الأمن والإعلام ..!
كندي الزهيري ||
تعرض محور المقاومة إلى هزات مرعبة ، من خلال الاختراق الأمني ، أدت إلى سقوط عدد كبير من الشهداء القادة، الذين لهم دور بارز ومؤثر في المعادلات الإقليمية والدولية ، وذلك بسبب وجود ثغرات أمنية تحصينية خطيرة …
نعم نحن في حرب دائمة مع محور الشيطان الأكبر، وهذه الاختراقات واردة، نعم واردة لكنها غير طبيعية، لسببي الأول؛ حجم الاختراق، ثانيًا طبيعة الاختراق، لذلك يجب إعادة النظر بالأمن القومي لمحور المقاومة ، و علينا أن ننظر أيضًا، إلى دور الإعلام في ذلك!،
-على سبيل المثال- في ٢٠١٤ م كان الإعلام المضاد له الدور البارز بإسقاط ثلثي العراق، واستطاع تكوين حاضنة تستقبل وتدعم وتمول الإرهابيون، إضافة إلى تزويد الإرهابيين بالمعلومات المطلوبة بواسطة رصد المعلومات الطرف الأخر، ومعرفة خط السير ، وحجم قواته، ومن له تأثير فيها، جميع تلك المعلومات كانت تعطى للإرهابيين، ما أن فَطِنَ أبناء المقاومة على أهمية الإعلام، حتى رأينا كيف تغيرت مسارات المعارك ضد الإرهابيين.
في حرب غزة قبل الأخيرة ظهر الناطق الرسمي باسم الكيان الإرهابي أفيخاي أدرعي مغردًا عبر منصة (X) تويتر سابقًا، قال (فتحت تطبيقات السوشيل ميديا، فوجت ما نشره الإعلام العراقي والمدونون، أصابني الرعب حتى ظننت أن إسرائيل زالت)،
بعد ذلك استوعب هذا الكيان الذي يجيد التعامل مع نشر الأخبار وتوجيه الإعلام إلى درجة كبيرة، رأى بأن يجب تطوير الإعلام ودعمه أكثر من ذي قبل ، وزرع أدوات من الطرف الأخر، أي من البيئة التي تحتضن المقاومة، أن يكون لها دور في الحرب الإعلامية، وإسناد مهم بالنسبة للسياسة الأمنية الإعلامية، هدف هؤلاء المُرْتَزِقَة هو (أضعاف معنويات جَمهور المقاومة، وتسفيه رد المقاومة على الكيان الصهيوني، وتفخيم قوة الكيان وشدته، ومدى ضعف الطرف الأخر، إضافة إلى جمع أكبر عدد من المعلومات)…
إذًا الكيان الصهيوني يستخدم الإعلام ، ركيزة مهمة لعدة أمور: الأولى؛ شن هجمات نفسية (الحرب النفسية) على جَمهور محور المقاومة ونشر الرعب في صفوفهم، ثانيًا؛ استقطاب عدد من المؤثرين وتوجيههم حسب الخطط المرسومة، ثالثًا؛ استخدام مكاتب الإعلامية المنتشرة في دول محور المقاومة، لجمع المعلومات والتجنيد وأثارت الفوضى، وهنا يدخل الأمن القومي، الذي يجب أن يكون على قدر من الوعي و الإنتباه.
أعلام المقاومة -مع الأسف- ما بعد ٢٠١٤ م و إنتهاء الحرب مع داعش أصبح خاملًا، إلى درجة كبيرة، وقع بفخ الروتين، والصراعات السياسية، والمحسوبية في إدارة الإعلام ، وإبعاد من لديه الكفاءة والخبرة والوعي، عن الساحة الإعلامية، في حين تعطى إدارة المِلَفّ الإعلامي في الكثير من قنوات المحور إلى أناس غير قادرين على استيعاب المرحلة الحالية، وليس لهم نَظْرَة إستراتيجية في كيفية التعامل مع الأحداث، مثلما نراه في الإعلام الشيطان الأكبر يأتون بأطراف من بيئة المحور، ويعطى لها دورًا أساسيًا في خطط الإرهاب الصيوامريكي، للتحدث عن محور المقاومة، بدوره يضعف المحور وتفخيم الكيان، وأخر من محور المقاومة، يأتون به ليس من أجل التحليل إنما انتزاع المعلومات منه بشكل غير مباشر،
أما المراسلون إذا دققنا بما يقولون لوجدنا أنهم يعطون إحداثيات عبر قنواتهم الإعلامية إلى الكيان الصهيوني، و-مع الأسف- وقع إعلامنا في ذلك أيضًا، وأسوء ما وقع فيه أعلام المقاومة هو تفخيم الرد الصهيوني وأثره على البيئة المقاومة، عكس الإعلام الصهيوني الذي يسفه رد المقاومة وعملياتها، وتأثيرها عليه. مما سبق يجب التركيز على :
– حان الوقت يا صاحب القرار، أن يعطى الإعلام إلى أصحاب الخبرة، ممن لديهم القدرة على إدارة الإعلام، وخوض الحرب النفسية ضد محور الشر.
– زرع أدوات إعلامية من الطرف الآخر معارض لسياسات الكيان الإرهابي الصهيوني وداعميه ، والترويج له .
-تفعيل الإعلام الأمني ،الذي بدوره له القدرة على مواجهة الاختراق الإعلامي الأمني للكيان.
– يجب أن يكون هناك خطط واقعية، وبأسرع وقت ممكن، وزرع أدوات إعلامية في أراضي الكيان الإرهابي، لنقل حقيقة ما يجري هناك، وكسر التكتم الإعلامي.
– من أهم الأمور: الحفاظ على معلومات المقاومين، وخططهم وعدم إظهارها إلى الإعلام إلا بما تقتضيه المرحلة ومتطلبات الميدان.
– وضع خِطَّة للتعامل مع (التجسس الإعلامي ) ، بواسطة الأجهزة المقاومة الأمنية ، التي يقع على عاتقها حماية أمن المقاومين .
– التعامل مع أصوات الإعلامية المِطْبَعَة مع الكيان، وفق الضوابط والصياغات الأمنية، أن هؤلاء هم جزء من الماكنة الحربية للكيان الصهيوني.
إن أمن أبطال المقاومة، يقع على عاتق الجميع، على أصحاب القرار التخلي عن مصالحهم الشخصية، والنظر إلى مصالح العليا لمحور المقاومة، في مِلَفّ الأمن والإعلام، وهذا من أهم واجبات تلك القيادات.
نحن لا نلوم من وقع في المنطقة الرمادية، أو من صدق رواية محور الشر، بسبب العجز غير مبرر الإعلام المحور، وهنا يجب أعادت النظر بدور الإعلام ومن يقوده … الإعلام هو الحرب اليوم، به العدو ويجمع المعلومات، ويجند العملاء …