المعركة لم تبدأ بعد..!
أمين السكافي (لبنان-صيدا) ||
بسم الله الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الأول قبل الإنشاء والإحياء والآخر بعد فناء الأشياء، العليم الذي لا ينسى من ذكره ولا ينقص من شكره ولا يخيب من دعاه ولا يقطع رجاء من رجاه.
اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيدًا، وأشهد جميع ملائكتك وسكان سماواتك وحملة عرشك، ومن بعثت من أنبيائك ورسلك، وأنشأت من أصناف خلقك، أني أشهد أنَّك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ولا عديل ولا خلف لقولك ولا تبديل،
وأنَّ محمدًا صلى الله عليه وآله عبدك ورسولك أدى ما حملته إلى العباد وجاهد في الله عز وجل حق الجهاد، وأنَّه بشَّر بما هو حق من الثواب، وأنذر بما هو صدق من العقاب.
اللهم ثبِّتني على دينك ما أحييتني، ولا تزيغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنَّك أنت الوهاب. صلِّ على محمد وعلى آل محمد، واجعلني من أتباعه وشيعته، واحشرني في زمرته، ووفقني لأداء فرض الجمعات وما أوجبتَ عليَّ فيها من الطاعات وقسمتَ لأهلها من العطاء في يوم الجزاء.
ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة وبين الذلة، وهيهات منا الذلة. يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون. هذا اليوم يوم الثبات على نصرة أبي عبدالله الحسين. هذا اليوم هو يوم الخندق حين خرج مع علي الحق كله للشرك كله.
فمن ينتصر ينتصر أبد الدهر. هذا اليوم يوم تصان الحرمات ولا تسبى النساء كزينب ورقية والرباب وأم كلثوم. هذا اليوم هو الثبات على فكر وتعاليم محمد وعلي والحسين عليهم السلام. هذا اليوم يوم أن نفوز فوزًا عظيمًا ببقائنا على خط الحسين.
هذا اليوم يوم الوفاء لغزة وفلسطين، كل فلسطين. هذا اليوم يوم كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ. هذا اليوم يوم وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا. هذا يوم حزب الله كما جاء في كتابه المقدس: (وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ).
هذا يوم غزة المصابة بدموع وآلام ودماء عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى. هذا يوم عامل وأدهم خنجر وعبدالحسين شرف الدين وموسى الصدر. هذا يوم الشيخ راغب والسيد عباس والحج عماد وذو الفقار. هذا يوم الثأر لشهداء غزة ولبنان واليمن والعراق وطهران. هذا يوم الثبات والصمود والبقاء بجباه مرفوعة. هذا اليوم هو يوم الكرامة والشرف والعز والافتخار.
هذا يوم سيذكر في توراتهم المزيفة على أنه اليوم الذي أشعل الكيان. لقد أرادوا حربًا فليكن وليروا منا ما يسر الصديق ويؤلم العدو. هذا يوم التقرب إلى الله ونيل إحدى حسنييه. هذا يوم محمد الدرة والرضع الخدج الذين بأي ذنب قتلوا. هذا يوم القصاص لدماء الشهداء، هذا يوم الوعد الصادق والنصر الإلهي.
إن لم أقف حيث جيش الموت يزدحمُ
فلا مشت بي في العلا قدم
عندي من العزم سر لا أبوح به
حتى تبوح به الهندية الخُذم
المعركة لم تبدأ بعد، نحن ننتظر لنرى نهاية عدوانهم، عندها سيأتي الرد وعندها سيندمون على كل نقطة دم سفكوها وعلى أية أملاك اعتدوا عليها. إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب.