هل هو تصعيد للحل؟!
أمين السكافي (لبنان-صيدا) ||
لا أجد فكرة أفضل منها لدخول العدو الحرب مع لبنان فإحتمالية هزيمته في هذه الحرب كبيرة فلماذا يريدها إذن ولماذا بدأها ولماذا هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى،
هناك عدة أسباب نستطيع ان نستعرضها.
أولا الهروب من جحيم غزة وتوجيه الأنظار بإتجاه الجنوب اللبناني بإلإضافة للداخل اللبناني .
ثانيا محاولته بغبائه المعهود فصل المسارات بين لبنان المقاومة وبين غزة وهذا أمر يعلم علم اليقين أنه لن يستطيع له سبيلا وأن تراجع المقاومة عن وعدها لغزة بالنصرة سوف ينهيها سياسيا ويفقدها مصداقيتها ودورها الرئيسي الفعال في محور المقاومة.
ثالثا ظنه أن بإمكانه أن يعيد المستوطنين إلى مغتصباتهم بالقوة دون أن يدخل في حرب شاملة إن لم تستدعي المسألة فقيامه بغارات جوية متواصلة قد تلين موقف حزب الله ولو قليلا وهو يعلم أن هذا إحتمال ضئيل جدا.
رايعا جر المنطقة من خلال جر حزب الله إلى الرد بشكل عشوائي بحيث يسقط عدد هائل من الإسرائيليين وهذا ما يعطيه الذريعة أمام المجتمع الدولي للدخول في حرب شاملة يدخل أميركا والإتحاد الأوروبي إليها وهذا ما يفسر العدد الكبير للشهداء في يوم واحد حيث تجاوز الخمسمائة شهيد وآلآف الجرحى ومع ذلك لا زال حزب الله ملتزما بضبط النفس تجاه الأهداف التي يستهدفها.
خامسا (حركة السادات)بمعنى عادة توضع الأهداف السياسية وبعدها تقام الحروب لأجل تحقيقها أما هنا فالسادات شن حربا لتوصله للمفاوضات وأظن أن هذا ما تفعله القيادة الإسرائيلية بشن هذه الحرب فهي تريد تصعيد الأمور لتصل إلى نقطة معينة تتدخل عندها الدول الفاعلة لتفرض وقفا شاملا لإطلاق النار فيرتاح من غزة ومن لبنان على حد السواء ويكون بهذه الطريقة قد أمن مخرجا يليق به .ولكن الخطورة في هذه الخطوة إمكان إنفلات الأمور من عقالها وأن تذهب المنطقة إلى طريق لا رجعة فيه إلا بدمار شامل غير محسوب .
سادسا ونحن نتكلم عن خطط الكيان وأهدافه نسينا اللاعبين الآخرين في هذا الصراع وهم حزب الله وكيف سيكون رده على ما حصل اليوم وهل سيكتفي بقصف أهداف عسكرية في الوقت الذي وصلت أعداد الشهداء من المدنيين إلى ٥٠٠ والجرحى بالآلاف وهل سيستطيع ضبط نفسه أمام جمهوره وخصوصا الذين أجبروا على النزوح من قراهم وبلداتهم والذين حتما يطالبونه برد قوي يشفي صدورهم .
وهناك بقية الجبهات من يمن وعراق وسوريا فماذا سيكون موقفهم وكيف سيتصرفون تجاه الكيان .
سابعا وأخيرا ماذا سيكون موقف القيادة في إيران هل ستكتفي بالحراك الدبلوماسي أم سيتطور موقفها للتدخل عسكريا وهل تدخلها العسكري سيشكل ذريعة لمواجهة مع أميركا وحلفائها.
المهم أننا وفي صباح يوم الثلاثاء ٢٤/٩ الساعة الثالثة صباحا بدأت المقاومة بإستهداف القواعد والمصانع والمطارات وأني كنت أشاهد التلفاز وأنا رغم ألم اليوم الماضي كنت فرحا وأنا أرى مقاومتي تقصف أهدافها بدقة وأنها لم ولن تخذلنا .ولذلك نقول للمقاومة خذي ما أردت من دماء فهي فداءك ولكن أمطريهم بصواريخك.