جبهة لبنان..التصعيد ثم التحييد..!
د. هيثم الخزعلي ||
شهدنا في الأيام الأخيرة تصعيد صهيوني غير مسبوق على لبنان، ابتدا بتفجير أجهزة البيجر والهوكي توكي، ثم اغتيال قادة الرضوان.. وكل هذا يشير إلى احتمال هجوم بري يشنه الكيان الصهيوني ضد لبنان.
فاستهداف اكثر من ٣ آلاف شخص بتفجيرات البيجر، ثم اغتيال قادة فرقة الرضوان تغري الكيان الصهيوني بالهجوم البري لدفع حزب ا. ل. ل. ه إلى ما وراء الليطاني.
خصوصا بعد القصف الصهيوني على طول الحدود وادعائه بأنه اخرج منصات اطلاق صواريخ المقاومة من الخدمة.
الا ان قيام الحزب في اليوم التالي بقصف قاعدة (رامات دافيد)) ومجمع رافائيل، وعكا.. وضرب ١٧ موقعا في وقت واحد، اثبت ان الحزب مازال منظما ولا يعاني من ارباك.
وهذا ما جعل الكيان يتردد بالقيام بعملية عسكرية إضافة لعوامل أخرى، منها :
١- ان جيش الكيان الصهيوني يعاني من نقص اضطره لتدريب القوات البحرية على العمل البري، وتجنيد الحريديم والافارقة في الجيش.
٢- اذا هاجم جيش الكيان لبنان فإنه سيقاتل على جبهة تمتد لأكثر من ٣الاف كم، وهو لم يستطع ان يحسم القتال في غزة التي تبلغ مساحتها ٣٦٥كم.
٣- غياب قادة من الحزب لن يؤثر على فاعليته، لامكانية استبدالهم بكوادر شابة او قادة ميدانيين من باقي محور المقاومة.
٤- الجيش الصهيوني انهك وفقد العديد من رجاله وضباطه بالقتال في غزة مع ان مقاتلي حماس اقل تدريبا وتسليحا من حزب الله.
٥- منطقة القتال في الجنوب أصعب من غزة بكثير لأنها أودية وجبال ومناطق وعرة تخدم المدافع اكثر من المهاجم .
لكل هذه الأسباب لن يكون هناك هجوم صهيوني على لبنان، ولن تكون حرب قصف المدن، لان الداخل الصهيوني لن يتحمل ذلك، خصوصا بعد هجرة ١٥٠ الف من حيفا باتجاه تل أبيب، ومليون باتو في الملاجئ.
فكيف سيضمن الكيان الصهيوني عودة امنة للمستعمرين الصهاينة، لمستوطنات الشمال، كما صرح وزير حربه ؟!
والجواب :- هو بذهاب فرنسا لمجلس الأمن لاستصدار قرار منه بإيقاف اطلاق النار والزام الطرفين بالتنفيذ،
هنا يكون الكيان الصهيوني نجح في فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة، وتحييد لبنان.
ويستطيع اعادة المستوطنين الصهاينة الي ميتوطناتهم المحتلة في الشمال.
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
٢٥-٩-٢٠٢٤