إلإثنين الأسود..!
أمين السكافي (لبنان الجريح – صيدا) ||
لقد كانت بدابة الأسبوع من أسوأ البدايات، الخمسمائة شهيد وآلاف الجرحى. ولهذا فقد استحق هذا اليوم لقب “الإثنين الدامي” لكثرة ما سقط فيه من ضحايا أبرياء،
جلهم كعادة إسرائيل من الأطفال الذين لم يحملوا سلاحًا في حياتهم القصيرة، بل لا يعرفون شكل السلاح والرصاص.
من خلال متابعتي للأحداث السياسية، التي بصراحة قلما أتابعها، وجدت أن عملية العدوان الصهيوني ترافقت مع انعقاد مجلس الأمن في دورته وسفر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى نيويورك،
حيث كان قد سبقه إليها وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب لإيجاد حل للأزمة الناشئة حديثًا بالعدوان الإسرائيلي على لبنان بعد إحدى عشرة شهرًا من مناصرة حزب الله لغزة وتهجير المستوطنين من بعض مناطق الشمال.
إسرائيل تعرف حق المعرفة أنها لن تستطيع إجبار حزب الله على فك ارتباطه بغزة، وحيث أن العدو وخلال سنة تقريبًا لم يحقق أهدافه في غزة، ولا يبدو أنه سيستطيع تحقيقها في المدى المنظور.
الواضح أن جبهة لبنان سببت له الكثير من الخسائر مما اضطره لطلب المساعدة من حلفائه لحل هذا الموضوع الذي أربكه طوال ما يقارب السنة. ضربات حزب الله سببت له أذى كبير.
فهل تكون السياسة هي المخرج له من هذه الأزمة؟ مثلاً كأن يعدل مجلس الأمن من قراره 1701 من تحت البند السادس إلى تحت البند السابع وإلزام طرفي النزاع باحترام القرار ولو بالقوة إذا لزم الأمر؟
هكذا تكون إسرائيل قد أجبرت حزب الله على فك ارتباطه مع غزة، وإلا سوف يكون بمواجهة مع المجتمع الدولي. وما عدد الشهداء الذين سقطوا البارحة إلا جزء من خطتها لإعطاء المسألة حجمًا كبيرًا يؤدي إلى ضرورة مناقشتها في مجلس والتوصل بعدها إلى ضرورة تنفيذ 1701 ولو تحت البند السابع.
إسرائيل تعرف أنها قتلت مدنيين فقط، وأنها لم تدمر شيئًا من قوة حزب الله. وهي تعرف أن الصواريخ لم ولن تتوقف، والشاهد اليوم حيث أطلق من لبنان حوالي الأربعمائة صاروخ لهذه اللحظة. وأن حزب الله لن يترك الساحة وينسحب إلى ما وراء الليطاني.
فأخشى ما أخشاه أن تكون هذه خطة كاملة الأركان لإجبار الحزب على الالتزام مع إسرائيل بوقف إطلاق النار، أم إذا كانت هذه الخطة تشمل غزة أم لا يعني المقصد أن تكون سلة كاملة. فلا أعلم حقيقة، وبالنتيجة هذا مجرد رأي من متابع.