الكرسي مكسور..الحذر من الجلوس عليه..!
د. محمد الكحلاوي ||
باحث وأكاديمي
كنا طلابا في الصف الأول الابتدائي وبالتحديد في القراءة الخلدونية “طيبة الذكر”، وبدقة أكثر في درس (حرف الكاف) وجدت عبارة (الكرسي مكسور) .
ماذكرني بهذا الموضوع هو كرسي الحكم!
كما قيل من قبل كرسي الحكم عقيم ، من تجرأ واراد التقرب منه والفوز به عليه أن يدفع الثمن وخاصة إذا مال به ووقع’ وفي السقوط سوف يفقد الكثير .
مثل ما قال هارون الرشيد لولده المأمون: «يا بني الملك عقيم ولو نازعتني أنت على الحكم لأخذت الذي فيه عيناك» أي لقطعت رأسك. بعدما رآه يستقبل الامام الكاظم عليه السلام أحسن استقبال واكرمة واجزل عليه في العطاء.
حيث سأله (من هذا ) فرد (هو أحق مني بهذا الكرسي )، فرد عليه ابنه (اذن لم لا تعطيه له .
قال هارون مقولته الشهيرة وهذا ابنه ، فكيف إذا كان لايمت لك بصلة ، وعليه كنا نأمل من حكومتنا خيرا قبل توليها سدة الحكم والاستيلاء على كرسي الحكم ، و وقفنا صفا واحدا بوجه كل الذين شككوا بنجاح الانتخابات . كان هناك تحد كبير لإقامة تلك الحكومة والإصرار على المضي قدما بها ،
عندها تحملنا أعباء الحر والانتقاد والسخرية من قبل البعض و وصفنا بـ(التبعية) إلى إيران ايام الاعتصام بوقوفنا إلى جانب الإطار التنسيقي وما نتج ، ومن ثم اللقاء مع مرشح رئاسة الوزراء ووعدنا خيرا بعد المداولة والنقاش وبالفعل تم ما كنا نتوقعه وسارت الأمور على ما يرام ،
ولكن عجبنا بالسيد رئيس الوزراء يستقبل من وقف بالضد من العملية السياسية وخاصة الإطار التنسيقي وحاول التشهير على ان الانتخابات مزورة ووقف وقفه مدفوعة الثمن من قبل السفارات وبعض المشككين بنجاح الإطار في تشكيل الحكومة ، ومن وقف إلى جانب الإطار التنسيقي لم يذكر ولا حتى يعد واحدا منهم .
أيضا لدينا بعض المؤآخذات منها على سبيل المثال .
إن لكل ولد ام ومن بر بها سمي بارا ومن تخلى عنها سمي عاقا ، أليس من الأجدر الالتفات الى الام الحقيقة ، إلى مناطق الجنوب وتعويضها مما حرمت منه بسنوات القحط والإذلال من قبل حكومة البعث والحكومات المتعاقبة؟
على أقل تقدير زيارتها والوقوف على حقيقة أوضاعها الخدمية وتعويضها الحرمان الذي عاشته ، والجنوب العراقي البقرة الحلوب التي تدر الخير على البلد .
خاصة إذا كان من يدير دفة الحكم ابنها الذي تربى في أحضانها وشرب من ماءها لا تشغله العاصمة بجسورها وشوارعها ونسيان الأهم هو إقامة المصانع والمعامل لتشغيل الأيدي العاملة أيضا وإعادة هيبة الزراعة التي كانت النفط دائم للبلد والتشجيع على العلم واحتواء المفكرين والعلماء ببعثات خارج البلد لا ارسال السعاة والسواق للدورات مع الوزراء والمديرين العامين ،
وهذه من حصة الموظف والفني المتخصص في مجال عمله . أيضا ما شهدنا وسمعنا من اختلاسات وسرقات ، وكذلك تنصت على بعض الشخصيات المهمة في البرلمان والمؤسسة القضائية وكذلك على الشخصيات القيادية المهمة .
كل هذا ولم يحاسب أحدا من الذين أساءوا وسرقوا والكل يغطي للكل ، والبلد يسير على ارجل عرجاء كما الكرسي المكسور الذي لا يستقر في مكانه قلق لا يجدي نفعا .