لا تتركوا لبنان في اجواء ملتهبة..!
قاسم الغراوي ||
كاتب وصحفي
تشير التطورات المتسارعة في المنطقة العربية، الى تغير واضح بنهج الإدارة الامريكية لإدارة الصراع في الشرق الأوسط، وعدوانية الكيان الصهيوني رغم تراجع أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن وانشغاله بالحملة الانتخابية وهذا لايلغي ثبات مواقف الادارة الامريكية وسياستها الخارجية للحفاظ على مصالحها ومصالح الشركاء في المنطقة وخصوصا الكيان الصهيوني ،
ويظهر ذلك جليا من تهديدات نتن ياهو وشن حرب على لبنان لتعويض هزيمته على كافة الجبهات لثقته بان امريكا تقف مع كيانه في حربه ضد لبنان ولانه لايحترم القرارات الدولية .
كما صرحت السفيرة الامريكية الجديدة في العراق خلفا للدبلوماسية “رومانوسكي”، وحملت في طيات خطابها الأول في الكونغرس “تهديدا ووعيدا” للمصالح الإيرانية في العراق متهمة طهران بزعزعة الشرق الأوسط ، وهددت الفصائل العراقية بالاستهداف وحماية الديمقراطية والمصالح الامريكية في العراق .
بعديومين من تصريحات السفيرة الامريكية الجديدة أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية حركة “انصار الله الاوفياء” على لائحة الارهاب لذا فمن المتوقع ان تندلع المواجهات مجددا بين فصائل المقاومة فيما لو استهدفت المصالح الامريكية وقواعدها في العراق حيث تلجا لاستهداف قادة المقاومة وضرب مقرات العتاد للمواقع الامنية في الحشد بحجة تابعة للفصائل .
وليس ببعيد عن العراق، فقد ازدادت الأمور حدة بعد تهديد المبعوث الأمريكي الى إسرائيل آموس هوكشتاين حزب الله اللبناني بمساندة الهجوم الإسرائيلي المرتقب على لبنان ورد حسن نصر الله بانه لن بتوقف مالم يتوقف العدوان على غزة والواقع كانت هناك اشارات واضحة للقيام لهذا الهجوم لتامين شمال فلسطين المحتلة من ضربات حزب الله بعد ان تمكن الكيان الصهيوني من تدمير غزة ورفح واغلاق منفذها الوحيد ليستعين بالمرفا العائم على شاطيء غزة ويسيطر على مايدخل الى اللاجئين .
لا اعتقد ان نتن ياهو سيوقف الحرب او يفاوض في الوقت الحاضر مع كون مجلس الامن صوت عليه مالم ينهي نتائج المواجهة مع حزب الله ومحاولة تدمير بناه التحتية قبل ايقافها بمزاجه لان ايقاف الحرب في فلسطين يعني انه لم يحقق اهدافه لا فيها ولا في المواجهة مع حزب الله وسيتهدد مستقبله السياسي ووجوده.
النتن ياهو متوجه للارض المحروقة (عليّ وعلى اعدائي)اضافة الى تصريحه بان المعركة (معركة وجود )ولن يتوقف مادام العالم لايستطيع ايقافه وسيتجاوز في القادم من الايام على المقرات الامنية (الفصائل) في العراق .
اما الخطوة غير المتوقعة، والتي تشير الى إمكانية اندلاع حرب إقليمية، هي توجه حاملة الطائرات الامريكية والاسطول المرافق لها من المدمرات الى ميناء حيفا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع المعطيات السابقة، يوضح بما لا يقبل الشك ان هنالك تطورات ستحصل قريبا، سواء على مستوى العراق او فلسطين ولبنان، ولا يمكن التنبؤ بآثارها، الا انه من المؤكد حدوث تغيير بخارطة التحالفات والتوازنات الحالية وكذلك المواجهات .
ربما الادارة الامريكية لاتريد توسيع الحرب على اقل تقدير حتى نهاية الانتخابات الا ان استراتيجية الدفاع والمصالح الامريكية في المنطقة لايمكن التخلي عنها
الانسحاب غير وارد في الوقت الحاضر من المنطقة وخصوصا العراق لعدة اسباب ؛
منها القضية السورية غير محسومة ، والعلاقة مع ايران متوترة ، والكيان الصهيوني الذي تدعمه الادارة الامريكية يواجه تحديات وضغوطات داخلية وخارجية والبحر العربي والاحمر غير امن بفعل تهديدات الحوثيين ، والحرب الاوكرانية لم تضع اوزارها بعد ، وبوتين بدا باتفاقيات الدفاع المشترك مع كوريا الشمالية الخصم اللدود لامريكا ومن فيتنام هدد كوريا الجنوبية في حال مساعدتها اوكرانيا وكل هذا يقلق الادارة الامريكية .
الواقع حاليا العالم عبارة عن بؤر متوترة قابلة للاشتعال واستنهاض كل اسباب الحروب والمواجهات ولن تكون منطقتنا بمناى عن حرائق الحروب وخسائرها وتدميرها .