الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

الهروب إلى الأمام: نتنياهو في قلب المعركة دون رؤيا للمستقبل..!

منذ أسبوعين
الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

د. عامر الطائي ||

في ظل تصاعد الأحداث في المنطقة، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه في وضع معقد وحساس. حيث تتعرض إسرائيل لتحديات أمنية غير مسبوقة، وصواريخ المقاومة، وعلى رأسها حزب الله، تصل إلى عمق الأراضي الإسرائيلية. ولكن، وعلى الرغم من ذلك، يبدو أن نتنياهو يعتمد على استراتيجية الهروب إلى الأمام، التي لا تعتمد على رؤية طويلة الأمد بقدر ما تهدف إلى حماية نفسه من السقوط السياسي.

العدوان المتواصل… هل يحقق أهدافه؟
في محاولاته المستمرة للسيطرة على الوضع المتأزم، يستخدم نتنياهو القوة العسكرية بشكل مفرط، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو حتى ضد لبنان وسوريا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يحقق هذا العدوان أهدافه؟ النتائج على الأرض تشير إلى العكس. رغم جميع الهجمات العسكرية، لم تتمكن إسرائيل من إحكام قبضتها أو فرض هيمنتها كما كان يتوقع. المقاومة الفلسطينية واللبنانية، بدلاً من الانهيار، ازدادت قوة واستطاعت تحقيق توازن رعب أضعف من قبضة إسرائيل الأمنية.

نتنياهو في أزمة… والهروب للأمام!
في الداخل الإسرائيلي، يتعرض نتنياهو لضغوط سياسية هائلة. الفساد والاتهامات التي تلاحقه، بالإضافة إلى التوترات الاجتماعية والسياسية الداخلية، تجعله في موقف دفاعي، حيث يبحث بشكل مستمر عن مخرج. لذا، يبدو أن استراتيجية التصعيد العسكري تأتي كوسيلة لتحويل الأنظار عن مشاكله الداخلية، خاصة مع بدء انقسام داخل المؤسسة السياسية والعسكرية في إسرائيل.
هذا التصعيد ليس إلا هروبًا إلى الأمام من أجل تجنب مواجهة الواقع المتدهور الذي يعيشه نتنياهو داخلياً. إن تركيزه على المواجهات العسكرية وارتكاب الجرائم ضد المدنيين في غزة ولبنان هو في النهاية محاولة يائسة للحفاظ على منصبه بأي ثمن.

حزب الله… تهديد دائم لإسرائيل
أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها نتنياهو هو استصغار قدرة المقاومة اللبنانية، وخاصة حزب الله. لقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن الحزب لديه القدرة على ضرب أهداف في عمق إسرائيل، مما يجعل المناطق التي كانت تعتبر آمنة في مرمى صواريخه. هذا التهديد المتصاعد يضع إسرائيل في موقف لا تحسد عليه، حيث لم تعد المواجهة العسكرية تعني الانتصار السريع كما كانت في الماضي.

المستقبل الغامض لإسرائيل
المعركة الحالية تكشف عن غياب أي استراتيجية واضحة لإسرائيل تجاه المستقبل. نتنياهو يحارب على جبهات متعددة، ولكنه يفشل في إحراز أي تقدم حقيقي. وفي ظل غياب حل سياسي، واستمرار التصعيد العسكري، يزداد الوضع سوءًا. قد تكون هذه المعركة هي النقطة التي يتغير فيها ميزان القوة في المنطقة، ولكن ليس لصالح إسرائيل، التي تجد نفسها الآن في وضع أضعف من أي وقت مضى.
يبدو أن نتنياهو، بدلاً من التفكير في حلول دبلوماسية أو استراتيجيات طويلة الأمد لتحقيق الاستقرار، يختار طريق القوة والعنف، طريق قد يقوده إلى النهاية السياسية في ظل تراكم الفشل الداخلي والخارجي.