) بصياغة جديدة قد تنتهي على وقعها تموضعات وتحالفات سياسية واقتصادية وأمنية قائمة حاليا .
وستنشأ على أعقابها تحالفات وتفاهمات جديدة !
هذا هو الاستحقاق الذي تنتظره المنطقة سواء كان عبر الحرب الشاملة أو عبر تداعياتها الحالية الخطيرة.
بكل الأحوال أن ما حدث لم يكن بالأمر الهين ، وأن ما سيحدث بعده أكبر بكثير حتى وإن لم يكن تحت وطأة نيران الحرب الشاملة كما أسلفنا .
العراق سوف يكون معني بشكل كبير ومباشر بضرورة إعادة تموضعه السياسي والاقتصادي والأمني،
ولعلها فرصة سانحة لإعادة ترجيح الوجهة الشرقية ، وتلافي ما يمكن أن ينجم عن استرساله بالتوجه نحو المحور الغربي في الفترة القريبة الماضية، أو على الأقل أن العراق سيكون أمام مندوحة وإن كانت ساخنة بعض الشئ لكنها صالحة لترسيخ دعامات مكانته الدولية بالنحو الذي ينبغي أن يكون هو فيه لا بالنحو الذي يريده الآخرون له .
ينبغي أن يكون هناك استعداد لاحتمالية تفجير الوضع في الداخل ، واستعداد لمواجهة تنظيمات داعش ، أو مواجهة تناقضات الوضع الأمني شمالا.
مع إعادة تقييم القدرات العسكرية للقوات المسلحة العراقية بكل صنوفها بشكل عاجل علما أننا ندرك جيدا ومن خلال البيانات الرسمية عمق الهوة والتفاوت بين قدرات الجيش العراقي والجيش التركي فكيف باسرائيل وأمريكا ؟.
بل لربما وبعد حصول إقليم كردستان على مدافع (هاوتزر ) من قبل وزارة الدفاع الأمريكية فإننا الآن أمام تفوق كوردي نسبي على الأقل في هذا المضمار .
هذه الاستحقاقات وغيرها ستلقى بظلالها على الواقع العراقي ، الأمر الذي يستلزم الشروع بمعالجة الوضع ملياً والتهيؤ للمفاجآت والتحولات القادمة !